كثيرة هي الملفات الساخنة التي بدأت تطفو على وجه الأحداث اللبنانية الداخلية، والتي تتأرجح على حبال الأهواء السياسية لدى البعض. ومن أبرزها ملفي الفساد والنازحين اللذين يُصرّ البعض على تحويلهما إلى مادة سجال وخلاف سياسي يربط مصيرهما بمصير بقاء الحكومة من عدمه.
من هنا تؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب رولى الطبش ل"مستقبل ويب" أن "رئيس الحكومة سعد الحريري و"تيّار المستقبل" يحملان اليوم راية مكافحة الفساد، ولكن هذه المكافحة تأتي ضمن صيغة أساسية ونظرة متكاملة وليس وسيلة للإطلالة على المنابر الإعلامية. تضيف:" وبالتالي نحن نُمارس رقابتنا على كامل الملفات وذلك على عكس المسار الذي يسلكه البعض وبغير ما يجب أن يكون عليه"، لافتة إلى أن "هذا البعض قرر مواجهة "تيّار المستقبل" من بوابة الرئيس فؤاد السنيورة، مع العلم أن الرئيس الحريري كان من أول الداعين إلى محاربة الفساد بأشكاله المختلفة".
وتشدد الطبش على أن "لا تسويات مع مكافحة الفساد التي أصبحت عنواناً كبيراً التزم به كل الأفرقاء وخصوصاً الرؤساء الثلاثة، ومن دون أن ننسى أن هذا الملف هو بند أساسي في البيان الوزاري والطريق الأصح لتحقيق مشروع "سيدر" المبني أصلاً على جملة إصلاحات أهمها مكافحة الهدر والفساد في البلد".
ولجهة الخوف على مصير الحكومة وفرضية إستقالتها خصوصاً بعد المواقف الهجومية التي أطلقها البعض خلال الأيام الماضية، جزمت الطبش بأن "الضغوطات التي كان تعرض لها الرئيس الحريري قبل تأليف الحكومة كانت أكبر بكثير من تلك التي يتعرض لها اليوم، ومع هذا ظلّ يواجه العقد التي كانت توضع أمامه ومُحافظاً رباطة الجأش التي يتمتع بها، إلى أن أخرج الحكومة إلى النور"، مؤكدة "أننا على ثقة تامة بأن لدى الرئيس الحريري الحكمة اللازمة لضبط الأمور ووضع كل النزاعات على طاولة مجلس الوزراء".
وتقول: "إن من مصلحة الجميع أن يكون هناك حكومة، لأن إستقالة الحكومة هي ليست خسارة لجهة أو فئة محددة، إنما هي خسارة لكل لبناني وتحديداً للعهد بأكمله". وتعتبر ان الجميع "أمام فرصة حقيقية للنهوض بالبلد الذي يقف على حافة الإنهيار الإقتصادي، المواطن جائع ويئن من الوضع الراهن، و الوضع الإقتصادي المُزري". وتضيف :" وبالتالي لا بد من التعويل على دور الحكومة وقد بدأنا فعلاً نرى بصيص من الأمل من خلال المؤتمرات المعنية بتقديم الدعم المالي للبنان، وأيضاً من خلال اطلاق حملة النهوض الإقتصادي والسياحي الذي شهدناه أمس في قصر بعبدا وصولاً إلى دراسة جميع الملفات الساخنة".
وعلى خط الإنجازات التي بدأ مجلس الوزراء العمل عليها، توضخز أنه "أصبح هناك مُهلة محددة لتقديم الموازنة ومشروع وخطة الكهرباء والنفط، كما بدأنا بإقرار القوانين اللازمة كإصلاحات تشريعية التي يتضمنها البيان الوزاري مثل قانون التجارة الذي يعود الى العام 1948 وقد تم إقراره قبل أقل من اسبوعين. وبالتالي بدأنا نرى بوادر أمل وذلك بفضل العمل الحكومي".
وحول العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، تؤكد الطبش "أنها علاقة متينة وثابتة وخارج نطاق التجاذبات التي نراها اليوم. من هنا ندعو الجميع إلى عدم وضع العقبات أو الحكومة وإلى التعامل بجدية وواقعية مع المرحلة التي نمر بها"، مضيفة: "ونحن كنواب ووزراء ضمن "تيّار المستقبل" آلينا على أنفسنا العمل من أجل الوطن والمواطن وأن لا نتوقف عند الصغائر التي قد تواجه أو تعترض مسيرتنا العملية".
وتلفت إلى أن "رئيس الحكومة وضع سياسة للنهوض بالبلد عن طريق حكومة "إلى العمل"، ونحن لدينا ملء الثقة بالحريري وبنظرته الإقتصادية الصائبة، لذلك نحن معه وإلى جانبه وسنقدم له الدعم الكامل ليتمكن من تحقيق برنامجه العملي والخطة الإقتصادية، لأن نظرته عابرة للمناطق والمذاهب والطوائف، فهي لكل لبناني وعلى هذا الأساس كان دخولنا إلى الندوة البرلمانية".
وفي ما يتعلق بملف النزوح في لبنان، تشدد على أنّ "ما يعانيه لبنان على المستويات كافّة جراء وجود النازحين السوريين، يتطلّب دعمًا دوليًّا كبيرًا، بخاصّة بعدما رأينا أن المحاولات المحلية لحل المعضلة مع النظراء باءت بالفشل خصوصاً وأن النظام في سوريا لا يُريد لشعبه العودة إلى بلاده لأسباب كثيرة، منها ديمغرافية، هذا مع العلم أن أكثرية النازحين في العالم هم من المتضررين من هذا النظام"، معلنة رفضها بأن تكون عودة النازحين إلى ديارهم مشروطة بالتطبيع مع النظام السوري".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.