على أمل قيامة جديدة للبنان تنهي دروب آلامه ، ارتفعت الصلوات والدعوات في أحد الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي في كنائس مدينة صيدا ومنطقتها.
العمار
رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ترأس قداس الفصح في كنيسة مار الياس الحي في المدينة بعاونه النائب العام الخورأسقف مارون كيوان والشدياق عبدالله بو عيد في حضور حشد من المؤمنين وأبناء الابرشية.
وفي عظة ألقاها بالمناسبة استحضر المطران العمار الخطاب الذي وجهه امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى كل المؤمنين واللبنانيين ولا سيما الشق السياسي منه ، فأشار العمار الى أننا " أمام القيامة كما نحن أمام أوضاعنا الحالية، إما شراء ضمائرنا أو عدم قبول شرائها، وقول الحقيقة التي تحيي، ونحن في هذه الأيام التي نعيشها في لبنان والعالم ولكن بشكل خاص في بلدنا، نحن قادمون على انتخابات، والشكر لله أنه ما زال لدينا ديموقراطية إجرائها في وطننا، وعلينا أولا الايمان بهذه الديموقراطية ولايماننا بها واجبنا التعبير عن صوتنا في هذه الانتخابات، لان هناك اناس اذا لم نعبر عن صوتنا تريد شراء ضمائرنا عبر شراء ضمائر الآخرين وهم كثر ويمكن أن ينتصروا على الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، الذين لم يعبروا عن رأيهم في الانتخابات كي لا تشترى ضمائرهم".
واضاف " الانتخابات النيابية القادمة مصيرية لوطننا في هذا الشرق، كوطن سيادة وحرية وصانع حضارات ووطن يشهد لحضور الله منذ الفي سنة حتى الآن على ترابه في هذا الشرق ، ويشهد على وجود مؤمنين بالحرية والسيادة والديموقراطية بالتعاون بين كل أبناء الوطن، ومؤمنون بالتعاون بين وطننا وكل الاوطان من حولنا والعالم، هؤلاء الأشخاص الخيرين والكثيرون جدا في بلدنا لا يجوز عدم تعبيرهم عن آرائهم والقول أنه لا يوجد من يستحق تصويتنا له، ولا يجوز أن لا نحض اهلنا المغتربين على مساعدتنا والتصويت معنا وعدم دعوة اولادنا في كل دول العالم للمجيء إلى لبنان والتصويت معنا، لان الانتخابات مصيرية وعلى كل واحد منا التصويت لعدم بيع ضميره للآخرين".
وقال "نحن مدعوون لنكون أمام وقفة ضمير مصيرية أساسية، سائلا "هل نحن سنكون على مستوى هذا الاستحقاق ولا نبيع ضميرنا، وتماما كما المريميات وبطرس ويوحنا والرسل وكل الأشخاص الذين آمنوا بقيمة الرب وكانوا قلة واستطاعوا السيطرة على العالم كله ولم يخافوا من احد، وغيروا نظرة العالم لأنهم كانوا يحملون قضية يسوع المسيح القائم من بين الأموات، لذلك لزاما علينا أن نحمل قضية لبنان القائم من السقطات الموجود فيها حاليا، لنتمكن بالسير به رغم العثرات والصعوبات والمحاربة من أشخاص، لأننا الاكثر والأقوى وأبناء الحضارة الحقيقية للبنان هذا ما قاله لنا سيدنا البطريرك الراعي".
وختم العمار: "فلنؤمن بذلك ونجند أنفسنا ونبذل الغالي والنفيس ولو كان لدينا القليل عبر التصويت والتعبير عن رأينا في هذه الانتخابات، ولا نقول الامر لن يحدث فرقا لأن عدم التصويت سيذهب بنا إلى عالم آخر"، آملا أن "نعيد بعد الانتخابات النيابية والرئاسية سويا عيد قيامة وطننا".
حداد
وفي كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك في صيدا ، ترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد قداس الفصح الأول يعاونه الأرشمندريت جهاد فرنسيس ولفيف من الكهنة ، فيما ترأس الأرشمندريت فرنسيس القداس الثاني ممثلاً المطران حداد . وحضر القداسان جمع من المؤمنين من ابناء رعايا الأبرشية .
وفي عظة الفصح قال المطران حداد أنه "في نظرة على واقعنا اللبناني نرى أننا في أسفل السلّم الروحي. تنقصنا القيم الروحية وقد غرقنا في ملكوتنا الأرضي كثيرًا. على كل لبناني أن يفكّر بالآخر ويحترمه ويبين حسناته ويمدّ يده لمصافحته لنبني معًا حضارة يرضى عنها الله. والمؤسف جدًا اننا كلنا متدينون وحضارتنا هي الموت لا الحياة، تحطيم الاخر لا بنيانه. اية دياناتٍ هي دياناتنا فلا المسيحية ولا الإسلام يسمحان بتشويه الانسان الذي فينا بقدر ما نشوه صورة بعضنا البعض. تعالوا بالقيامة وبشهر الفضيل رمضان نعترف اننا نحون أدياننا كل مرة نعبر على جثث بعضنا".
واضاف " لقد أطفأت وسائل الإتصالات كي لا أسمع مهاترات لبنانية لا تستطيع ان تعالج الا الامور الاستراتيجية الدولية بالكلام والتشبيح وهي عاجزة عن معالجة برميل النفايات القابع أمام بيتنا. خطابنا أمسى ميتًا لا قيامة فيه. مات لبنان لانه ابتعد عن القيم والقيامة.الله قادر ان ينهضنا حتى من موتنا. فلينهض اللبنانيون ولينتخبوا أناسًا يؤمنون بالقيم وبالدين هؤلاء الواقعيون الموضوعيون لا المنظرون بكثرة الكلام وأفعالهم ميتة مختفية".
ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون لم تغب بهجة الفصح ولو خجولة ، او من خلال احياء بعض العادات والتقاليد المرتبطة بالعيد كالمفاقسة ببيض الفصح الملون لعل بعض الفرح يفقس بيضة الأزمات !.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.