في ذكرى ثورة ٢٣ يوليو.. أناشيد وأغاني حماسية لا تنسى!‏

زياد سامي عيتاني

تحتفل مصر والأمة العربية، بالذكرى الـ70 لثورة 23 يوليو، التي كانت نقطة بداية لمرحلة جديدة من الأغاني الوطنية بشكل عام، خاصة الأغاني التي خرجت لمخاطبة الزعيم جمال عبد الناصر، الذي شهد عهده أقوى الأصوات، التي سجلت جميعها بصمات واضحة على فترة حكم الزعيم الراحل.

والأغاني الوطنية والحماسية لعبت دوراً لا يقل أهمية عن خطط الحرب، ووقفت بجانب الزعيم فى القرارات الصعبة، ثم توقفت تماماً بعد وفاته، وعادت للظهور مرة أخرى بعد حرب أكتوبر التي أشعلت أغانى الرؤساء مرة أخرى لبطل الحرب والسلام...

فبالرغم مرور 70 عاماً على ثورة يوليو التى قام بها الضباط الأحرار إلا أن الأغانى والأناشيد والقصائد التى غنيت لها وفي أعيادها لازال يتغنى بها الكثيرون، ولازالت تجسد لثورة عظيمة تكاتف فيها الشعب بجانب الضباط الأحرار لدخول عهد جديد في تاريخ مصر...

**

•أول أغنية لليلة مراد:

"على الإله القوي الاعتماد"، هي أول أغنية ظهرت لثورة يوليو، وغنتها الفنانة الكبيرة ليلى مراد، بعد أيام قليلة من إعلان الثورة المصرية، وكتب كلماتها الشاعر جليل البنداري، ولحنها الموسيقار الكبير منير مراد.

**

•عبد الحليم "مصرب الثورة":

كان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى مقدمة المطربين الذين تغنوا بالثورة، بعد أن قدم العندليب 67 أغنية وطنية عن إنجازات الثورة والسلطة والفرح بالنصر والهزيمة فلقبه المصريين بـ "مطرب الثورة"، حيث كان يحرص على إصدار أغنية جديدة فى كل عيد للثورة مع  فريقه المبدع المكون من صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وكمال الطويل، الذين ألفوا ولحنوا أغلب الأغاني الوطنية.

ومن أشهر أغانيه أغنية "ناصر يا حرية"، وأغنية "إحنا الشعب" التى غناها بعد إختيار عبد الناصر رئيسا للبلاد، وأغنية "يا جمال يا حبيب الملايين”، وأغنية "حكاية شعب" التي غناها عند وضع حجر الأساس لبناء السد العالى عام 1960.

"إحنا الشعب"، أول أغنية يغنيها عبد الحليم حافظ للرئيس عبد الناصر بعد إختياره شعبيا لرئاسة الجمهورية، وكانت الأغنية هي بداية سلسلة من الأغاني التي أهداها حليم لناصر فى كل عيد للثورة.

فى عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى، ظهر نشيد "الله أكبر فوق كيد المعتدي" والذى لحنه محمود الشريف وكتبه الشاعر عبدالله شمس الدين، فأصبح شعاراً ناجحاً وقتها.

"حكاية شعب" عام 1960، وهي الأغنية التي سرد فيها عبد الحليم قصة بناء السد العالى، ووجَّه فيها رسالة مباشرة لعبد الناصر قائلاً: "ضربة كانت من معلم خلت الاستعمار يسلم".

ومن أشهر أغاني حليم: "مطالب شعب"، وهي الأغنية التي وضع فيها أحمد شفيق كامل مجموعة من المطالب التي غناها العندليب فى عيد الثورة العاشر عام 1962، و"صورة" أشهر أغاني عبد الحليم حافظ للزعيم، وغناها فى عيد 1966، من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وذكلك "حبيب الملايين" بعد الوحدة بين مصر وسوريا، إضافة إلى "بستان الاشتراكية"، وأغنية "المسؤولية" وهي الأغانى التي إستقبلت تأسيس الاتحاد الاشتراكي فى مطلع الستينيات. أما "ناصر يا حرية"، غناها العندليب لإقناع الزعيم بالتراجع عن قرار التنحي.

**

•تنافس بين أم كلثوم وعبد الحليم:

تنافست كوكب الشرق أم كلثوم دائماً مع عبد الحليم حافظ على حب جمال عبد الناصر وأكبر دليل على ذلك الخلاف الذى حدث بينهما خلال مشاركتهما بإحدى الحفلات المقامة تخليداً لذكرى ثورة يوليو بحضور الرئيس جمال عبد الناصر.

بدأت كوكب الشرق أغانيها لعبد الناصر بأغنية "ولله زمان يا سلاحي" عام 1956 أثناء حرب السويس، وقرر بعدها الرئيس الراحل تحويلها إلى النشيد الوطنى لمصر، حتى غيرها السادات إلى بلادى بلادى عالم 1979.

كما قدمت أغاني "بعد الصبر ما طال"، و"يا جمال يا مثال الوطنية"، و"حبيب الشعب" لمطالبة جمال عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي.

كما كانت كوكب الشرق هى آخر من غنى لجمال عبد الناصر، بعد وفاته مباشرة، فى “رثاء” عام 1970.

وتعرضت أم كلثوم لمنع إذاعة أغانيها، فظن الكثيرون أن أم كلثوم ستموت فنيا وتتوارى بعد الثورة لأنها غنت للملك وأسرته، وهي لم تكن أغنية واحدة بل غنت أغاني كثيرة منها (أغنية فى عيد ميلاد الملك 11 فبراير 1937، وأغنية "ارفعى يا مصر أعلام السرور" بمناسبة زواج الملك، وأغنية  "ويا بدر لما جبينك لاح" فى ذكرى زواج الملك، كما غنت "لاح نور الفجر" بمناسبة عيد جلوس الملك).

وبالفعل حدثت محاولات لإدراج اسم أم كلثوم كواحدة من فلول النظام الملكي بلغة السياسة الآن، وتم منع إذاعة أغانيها من الإذاعة نهائيا، وطردها من منصب (نقيبة الموسيقيين) باعتبارها مطربة العهد البائد، وهو قرار فردي تم إتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.

ووصل الأمر إلى جمال عبدالناصر، وألغى هذا القرار، ويذكر أن الذي أوصل إليه الموضوع هو مصطفى أمين فى سبتمبر 1952، ووقتها أثير نزاع على منصب النقيب، وتم إلغاء إنتخابات النقابة، وتعيين محمد عبد الوهاب نقيبا للموسيقيين.

وعلى إثر هذا الموقف، وما تردد عن مساندة بعض الضباط الأحرار لعبد الوهاب، أبلغت أم كلثوم قرار إعتزالها إلى أحمد شفيق أبوعوف، الذى نقله إلى مجلس قيادة الثورة، فذهب إليها وفد مكون من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم لإقناعها بالعدول عن رأيها.

**

•عبد الوهاب وأوبريت الجيل الصاعد:

الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب يعد من أبرز الفنانين الذين غنوا لجمال عبد الناصر حيث قدم أوبريت "ناصر كلنا بنحبك" بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية وقدم ايضاً أغنية بعنوان "أكبر حب"، طالب من خلالها عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي، وأغنيات أخرى كثيرة ولكن تظل "أوبريت الجيل الصاعد" الذي لحنها عبد الوهاب، من أشهر الأعمال الغنائية التى قدمها للرئيس الراحل.

**

•صباح تغزلت بعيون جمال:

تغزلت الفنان صباح فى عيون جمال عبد الناصر وقدت فى حبه أغنيتين الأولى هى "أنا شفت جمال"، والثانية "من سحر عيونك ياه" التي قدمتها فى حفل فى الذكرى الخامسة لثورة 23 يوليو الحفل الذى حضره الزعيم جمال عبد الناصر، وتعد أغنية "أنا شفت جمال" من أشهر أغانى المطربة صباح عن ثورة 23 يوليو.

**

•فريد ونشيد الشباب:

"يا مرحبا بك يا جمال"، عنوان أغنية غناها المطرب فريد الأطرش في عيد الثورة سنة 1964، وكتب كلماتها الشاعر أنور عبدالله، ولحنها فريد الأطرش، كما قدم "نشيد الشباب" من كلمات الشاعر بيرم التونسي ومأمون الشناوي.

**

•شاديا و"إحنا وإياك يا ريس":

أحبت شادية مصر بغير حدود‏،‏ ووهبت لها صوتها من خلال‏ 8‏ أغان وطنية تغنت بها فى كل المناسبات الوطنية التى مرت ببلدها مصر‏،‏ وجعلت من الغناء الوطنى عشقا له مذاق مختلف‏،‏ وفى ثورة 23 يوليو غنت الفنانة شادية أغنية "إحنا وياك يا ريس" فى إشارة لمساندة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

**

*إعلامي وباحث في التراث الشعبي