ودعت مدينة صيدا وآل عودة ابنهما الوزير السابق ريمون عودة ( الرئيس السابق لجمعية المصارف والرئيس الفخري لبنك عودة ورئيس مؤسسة عودة ) في مأتم مهيب شاركت فيه العائلة الصيداوية واللبنانية بكل تنوعها ، وفاعليات من صيدا وشرقها والزهراني وجزين .
عاد ريمون عودة الى مدينته التي أحب وعشق ، عاد للمرة الأخيرة ليحتضنه ترابها بعدما اعتاد العودة اليها مراراً بعد غيابات متكررة ، قسرية او طوعية ، لكن غيابه الأخير سيجعله لا يبارح ذاكرتها، دائم الحضور بمؤسساته وبما ترك من ارث انساني وعائلي اساسه حب الوطن والايمان بالعيش الواحد بين ابنائه وبالقيم الصيداوية الأصيلة، وما خطه انطلاقا من صيدا الى كل لبنان وخارجه ، من مسيرة مكللة بالإنجازات والأعمال الخيرة للوطن والإنسان فيه ، وما طبعه من بصمات مضيئة وانجازات في الحقل المصرفي والاجتماعي والثقافي والتراثي والمبادرات الانسانية العابرة للمناطق والطوائف والمذاهب.
وكان جثمان الراحل وصل الى مطرانية صيدا للروم الكاثوليك قرابة الثالثة عصراً حيث سجي في كاتدرائية مار نقولا في وسط المدينة ، وترأس راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد الصلاة لراحة نفسه بمشاركة البطريرك السابق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام والرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب والأب جهاد فرنسيس ، وذلك بحضور النائبين ميشال موسى وعلي عسيران ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وجمع من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجمع من ابناء المدينة والجوار وأسرتي" بنك عودة " و"مؤسسة عودة" وعائلة الفقيد .
والقى المطران حداد كلمة قال فيها"عندما نودع كبيرا كريمون عوده يتبادر الى ذهننا ان الكبار لا يموتون فيبقون ولو ماتوا ، نعم الكبار لا يموتون لأنهم باقون في الذكرى والاعمال والمواقف ، سنتحدث طويلا عن ريمون عودة وجورج وجان عودة الذين غيروا معادلات عديدة في صيدا أولا ثم في لبنان .سنتذكرك يا ايها الراحل كل مرة ندخل ساحة المطرانية ونرى لمساتك في الحائط الحجري الذي البس الباحة حلة تاريخية بهية . وبدخولنا الى الكنيسة كاتدرائية مار نقولا فقد رممتها مع اخيك المرحوم جورج وأحباء آخرين بعد احتراقها . وها هي تستقبل جثمانك مودعة اياك بين يدي إله رحيم محب" .
واضاف" كثيرة هي المواقع التي ستذكرنا بك . نصائحك البراغماتية كان لها وقعها الرنان في إدارتنا أيضا وادارة وقف فقراء صيدا . وعرفانا لما كنت عليه قررت بلدية صيدا تخصيص شارع على اسمك . فأنت من كبار صيدا وعلى الاجيال المتعاقبة أن تتعرف اليك ولو بعد رحيلك ونقدر عاليا ما قمت به وكم أحببت مدينتك وافتخرت بها وبشعبها وأحببت لبنان . نودعك اليوم ونضعك بين يدي الله الذي رأى ما صنعت يداك . فيقول لك لقد كنت محبا للناس وكنت حكيما في إدارة شؤون مجتمعك وأنميت وزناتك اضعافا واضعاف ".
كما كانت كلمة للبطريرك لحام رثى فيها " الصديق الراحل ريمون عودة " مستذكراً بعضاً من محطات مسيرته الانسانية ومن مبادراته في لبنان وصيدا وشرقها .
بعد ذلك تقبلت عائلة الفقيد التعازي من الحضور ومن وزراء ونواب وفاعليات قبل ان ينقل الجثمان الى مدافن العائلة في منطقة حارة صيدا حيث ووري الثرى .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.