11 حزيران 2022 | 08:32

أخبار لبنان

السيد حسن نصرالله .. هدّدنا .. وما هدّدنا !

السيد حسن نصرالله .. هدّدنا .. وما هدّدنا !

كتب عوني الكعكي:




تذكرت وأنا أستمع الى خطاب السيّد حسن نصرالله، أغنية جميلة جداً للسيدة فيروز، أيقونة الفن اللبناني، من كلمات الأخوين رحباني وألحان فيلمون وهبي، ورحت أردّد عفوياً:

هدّدنا وما هدّدنا / ويا خسارة ما هدّدنا

هدّدنا ميّة تهديد / ولهلّأ ما جاوبنا

أما أغنية السيدة فيروز فتقول:

كتبنا وما كاتبنا ويا خسارة ما كتبنا

كتبنا ميّة مكتوب ولهلّأ ما جاوبنا

آخر مرّة إتلاقينا إتصافينا واتراضينا

إن كنّك زعلان علينا عَ القليلة عاتبنا

فعلاً، شعرت أنّ هناك عزاً وكرامة في تهديد السيّد حسن نصرالله لإسرائيل واليونان في آن.

فعلاً إسرائيل دولة عدوّة وحقيرة، وتريد الشر للبنان ولكل العرب، وهي لا تريد السلام وأثبتت ذلك عدّة مرات.

لكنّ التهديد الذي أطلقه السيّد حسن ضد اليونان، نظن أنه مبالغ فيه، لأنّ دور اليونان بالنسبة لموضوع الغاز والنفط هو دور تجاري، وليس دوراً عسكرياً أو عقائدياً أو دينياً.. ولكن لا مانع من توجيه تهديد للدولة اليونانية والشركات اليونانية.

أما بالنسبة لتهديد لإسرائيل، من حيث المبدأ، لا يمكن لأي مواطن شريف إلاّ وأن يكون مع كلام السيّد الذي أطلقه بالنسبة للحقوق اللبنانية نتيجة الخلافات مع العدو الاسرائيلي بالنسبة للحدود البرية، والآن بالنسبة للحدود المائية البحرية، وحقوق لبنان في الثروة التي هي في باطن البحر. هنا تذكّرت عندما أشار السيّد في كلمته الى تقصير الدولة بالنسبة لمعالجة موضوع النفط والغاز في البحر. فقد أشار الى وجود عدّة بلوكات.. فلماذا لم يتم التنقيب والتفتيش والاكتشافات إلى ما هنالك من عمليات تحصل؟ لبنان يجب ان يكون مُلِمّاً بهذا الملف من جميع جوانبه.

فعلاً ما يلفت أنه ومنذ سنوات والمسؤولون يتحدثون عن هذه الثروة الموعودة، وعن ان لبنان سيصبح بلداً نفطياً. لكن المصيبة أنّ هذا الكلام ظلّ كلاماً بكلام.

خاصة وأنني أتذكر صورة فخامة الرئيس وإلى جانبه صهره العزيز وهما في لباس يشبه الى حدٍّ بعيد رواد الفضاء وهما يصرحان ويعلنان كما قال فخامته: إنّ لبنان صار بلداً نفطيّاً.

من ناحية ثانية، إنها المرّة الأولى التي يعلن من خلالها السيّد، أنه وراء الدولة، أي انه تخلّى عن قرار الحرب والسلم وأصبح القرار بيد الدولة، وبالأخص بيد فخامة رئيس الجمهورية الذي هو حسب الدستور وحسب المادة «52» التي تنص على ان الرئيس هو المسؤول الأول عن القرارات والمعاهدات الدولية، كما ان قرار الحرب والسلم يعود إليه.

هذا إذا أراد فخامته، الذي يدّعي أنه الرئيس القوي والرئيس الذي يريد إعادة حقوق المسيحيين أن يمارس صلاحياته. ومن أجل ذلك لم يبقَ من المسيحيين بفضله وبدءاً بحرب التحرير الى حرب الإلغاء الى «اتفاق معراب» إلاّ 30٪ من المسيحيين. وللعلم فإنّ الهجرة الأولى كانت مع بداية الحرب عام 1975 حيث هاجر أكثر من 300 ألف مسيحي معظمهم الى فرنسا. أما الهجرة الثانية فكانت بفضل الجنرال ميشال عون وحروبه ضد «القوات اللبنانية» أيام الحكومة العسكرية التي ترأسها الجنرال عون. والهجرة الثالثة كانت هجرة 300 ألف مسيحي بسبب تفجير مرفأ بيروت والمنطقة المحيطة بالمرفأ والممتدة من الجميزة الى الدورة والاشرفية وأهم الأحياء المسيحية في أهم منطقة مسيحية من العاصمة بيروت.

بالعودة الى تهديد السيّد لإسرائيل، يبدو أنّ السيّد لم يكن جدياً في تهديده خاصة انه كان هادئاً وكأنه ينتظر إشارات خارجية.

على كل حال، هناك معلومات تقول إنّ إيران تسعى بشكل جدّي للوصول الى اتفاق مع أميركا لأنها تعيش حالاً اقتصادية صعبة جداً، وأنّ هناك خطراً كبيراً بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن الايراني الذي يمكن أن يقلب النظام. لذلك فإنّ الاتفاق مع أميركا ولو كان على حساب الملف النووي الايراني بتأمين مصالح إسرائيل مقابل الحصول على الأموال المجمّدة في البنوك الاميركية سيساعد في حل مشاكل إيران الاقتصادية ويفرج الوضع داخل إيران.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 حزيران 2022 08:32