أكد صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على أهمية رسالة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مناقشة تطوير أداء المؤسسات الحكومية من خلال خدماتها والبنى التحتية التي توفرها والتشريعات الملائمة التي تقرها ومبادراتها الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق ريادة الخدمات الحكومية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سموه، صباح اليوم الأربعاء بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، في حفل افتتاح الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي ينظمها المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مدار يومين، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "تغيير سلوك .. تطوير إنسان"، بمشاركة نخبة من الخبراء وممارسي الاتصال الحكومي الدوليين.
وأشار إلى أن فكرة تنمية القطاع الحكومي وتطبيق النظم التكنولوجية ليست بالفكرة الحديثة إلا أنها كانت محصورة في بعض الدول وأصبحت في السنوات الأخيرة أحد الموضوعات المثيرة للنقاش من حيث كيفية تطبيقها والاستفادة منها في منطقتنا، موضحا انه عند بداية تطبيق النظم الحديثة سعياً لتطوير العمل الحكومي حدثت أخطاء كثيرة بسبب التطور السريع للتكنولوجيا وتنوع طرق التواصل فيها وقلة المتخصصين والعارفين بها.
ولفت الى الترابط بين المؤسسات الحكومية وأفراد المجتمع في علاقة متبادلة، حيث أن الموظف فيها هو جزء من المجتمع، وخدمات المؤسسات تقدم لأفراد المجتمع، مشيراً إلى أن تطور المؤسسات الحكومية وخدماتها يأتي بتطور موظفيها الذين يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة.
ولفت إلى أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة هو مجتمع شاب، معظمه من المتعلمين الجامعيين في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أن هذه العلوم هي التي تسهم في إدارة التكنولوجيا والنظم الحديثة وتطويرها لخدمة المجتمع والقدرة على ايصالها لكافة فئات المجتمع.
ونوه إلى ضرورة الاستمرار في تطوير مهارات وخبرات العاملين في المؤسسات وتدرجهم في المسؤوليات الوظيفية وصولا إلى الوظائف القيادية، مع ضرورة إلحاقهم في برامج القيادة الشاملة التي تنفذها المؤسسات، مع استقطاب الكفاءات الخارجية في حالة الحاجة ولإدراج أفكار ووسائل جديدة.
وتطرق حاكم الشارقة إلى أهمية قدرة قيادة المؤسسات في العملية الحديثة على مواكبة النظم التكنولوجية والمعرفة بها متسائلاً: هل تكون القيادة من خارج المؤسسة أم من داخلها؟.
وأشار إلى التجربة الناجحة لهيئة كهرباء ومياه الشارقة ومن خلال قيادتها الجديدة، في إحداث تغيير من المستويات الوظيفية والإدارية والفنية الصغيرة إلى أعلاها، واستطاعت الهيئة بعد تطوير خدماتها من تمكين مختلف أفراد المجتمع ومشاركتهم بشكل فعلي للتعرف على هذه الخدمات وطرق استخدمها.
كما دعا إلى ضرورة أن تعمم هذه التجربة التي حققتها هيئة كهرباء ومياه الشارقة على كافة المؤسسات والهيئات المحلية الحكومية.
وانطلق حفل الافتتاح بعرض فيلم سلط الضوء على رؤية ورسالة المنتدى في دورته لهذا العام، وأهميته في ظل متغيرات العصر الراهن، وأثره على تحول سياسات التنمية المجتمعية، والتحول في مسلكيات الأفراد داخل بلدانهم.
وخلال الحفل ألقى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كلمة أشار فيها إلى أن إمارة الشارقة تحتضن في يومين من كل عام العالم عبر سلسلة من الحوارات والجلسات وورش العمل الاستثنائية المصاحبة لفعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي يفتح في كل عام الأبواب على آفاق جديدة للاتصال الحكومي في المنطقة والعالم.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أن الجميع يعلم كيف أن الاتصال الحكومي بات القلب النابض للعمل الحكومي، وذلك نظراً للتطور في طريقة التواصل البشري، كما أنه بات معياراً من معايير نجاح العمل الحكومي، مبيناً أن هناك عدد من المؤسسات الدولية بدأت ربط نجاح الحكومات بجودة وقوة تواصلها مع كافة أفراد جمهورها.
كما تخلل الحفل عرض فيديو تسجيلي للإعلامي الأميركي، لاري كينج، الملقب بـ"سيد الميكروفون"، استعرض خلاله تجربته المتعلقة بدور الاتصال الحكومي في إحداث التغيير الإيجابي عند الإنسان، وخبرته في الاتصال والإعلام الجماهيري عموماً، وكيفية تعامله مع آلاف الشخصيات التي حاورها، ونظرته إلى التأثير الكبير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكيات الأفراد والجماعات والمؤسسات.
وركز كينج في حديثه على الأدوار التي أصبحت تلعبها منصات التواصل الاجتماعي في الفضاء الإعلامي، مؤكداً أنها باتت تساعد الأشخاص في التعبير عن آرائهم، وباتت أيضاً منصة لإطلاق الشائعات والأخبار الزائفة، لافتاً أن الأخبار الزائفة ليست وليدة اللحظة وأنه عايش الكثير من النماذج لأخبار زائفة خلال فترة الحرب الباردة، وأوضح بأن هذه الظاهرة آخذة في التصاعد والانتشار وبسرعة تفوق سرعة الضوء وذلك بسبب التقنيات الحديثة، مبيناً في الوقت ذاته أنها ستظل موجودة في المستقبل، ودعا كينج الحكومات لمزيد من التواصل والشفافية مع مواطنيها وتوجيههم نحو الأفعال البناءة حتى يتسنى لها التصدي للتحديات التي تفرزها الأخبار الزائفة.
وشهد صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الجلسة الملهمة التي أقيمت ضمن فعاليات حفل الافتتاح، والتي قدمها الناشط المجتمعي وصانع الأفلام ريتشارد ويليامز الملقب بـ "برينس Ea"، والتي حملت عنوان "خلافاً لما اعتقدنا"، وتحدث فيها ويليامز عن جوانب مختلفة مرتبطة بدور تغيير السلوك في تطور الإنسان، استناداً إلى تجربته في صناعة المحتوى والأفلام التحفيزية، التي تركز على قضايا متخصصة مثل الحفاظ على البيئة والقضايا العرقية والتوازن بين العمل والحياة.
كما شهد جلسة "الإنسان المسؤول: مفتاح الحلول لتحديات المستقبل"، التي تحدث فيها كلٌ من الشيخ سلطان بن سعود القاسمي المحاضر والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية في دول الخليج العربية، والدكتور نبيل الخطيب المدير العام لقناتي العربية والحدث، ورينيه كارايول المتحدث العالمي والخبير في القيادة الملهمة والثقافة، وربيع زريقات مؤسس مبادرة "ذكرى" إحدى أهم المبادرات في العمل المجتمعي التشاركي في الأردن، وأدارت الإعلامية زينة يازجي.
وسلّطت الجلسة الضوء على ما يعنيه أن يكون الإنسان مسؤولاً، حيث أشار الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، إلى أنه على المواطن أن يكون إيجابياً ويعي حقيقة مواطنته، وهويته، وسماتها الحقيقية التي غرسها الأجداد والآباء المؤسسين، لافتاً إلى أن منظومة القيم والمرتكزات الأساسية التي تشكّل الهوية المجتمعية الإماراتية هي نتاج جهد طويل ومتراكم طيلة عقود من الزمن.
وتجول صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والحضور بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً سموه على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع سموه جانباً من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات والمؤسسات والدوائر المشاركة، واستمع سموه إلى شرح مفصل حول ما تضمه المنصات والأجنحة من فعاليات وأنشطة تتمحور حول أهداف المنتدى.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.