رولا عبدالله

19 آذار 2019 | 00:00

خاص

"إختطاف" مئة طير مهاجر فوق لبنان

المصدر: "خاص - "مستقبل ويب"

لم تردع الصرخة التي أطلقها الناشطون البيئيون قبل أيام قليلة لحماية الطيور المهاجرة في رحلة العبور من دون أن تسقط برصاص "القناصة" الذين لا يمتون الى أخلاقيات مهنة الصيد بصلة، إذ أطلقت المنظمة العالمية "Bird Life International" الصرخة معلنة عن فقدان نحو مئة طير من اللقلق أمس فوق لبنان، وتحديدا في منطقتي عكار والبقاع الغربي ، أثناء رحلة الهجرة بين جنوب أفريقيا وأوروبا ، مناشدة التحرك السريع من أجل ضمان سلامة بقية المجموعات العابرة ، ولاسيما أن الأرقام تشير الى فقدان نحو 24 مليون طير فوق منطقة المتوسط، الامر الذي يصنف الطريق الشرقي بأنه أسوأ بقعة قتل غير قانونية ، وتحديدا في محيط بحيرة القرعون في سهل البقاع اللبناني.



وأعادت المنظمة التذكير بخطاب الرئيس اللبناني ميشال عون في العام 2017 ضد القتل غير القانوني للطيور: "من العار تحويل لبنان إلى أرض قاحلة بدون نباتات وأشجار وطيور وحيوانات بحرية. لابد أن يكون هناك معاهدة سلام بين الإنسان والشجرة وكذلك الإنسان والطيور ، لأننا نواصل التعدي عليها"، لافتة الى رمزية هذا الطير في فولكلور بعض الدول الأوروبية ، لجهة أنه يجلب الأبناء ، ليغدو جزءا مهما من الحياة البشرية ، مشكلا لوحات خاطفة للأنفاس من خلال الاعداد الكبيرة المهاجرة التي تحجب الشمس في كثير من الأحيان، والتي يتابعها علماء البيئة عبر الاقمار الاصطناعية ليكتسبوا من خلال المناطق الحرارية الدافئة التحولات في المناخ والتغيرات على طول الخط المهاجر.



وفي تقريرها الذي خصصت جزءا كبيرا منه عن الاعتداءات على الطيور المهاجرة في لبنان، أوضحت بأن الشركاء في المنطقة يعملون على ظاهرة إنهاء القتل غير القانوني للطيور، من خلال حملات تتجدد سنويا لتشديد إنفاذ قوانين الصيد في البلاد ، إذ تقوم وحدة مكافحة الصيد غير المشروع بزيارات يومية لبقع القتل غير القانونية خلال موسم الهجرة.



وفي هذا السياق تبدي المنظمة أسفها من الذهنية التي تربى عليها اللبناني بالاستمتاع بقتل الطيور التي يلقي بها بعد الاستعراض في القمامة ، مؤكدة بأن الأمر لا ينتهي عند حدود معاقبة المذنبين، وإنما يبدأ من التربية وتوجيه الاطفال على أهمية الحفاظ على البيئة ومكوناتها الجميلة ، فينحصر الخوف على تلك الطيور من عقبات طبيعية تواجهها بدلا من تكاتف الانسان ضدها، ولاسيما أن الخطر الثاني بعد الانسان يأتي من خطوط التوتر العالي والصعق بالكهرباء، وفي درجة ثالثة هناك خطر ذوبان السهول والمساحات الخضراء الواسعة لصالح ارتفاع المباني والشركات وورش البناء والاعمار.



وتختم تقريرها بالدعوة الى التحرك السريع من أجل أن تتمكن المجموعات المهاجرة من عبور الضفة الأخرى من دون أن تنتهي حياتها في المستنقعات اللبنانية المهملة .


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

19 آذار 2019 00:00