اعتاد مروان السبع اعين ان يقل الركاب من ساحة النجمة وسط مدينة صيدا واليها او الى أي وجهة يقصدها الراكب ، متخذاً من موقع متقدم وحيوي عند مستديرة النجمة محطة تأهب دائمة للإنطلاق ..وغالبا ما كان يوفق ويؤمن بما يعود من غلة يومية ما تيسر من معيشة لأسرته ومن كلفة استهلاك سيارته وقوداً وصيانة ..
لكن في أيامنا هذه ، بالنسبة لمروان كما لأبناء كاره من سائقي الأجرة العاملين داخل مدينة صيدا وعلى خط الضواحي ، لم يعد عناء عمل نهار كامل ، يكفي لسد ثمن مصروف السيارة من البنزين بسبب تحليق سعر الصفيحة الى ما فوق 625 الف ليرة ، فكيف بكلفة صيانتها .. هذا ولم نتحدث بعد عن فواتير الاحتياجات الأساسية لمنزله وخاصة الكهرباء والمعيشة لأسرته ..
يقول مروان " كنا بخير وكان البلد بخير .. اليوم صرنا منكوبين .. سيارتنا صارت متل حال البلد واقف مش عم يمشي بدو ينزين .. وبنزين البلد هو الاقتصاد ..".
ويضيف "بالكاد ما نجمعه وما نستدين فوقه يكفي لتسديد فاتورة اشتراك المولد .. الأشغال ممسوحة والبنزين يحرقنا بنار ارتفاع اسعاره وغيار الزيت بالدولار ".
ويشير مروان الى أن ما يزيد من وطأة وثقل الأزمة على سائق الأجرة العمومي هو منافسة الخصوصي له وبعضهم ليسوا بسائقي اجرة وانما دخلاء على المهنة او متقاعدون يستأجرون سيارة ولوحة حمراء ويزاحمنا في عملنا. ويقول : هؤلاء " شو بتفرق معهم ، اللي عندو عيلة ومسؤوليات ومصاريف هوي اللي بتفرق معو" .
ويبدي مروان عتباً على نقابة السائقين العموميين كما على الجهات المختصة في عدم وضع حد لهذه الظاهرة التي تضر بالقطاع والعاملين فيه على حد قوله .
ويضيف " ما بدنا "رديات" بنزين ، بدنا ضبط الخصوصي ومنع الدخلاء عالمهنة، وضبط المكاتب اللي بتأجر السيارات والنمر الحمرا لبعض " الفريخات" اللي ما معهم دفاتر او خبرة بالسواقة " وحصر هالمهنة باللي معو نمرة حمرا وسيارة بيشتغل عليها ".
ويخلص مروان للقول "اذا ظبطوا هالأمور منقدر نعمل اجرة السرفيس بـ20 الف ليرة وبتصير توفّي معنا ".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.