إعادة صياغة التجربة

إنها المرة الأولى التي أقرأ فيها مقاربة عاقلة وموضوعية لتجربة ١٤ آذار  التي تحمّلت الكثير من الاستخدامات والتعريفات بمعزل عن الأجندات المتنوعة لمكونات القوى المشاركة في ذلك اليوم الكبير، مع إغفال ملتبس للتطورات السياسية المحلية والعربية والدولية بين ١٤ شباط و١٤ آذار، وتجاهل للجلسة النيابية في ٢٨ شباط التي خصّصت لتجاوز جريمة الاغتيال والتي تحوّلت إلى  الإنجاز  الأساس في مسار الأحداث بعد سقوط الحكومة وكسر جدار الخوف لدى عموم الناس والذي استدعى الدعوة إلى ٨ آذار ثم الرد في ١٤ آذار.

إنّ أسئلة "مستقبل ويب" تشكّل الخطوة  الصحيحة الأولى في إعادة صياغة التجربة بعيداً عن الأجوبة الجاهزة والاتهامات لأنّ ثقافة السؤال هي المحفّز الأساس على التفكير والسؤال الصحيح هو الذي لا يتضمّن إجابة مسبقة. وأتمنى إعادة صياغة النقاش بعيداً عن موضوعات السجال لأنّ ١٤ آذار هي إرادة مئات الآلاف من الناس التي صنعت تلك اللحظة الفارقة في حياتنا الوطنية وهم أصحاب الحق في السؤال والجواب.