24 آذار 2022 | 07:31

عرب وعالم

"الأطلسي" يتوسّع شرقاً لمواجهة الخطر الروسي

وسط ضجيج الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا، حيث المخاوف تتزايد من احتمال قيام موسكو بشنّ هجمات كيماويّة أو بيولوجيّة أو حتّى نوويّة، رحلت الديبلوماسية العريقة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، عن عمر 84 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان. وتطوي وفاة أولبرايت، المولودة في تشيكوسلوفاكيا، صفحة من زمن ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في وقت يُحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعادة إحيائه من جديد. لكنّ أولبرايت كانت قد دافعت بقوّة عن توسيع "حلف شمال الأطلسي"، الذي أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ أمس أن الحلف سينشر 4 مجموعات قتالية جديدة في دول شرق أوروبا لتعزيز دفاعاته ضدّ روسيا في خاصرته الشرقية.

وفيما تسعى دول الناتو لمواجهة الخطر الروسي المتصاعد في خضمّ جحيم الحرب ضدّ أوكرانيا وويلاتها، قال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي: "سيُقرّر قادة الناتو في قمّتهم غداً (الخميس) تعزيز الموقف الدفاعي بأربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليرتفع عدد مجموعات القتال المنتشرة إلى 8 مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود". وتُضاف هذه المجموعات القتالية إلى ما مجموعه 5 آلاف عنصر من قوات "الأطلسي" ينتشرون في البلطيق وبولندا منذ 2017. كما يدرس التحالف تعزيز طويل الأمد لقواته في الشرق، فيما تُطالب دول أعضاء قريبة من روسيا بإرسال ما يكفي من القوات لصدّ أي هجوم محتمل من موسكو.

وإذ شدّد ستولتنبرغ على أنّه "سنقوم بكلّ ما هو ضروري لضمان الحماية لحلفائنا والدفاع عنهم"، كشف أن لدى الحلف "مخطّطات لحماية كلّ الحلفاء من هجوم بأسلحة نووية"، متوقعاً أن يوافق أعضاء الحلف اليوم على توفير دعم إضافي لكييف يشمل المساعدة في الأمن الإلكتروني، إضافةً إلى معدّات لمساعدة أوكرانيا في حماية نفسها من التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. كما ندّد بـ"الدعم السياسي الذي قدّمته الصين لروسيا، بما يشمل نشر أكاذيب ومعلومات مضلّلة" و"احتمال أن تُقدّم بكين دعماً ماديّاً لغزو أوكرانيا"، في حين كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إتهام روسيا بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وفي هذا الصدد، أوضح بلينكن أن الحكومة الأميركية وبعد توثيق ودراسة أدلّة عن استهداف مدنيين عمداً خلال الغزو الروسي، توصّلت إلى الاستنتاج، وقال: "اليوم (أمس)، يُمكنني الإعلان أنه بناءً على معلومات متوافرة حاليّاً، ترى الحكومة الأميركية أن عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا"، مشيراً إلى أنه كما في حالة أي جريمة مفترضة، ستكون "محكمة تتمتّع بولاية قضائية للنظر في الجريمة" مسؤولة في نهاية الأمر عن اتخاذ القرار في شأن الجرم الجنائي.

وبينما دمّرت القوات الروسية مختبراً في محطّة تشيرنوبيل النووية كان يعمل على تحسين إدارة النفايات المشعة، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اللجوء إلى استخدام أسلحة بيولوجية أو كيماوية في أوكرانيا، معتبراً أن الهجوم الروسي "متعثّر رغم كلّ الدمار الذي يتسبّب به يوماً بعد يوم"، ودعا موسكو إلى وقف القتال حالاً، في وقت اتهمت فيه موسكو واشنطن بعرقلة "المحادثات الصعبة" بين روسيا وأوكرانيا، معتبرةً أن الولايات المتحدة هدفها "الهيمنة" على النظام العالمي بأساليب منها فرض العقوبات. لكنّ المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك شدّد على أن المفاوضات بين بلاده وروسيا صعبة، لأنّ "الجانب الأوكراني لديه مواقف واضحة ومبدئية".

وتُعلن الولايات المتحدة اليوم "مجموعة من العقوبات تشمل في الوقت نفسه شخصيات سياسية ومتموّلين" روساً، وفق ما كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي يُرافق الرئيس جو بايدن إلى أوروبا، بينما قرّرت روسيا طرد ديبلوماسيين أميركيين رداً على طرد واشنطن 12 عضواً في البعثة الديبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان. بالتزامن، أعلن وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي طرد "45 جاسوساً روسيّاً ينتحلون صفة ديبلوماسيين". وكتب على "تويتر": "بطريقة متّسقة وحازمة تماماً، نُفكّك شبكة الإستخبارات الروسية في بلادنا".

وكان لافتاً بالأمس ترك السياسي الإصلاحي الروسي المخضرم أناتولي شوبيس منصبه كممثل خاص لبوتين للعلاقات مع المنظمات الدولية، بحسب ما أفاد مصدر مطّلع وكالة "رويترز". وأوضح المصدر أن شوبيس الذي شغل في السابق منصب كبير موظّفي الرئيس السابق بوريس يلتسين، غادر البلاد وأغلق هاتفه وليس لديه نيّة للعودة. بالتوازي، قال الرئيس الروسي إن بلاده لن تقبل سوى مدفوعات بالروبل لقاء إيصال الغاز إلى "دول غير صديقة"، بما في ذلك كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي، بعد فرض عقوبات غربية مشدّدة على موسكو. ووجّه بوتين بتنفيذ التغييرات في غضون أسبوع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 آذار 2022 07:31