لارا السيد

17 آذار 2019 | 00:00

خاص

"مطبخ العطاء" في الأشرفية.. "البيت بيتكم"

 تفوح رائحة العطاء من مطبخهم حيث تتضافر الجهود، فتُّثمر طبقا يوميا بنكهة محبة يتلذذ فيها معوزين وجدوا قوتهم اليومي، في ذلك المكان المفعم بروح الإنسانية.

في منطقة الأشرفية، تحديدا في مارمتر، يقع هذا المطبخ في بيت يجمع تحت سقفه كل من يطرق بابه ليكون فردا من عائلة تعمل على تعميم ثقافة الرحمة لأنه من غير المقبول أن "يكون في حدا جوعان" .


مطبخ



عجوزان يبحثان عن طعام أو أي شيء يؤكل في القمامة!، مشهد ينسحب على العديد من الذين يدفعهم الجوع إلى التفتيش عن فتات طعام، فيعكس صورة مؤلمة عن واقع مؤسف تغيب عنه المعالجة الجذرية لمشكلة تتفاقم جراء الضائقة المعيشية.

إلا أن هذه البادرة تندرج في سياق حل يساعد في التخفيف من معاناة شريحة كبيرة ترزح تحت خط الفقر.


مطبخ



"هذا البيت هو بيتكم والمطبخ لكم"، هكذا تُرحّب صاحبة الفكرة رئيسة "جمعية طريقنا السما - وأنا كمان جعت" ريتا بولس بكل الذين يزورونها، حيث يتشاركون "لقمة الأخوة"، لأنه وفق ما توضحهلـ"مستقبل ويب" من غير المقبول أن يكون هناك شخص جائع، وتقول :" أبواب البيت مفتوحة للكل ليجوا كل يوم يتغدوا ببيتن".

بدأت الفكرة تغدو واقعا منذ حوالي السنة، وهي وُلدت من رحم معاناة عائلة كان أفرادها يعانون من ظروف صعبة منعتهم من توفير الطعام والدواء، ما شكّل دافعا لبولس لتطلق فكرتها على صفحتها على "فيس بوك"، لتنجح بعدها في رسالتها و تستقطب العديد من المتبرعين الذين يقدمون المساعدات من خضار و مواد غذائية و خبز وأدوية، في خطوة ساهمت بتقديم العون إلى كثيرين يحول وضعهم دون تأمين زادهم اليومي .


مطبخ



تشدد بولس، التي تعمل في مجال صناعة المسابح اليدوية، على أن "3 سيدات من أقاربها تطوّعن للقيام بطهي المأكولات يوميا وأحيانا هناك نساء تبادر للمساعدة وأخريات يزودونا بطبخ من عندهن ومن مناطق عدة ، والفائض يتم تبريده أو تجليده لتوزيعه على من لم يستطيع الحضور".

"إيد بإيد منكفي ويلي مش قادر يوصل منبعتلو، ربنا عم يبعت ناس كلها رحمة وهيك عم نستمر"، هكذا تُعبر بولس عن اصرارها في متابعة مشروعها و تتوجه إلى الجميع قائلة: "تعوا ناطرينكن تعوا نحنا هون كرمالكن"، لافتة إلى "أن هناك نحو 170 عائلة على مستوى لبنان يتم تزويدها بمساعدات غذائية كل شهر و نصف، كما يتم تأمين الخبز و الأدوية لبعض الحلات، وكل المساهمات مقدمة من فاعلي خير و لا علاقة للأحزاب و أي جهة سياسية بعملية التمويل".


مطبخ



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

لارا السيد

17 آذار 2019 00:00