كتبت صحيفة "الشرق" تقول: في الايام القليلة الفاصلة عن 1 ايلول تاريخ تحوّل مجلس النواب هيئة ناخبة لرئيس الجمهورية، تحرّكت المياه في مستنقع تأليف الحكومة حيث يكثر الحديث عن مساع للتقريب بين بعبدا والسراي، يضطلع بها الثنائي الشيعي.
بري – ميقاتي في السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في عين التينة. وغادر الاخير من دون الادلاء بأي تصريح. كما استقبل بري رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط الذي قال: بحثنا مع الرئيس بري في مختلف الملفات ومن بينها الشأن الحكومي . وأوضح عبر حسابه على “تويتر” أنه خلال اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، جرى التأكيد على “الإصلاحات المطلوبة والموازنة، وضرورة معالجة ملف الكهرباء، وإكمال التفاوض مع صندوق النقد، وعلى إجراء انتخابات الرئاسة بالمهل الدستورية”.
لحكومة جديدة
ليس بعيدا، رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن الخطوة اللازمة والضرورية لتخفيف معاناة اللبنانيين، تكمُن في تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات والمواصفات، حتى تتصدى لوقف الانهيار ومعالجة الأزمات. وأكد أن أولوية حزب الله هي وقف الانهيار وتخفيف معاناة اللبنانيين الحياتية والمعيشية، ولكن أولوية أتباع السفارتين الأميركية والسعودية، هي الاشتباك السياسي والتحدي وأخذ البلد إلى المواجهة السياسية.
نرفض الفراغ
من جانبه، أكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “حزب الله يرفض الفراغ في المؤسسات الدستورية، وهو مع أن يكون لدينا حكومة كاملة الصلاحيات، وأن تكون لدينا انتخابات رئاسية، وألا يكون هناك فراغ في أي مرفق من مرافق الدولة، لأن الحل في لبنان لا يكون إلا عن طريق مؤسسات الدولة، ولا إمكانية لأي جهة أو حزب مهما كانت لديه الامكانات والقوة أن يعالج المشكلات في لبنان، وبعد كل التجارب السابقة والحالية، والنقاشات والبحث المعمق عن الحلول، وهو ما قام به “حزب الله” على مستوى هيئاته القيادية وناقشه مع الآخرين، فإن إعادة بناء الدولة على أسس سليمة والنهوض بها، هو الذي يوفر الحل لأزمات البلد، فالحلول موجودة وممكنة لكنها تحتاج إلى دولة وإلى تعاون القوى المؤثرة والوازنة، وهو ما نعمل عليه رغم كل التعقيدات الداخلية الناجمة عن التركيبة الطائفية والمذهبية والحسابات الشخصية للكثيرين ممن هم في موقع التأثير، ولذلك لا أحد يستطيع أن يحل على سبيل المثال مشكلة القمح، والكهرباء”.
“القوات” والتغييريون
على الضفة الاخرى، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك: لا يخاف التغييريون الفعليون من رئيس حزب القوات سمير جعجع لكن هناك منظومة لا تستسيغ ولا تريد ان يكون في لبنان “رئيس عدالة ودستور” او رئيس يشبه بشير الجميل وهذا ما أدى الى استشهاده، لان لبنان، في نظر بعض الداخل والخارج، يجب ان يبقى بقرة حلوبا ومرتعاً لتصفية الحسابات الإقليمية. وتابع: ماضون على قدم وساق مع التغييريين للوصول الى مشروع رئيس جمهورية يستطيع تولي الحكم لكن لم نصل بعد الى تحقيق هذا الامر. ورأى انه يتعين على التغييريين والمستقلين والقوات ان يتكتلوا لافراز رئيس يوصل لبنان الى ميناء الخلاص، فلا قوة أكبر من قوة اللبنانيين وإرادتهم، وفي كل مرة توحد فيها اللبنانيون استطاعوا النجاح.
للتعالي على المصالح
وسط هذه الاجواء، وفي انتظار اي جديد في ملف ترسيم الحدود البحرية والوساطة الاميركية بين بيروت وتل ابيب، نبه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى أن “لبنان يمر اليوم بأصعب الأزمات التي لم يشهدها في تاريخه، ويشهد تغيرات جيوسياسية”، داعياً خلال احتفال لمناسبة العيد الـ 77 للأمن العام في حضور وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، الى “التعالي على المصالح الشخصية من أجل لبنان، والتكاتف والعمل على إنتشاله من أزماته”، مشدداً على ان “حقنا لن يضيع والإحتلال الإسرائيلي لن يستمر، بل سيزول، لأن لبنان أقوى مما يعتقد كثيرون، فالأرض أرضنا والمياه مياهنا والسماء سماؤنا ولأن اللبنانيين أصحاب الحق فهم الأقوى وما ضاع حقٌ وراءه مطالب وقوة تحميه وتستعيده”.
نحو التوقف عن الدعم
معيشيا، وفي حين مدّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التعميم رقم 161 المتعلق بالسحوبات النقدية حتى 30-09-2022 قابل للتجديد، وعشية مناقشة قانون الكابيتال كونترول في اللجان المشتركة اليوم، اوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، أن “مصرف لبنان لا يزال يطبق سياسة رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزء من هذه الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة، على ان تؤمن الشركات المستوردة الجزء المتبقي من اسواق الصرافة الحرة، وكانت المعادلة حتى الان %55 صيرفة و%45 غير مدعوم، ولكن المركزي خفض في جدول تركيب اسعار المحروقات الصادر امس نسبة صيرفة من 55 الى 40 بالمئة وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم الى 60 بالمئة”.
بخاري في الدار
على صعيد آخر، وغداة تسمية السفير الايراني من دار الفتوى مفتي الجمهورية بمفتي اهل السنة، ما اثار حفيظة الشارع السني وقياداته، اكد السفير السعودي وليد بخاري من الدار ان المملكة “ترفض مُحاولات استغلال الإسلام كغِطاء لأغراض سياسيَّة تُؤجِّج الكراهيَّة و التَّطرف والإرهاب”. واكد السفير بخاري ان المفتي دريان “من أبرز رموز الوحدة الوطنية في لبنان، والمملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على كل المقامات والمواقع الدينية الإسلامية والمسيحية فهي المؤتمنة على وحدة لبنان وعروبته وعيشه المُشترك، والمملكة تدعم تعزيز الوحدة والتقارب فيما بين اللبنانيين”. وقال “ستبقى دار الفتوى موقعًا مؤتمنًا على الدور الريادي للمسلمين واللبنانيين جميعا”.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.