شاركت السفيرتان الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو وسفير فلسطين أشرف دبور اليوم بحفل افتتاح "مجمع مدارس الأنروا الجديد - مجمع الصخرة " الذي بني حديثًا في منطقة المية ومية شرقي مدينة صيدا بتمويل مشترك من حكومتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبدعم من منظمة التحرير الفلسطينية التي قدمت الأرض التي بني عليها المجمع .
المجمع الذي يتسع لحوالي 1200 طالب وطالبة عبارة عن مبنيين يضمان 28 صفًّا دراسيًا واسعًا ومكتبة ومسرح ومختبرات وملعبين وقاعات للأنشطة ومرافق ملحقة، تقوم جميعها على مساحة حوالي 5800 متر مربع ، وسيضم هذا المجمع مدرستي الصخرة والظاهرية التابعتين للأنروا واللتين انتقلتا من مبنيين مستأجرين بالإضافة الى قسم مخصص لطلاب ثانوية بيسان المقيمين خارج مخيم عين الحلوة سيكون تابعاً للثانوية .
ويضمن المجمع المدرسي الجديد حصول الطلاب على تعليم جيّد ومنصف وشامل. ويعالج هذا المرفق الجديد تحديات هائلة تتمثل في الاكتظاظ، والصفوف الدراسية الصغيرة، وسوء الإنارة والتهوئة، فضلاً عن معالجة المشاكل السابقة في المباني المدرسية المستأجرة من خلال توفير مختبرات علمية ومكتبات وملاعب كبيرة.
ويعتمد في هذه المجمع المدرسي للمرة الأولى في تاريخ مدارس الأنروا نموذج ثلاثي اللغات لتقديم التعليم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بما يتماشى مع السياق متعدد اللغات الذي يميّز لبنان. فالمدرسة المختلطة الجديدة الرائدة توفّر بيئة مدرسية آمنة .
الحضور
وسبق ورافق زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية لمنطقة المية ومية حيث مكان المجمع المدرسي ، تدابير أمنية مشددة اتخذت داخله وفي محيطه وعلى الطرقات القريبة المؤدية اليه.
وحضر حفل الافتتاح: رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري والنائب الدكتور عبد الرحمن البزري وممثل النائب أسامة سعد ناصيف (عيسى أبو جمال ) ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن ونائبة المفوّض العام للأونروا السيدة ليني ستينسيث ومدير شؤون الأونروا في لبنان السيد كلاوديو كوردوني ، ونائب مساعد رئيس مكتب شؤون اللاجئين في وزارة الخارجية الأميركية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة، أحمد أبو هولي وامين سر قيادة الساحة اللبنانية في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد سهيل حرب ورئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد سعيد مشموشي ، ورئيس منطقة الجنوب في وزارة التربية اللبنانية الأستاذ أحمد صالح ، وأمين سر تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار الأستاذ ماجد حمتو ، ومدير الأنروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب ومدير التعليم في الأنروا في الجنوب الأستاذ محمود زيدان وممثلون عن مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان، ومعلّمون، وطلاّب وأهالٍ.
السفراء
ترحيب من الناطقة باسم الأنروا في لبنان هدى السمرا ثم سلطت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا الضوء على أنّ "الأونروا هي شريان حياة للفلسطينيين المحتاجين سواء كان ذلك عبر توفير التعليم والرعاية الصحية أو المساعدة الطارئة للمتضررين من النزاع ".
ومن جهتها شددت السفيرة الفرنسية آن غريّو على "أهمية توفير حياة كريمة للاجئي فلسطين ودعم الأونروا بالتعاون مع شركائها وخاصة في مجال التعليم" . وقالت" فمن خلال التعليم وإتاحته للأطفال كافة يمكن للبنان أن يبني مستقبله".
وأشار السفير الفلسطيني أشرف دبّور إلى أنّه "من منطلق التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، يأتي بناء هذا الصرح المدرسي النموذجي وهو ثمرة تعاون في هذا المجال بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهذا نابع من حرصنا على دعم أهلنا ومسؤوليتنا تجاههم للنهوض بالاجيال الفلسطينية إلى أعلى المستويات العلمية ليكونوا عماداً للدولة الفلسطينية المستقلّة".
الحسن
وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن إنّنا "بالرغم من كل الصعوبات والتحديات، متمسكون مع شركائنا ببناء الأمل، وصناعة التفاؤل، وتمكين الاستقرار، تحت سقف القانون واحترام الشرعيات". وقال" التعليمُ الجيّد مدخلٌ للتنمية، والتنميةُ بابٌ للقوة والنهوض والثقة بالذات.. والمخيمات الفلسطينية والتجمعات المحاذية والمضيفة تستحق كل اهتمام ورعاية ودعم وهو ما تحرص على تدعيمه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، من ضمن سياسة الحكومة اللبنانية تجاه القضية الفلسطينية وموضوع اللاجئين".
الأنروا
وقالت نائبة المفوض العام للأونروا ليني ستينسيث: "هذه المدرسة الثلاثية اللغات هي مثال جديد لاستثمارات الوكالة المستمرة في توسيع التنمية البشرية والفرص للاجئي فلسطين. فالبيئة المدرسية الجيّدة هي عنصر أساسي في تزويد الأطفال اللاجئين بتعليم أساسي جيّد ومنصف وشامل. معبرة عن خالص شكرها وتقديرها للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومنظمة التحرير الفلسطينية على هذا التبرع السخي، الذي يؤكد مرة أخرى التزامهم ودعمهم للأونروا ولأطفال لاجئي فلسطين في لبنان"..
وتخلل الحفل لوحة فنية من التراث الفلسطيني قدمتها فرقة الكوفية ، ومعزوفات موسيقية وكلمات معبرة لتلامذة فلسطينيين باللغات الثلاث .
تدشين وجولة
بعد ذلك قام السفراء الأميركية والفرنسية والفلسطيني بمشاركة الحسن وممثلي الأنروا بازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمجمع المدرسي اعلاناً عن تدشينه، ومن ثم جالوا والحضور على اقسام مبنيي المجمع مطلعين من المشرفين على جهوزيتهما والتجهيزات البنيوية والتقنية لقاعات التدريس والمختبر والمكتبة . قبل أن يعقد السفراء اجتماعاً مع عدد من الطلاب والأهالي الذين شكروهم على ما قدموه .
اشارة أنّ الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من بين أكبر المانحين للأونروا. ففي العام 2021، بلغت مساهمة الحكومة الأميركية للأونروا 338.4 مليون دولار وبلغت مساهمة الحكومة الفرنسية 23.55 مليون يورو. وبفضل الدعم الدائم من مانحين مثل الولايات المتحدة وفرنسا، تستطيع الأونروا مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية المنقذة للحياة إلى لاجئي فلسطين.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.