14 حزيران 2022 | 08:35

أخبار لبنان

أطياف مادوف تلاحق اللبنانيين

مازن عبود - أوكسيجين




ارتبط اسم برنارد مادوف بأزمة التقلص المالي ‏‏)2008 )في الواليات المتحدةالأمريكية. واعتقل ‏لتنفيذه اكبر عملية احتيال عرفت بـ"بونزي") 65 ‏مليار دوالار). فحكم عليه بالسجن لمدة 150 عاًما. ‏عدم اخالقيات تعاطي مادوف في االعمال صارت مثال ‏يدّرس في الجامعات. لكن من قال باّن مادوف ليس له ‏اخوة في العالم، ومن قال باّن "بونزي" مادوف لم ‏تتكرر؟ بونزي لبنان أكبر بكثير وابطالها يلهون

مع ضحاياها. شعب رضي ان يسرق كي يستمتع آنيا ‏برفاهية لا يمتلكها، لكن بغطاء رسمي.‏

اطياف مادوف تلاحق اللبنانيين في الخارج بعد ان ‏التهم البونزي المحلي ودائعهم. الاخلاقية ما جرى ‏ويجري يقتل صورتنا والأمل بقيامنا.‏

‏ ماعاد العالم ينظر الينا كضحايا بل كتجار موت ‏يسمسرون حتى لجني عمولة اثمان توابيتنا. ساستنا ‏يميتوننا برضانا كي لا نعود نتجاوب الا مع

آمال الانقاذ. اللبنانيون انكشفوا في الخارج بفعل ‏سياسة البلد الخارجية والعجز والعبث في التعامل مع ‏الإنهيار.‏

الناس في جينيف مهتمون ببجعة مريضة في البحيرة. ‏والعصافير تشاركك فطورك. اما في لبنان فتستمر ‏المجزرة امام نظر الجميع. وتتسابق الغربان على ‏التهام طعامك. لبنانيو بعض الشركات العالمية بدأوا ‏يشعرون بالتمييز المبطن ضدهم، ويسّوق للبلد بانه ‏جمهورية العجز والفشل والممارسات اللا اخلاقية في ‏الإقتصاد والسياسة والعمال، وهنا الخطورة. الآن في ‏مصلحة كثر ان يوصفوا اللبنانيين الذين صنعوا ‏قصص نجاحات بأنهم اخوة لمادوف في اللا اخلاقيات ‏العمال مستثمرين في تدهور صورتنا لزوم استبدالهم ‏او الحلول مكانهم.‏

كان "سبع الغاب" ينادي: "قرب عالطّيب قرب". ‏ويبيع "ابي النسم" الذرة التي سرقها من حديقة الخير، ‏لكن مشوية وبأسعار تشجيعية. و"سبع" يسر ويستهلك ‏ولا يشغل باله بمصدر وأسباب انخفاض اسعار "سبع ‏الغاب"، هذا ما حصل.‏

فوكوياما اعتبر سقوط حائط برلين انتصارا لليبيرالية ‏وتقهقر للقومية. واعتبرت الواليات المتحدة بأّن ‏التجارة الحرة درب الديمقراطية واستراتيجية للحرية ‏‏)2022، ‏Acemoglu Daren‏). العالم دخل مجددا ‏عصر الجدران.‏

النقمة على الغرب، والعولمة زادت الشقاق، فجرفت ‏عادات الشعوب وارثها الحضاري. فاستفاقت القومية ‏وطّوع الساسة الغضب لخدمة

مشروعاتهم، فعادت الحروب. الإنهيار عندنا تمخض ‏غضبا. فتمدد الحزب شيعيا، وامست القوات اللبنانية ‏الأكثر مشروعية في المحيط المسيحي. ارتفاع ‏منسوب الخطابات الخالفية يخلق حوائط وعجزا في ‏بلد لا يعمل الاّ بدفع خارجّي. عودة المجتمع المدني ‏ولو بشكل فوضوي الى الخارطة، ومضة يبنى عليها.‏

تكلم رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد ماالباس ‏‏)الركود التضخمي، ‏syndicate project‏ ) عن ‏تباطؤ في النمو العالمي بنسبة 9.2 بالمائة تكّلم عن ‏العام المنصرم الذي بدوره شهد تراجعا ب 7.5 ‏بالمائة. ودعا الى الحد من اضرار الحرب في ‏اوكرانيا والتصدي الرتفاع النفط وارتفاع

المواد الغذائية بالمزيد من االنتاج واعفاء الدول ‏الفقيرة من الديون. تكلم عن ركود لا يمكن تجنبه.‏

يستطيع لبنان ان يتعافى ويستفيد من الإعفاءات لكن ‏شريطة التغلب على العجز. مما يتطلب حكومة وحدة ‏وطنية تعكس خريطة المجلس الجديد، وتتحمل كامل ‏مسؤولياتها. حكومة تطّعم بتقنيين لكن ليس من ‏المريخ. الشعب انتخب كي يتحمل ممثلوه المسؤولية. ‏لن يعّوم العجز احدا بعد اليوم، ولا فشل فريق، ‏الفريق الآخر. لا يجوز ان تبقى متفرجا، فتختار ‏الموت لمنتخبيك في الوطن والمهجر كي لا تتورط. ‏شعبنا يستأهل أكثر.‏

يستأهل شرف المحاولة، والتضحية بشعبيتك كي تنقذ ‏ما تبقى. ابطال في الخارج يستغيثون، فهل من يجيب؟




النهار 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 حزيران 2022 08:35