سرج داغر

16 آذار 2019 | 00:00

طاولة مستديرة

أجوبة لا بد منها

طالعت باهتمام مقال "أسئلة 14 آذار" في "مستقبل ويب"، وقد لفتني فيها الأسئلة التي طرحها، وإن وجدت أنها بدت في السياق الذي جاءت فيه، منحازة لوجهة نظر "تيار المستقبل"، لكن يبقى الأهم أنها تدعو إلى المراجعة والنقاش، وهذا تماماً، ما سبق أن دعا إليه حزب "الكتائب"، مع انتهاء الحرب، عندما طرح  مسألة "المصالحة والمصارحة".



قبل الدخول في تفاصيل الأسئلة والأجوبة التي ساقها المقال، ولمن يعتبر أنّ 14 آذار فشلت، في إصرار غير مفهوم على جلد الذات، دعوني أقول إن أربعة عناوين رئيسة رفعتها 14 آذار، وهي: خروج الاحتلال السوري من لبنان، الوصول الى الحقيقة، تحقيق السيادة وبناء الدولة.



 



إنّ 14 آذار نجحت في تحقيق الهدف الأول والأهم، فيما الحقيقة قيد التحقّق من خلال المحكمة الدولية، أما ما لم يستكمل، على مستوى السيادة وبناء الدولة، فقد أوجد شرخاً بين أفرقاء 14 آذار. لماذا وكيف؟ 



 



في السؤال عن أسباب عدم إسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود في الشارع، أقول كان يجب التعامل مع لحود كأحد ارتدادات الاحتلال السوري أكثر مما هو رئيس جمهورية منتخب ديموقراطياً، ولكن العصبية الطائفية، وهي علّة العلل عندنا، تحول دون المحاسبة وإسقاط طاغية أو فاشل أو فاسد .



 



في السؤال عن "الحلف الرباعي"، أقول إنّ هذا الحلف هو خطأ، فقد ضرب روح 14 آذار النضالية، وأخفق في هدفه، بدفع "حزب الله" إلى التزام المشروع اللبناني لا الإقليمي.



 



أما عن إعادة انتخاب الرئيس نبيه برّي رئيساً لمجلس النواب في 2005 وزيارة الرئيس سعد الحريري لسوريا العام 2009، فأقول إنّ الزيارة خطأ جسيم، وقد رفض حزب "الكتائب" المشاركة فيها، فلا تطبيع مع نظام لا يعترف بلبنان دولة حرة ومستقلة، ولا مراعاة لرغبات دول حليفة، إذا لم تأخذ المصلحة الوطنية اللبنانية العليا فوق أي اعتبار، فاللبنانيون وحدهم يدفعون الأثمان.



وحول إعلان الحريري "ربط النزاع" مع "حزب الله" العام 2014، أقول إن ربط النزاع لا يعني انتخاب رئيس للجمهورية هو حليف الخصم، وإعطاء أكثرية حكومية للخصم والقبول بشروطه في تشكيلها، وإقرار قانون إنتخابات على قياسه. لا نقول إننا في وارد الصدام العسكري مع "حزب الله"، لكننا نؤمن بالتزام قول الحقيقة والمقاومة السياسية وحصرية السلاح والتقاط اللحظة الإقليمية لإعادة التوازن مع "حزب الله" لبناء شراكة ندية معه تحت سقف الدولة.



 



وأضيف فأقول، إن أي مساكنة بين فريق يتصرف كمنتصر وآخر كمتلقي، هي مساكنة "معوجة"، لا تنتج استقراراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً بل تشنجات ومناكفات وتعطيلاً وفساداً ومحاصصات وسلاحاً رديفاً ومحميات... ما يسقط عنوانين أساسيين من عناوين 14 آذار وهما تحقيق السيادة وبناء الدولة.



 



أملي أن نكون قد سرنا خطوة على طريق آلاف الأميال في النقاش والمراجعة حول تجربة 14 آذار وغيرها من تجارب هذا الوطن.



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

سرج داغر

16 آذار 2019 00:00