1 أيلول 2022 | 22:43

عرب وعالم

بعد قطع الغاز الروسي.. جفاف الراين يشلّ "القارة العجوز"

بعد قطع الغاز الروسي.. جفاف الراين يشلّ

بات نهر الراين في ألمانيا شريان الحياة والتجارة الداخلية في 6 دول أوروبية، مهدد بالجفاف الدائم بعد انخفاض مناسيب المياه، وهو ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة ويفاقم أزمة الطاقة بالقارة العجوز.

آخر التطورات: النمو الاقتصادي الألماني مهدد بالانخفاض بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام بسبب الجفاف التاريخي للنهر لارتفاع تكاليف الشحن وتأخر الشحنات، والتأثير على إمدادات الفحم والبضائع والغذاء، وهو ما ينذر بتفاقم تلك الأزمات في ظل الحرب الأوكرانية وقطع إمدادات الغاز الروسية.

ماذا حدث؟

التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار خلال شهر أغسطس الماضي، كل ذلك أدى إلى استنزاف مياه النهر بشكل غير مسبوق.

العلامة في "كوب"، وهي إحداثية ونقطة ضيقة وضحلة على الطريق غرب فرانكفورت وصلت إلى 36 سنتمترا، وعند مستوى 40 سنتمترا أو أقل، تجد العديد من السفن أن عبور هذا الجزء من الممر المائي غير مجد اقتصاديًّا أو تضطر لتقليص حمولتها.

رغم التفاؤل بهطول الأمطار هذا الأسبوع متجاوزة تلك المستويات، لكنها ربما تنخفض مرة أخرى، وفقًا لوكالة "رويترز".

تشير مستويات النهر المنخفضة بشكل خطير إلى الجفاف الذي أغلقه لمدة 6 أشهر عام 2018.

أهمية تاريخية وحضارية

أحد الممرات المائية الرئيسية الأوروبية وله قيمة تاريخية وحضارية.

ثاني أكبر نهر بوسط وغرب أوروبا بعد الدانوب.

يقع على مفترق طرق لممرات أساسية حددها الاتحاد الأوروبي.

يمتد بطول نحو 760 ميلًا من منبعه بجبال الألب السويسرية إلى مصبه في هولندا ويعبر 6 دول.

يعد ممرا مائيا أساسيا لنقل السلع من أكثر مناطق الصناعات الثقيلة بأوروبا.

تأثيراته على اقتصاد أوروبا:

ينقل نحو 200 مليون طن من بضائع الفحم وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والكيميائية.

تمثل ألمانيا ثلث النقل النهري الأوروبي.

بعد جفافه أغلقت حركة المرور التجارية.

يسهم حاليًّا في مفاقمة أزمة تاريخية في إمدادات الطاقة تؤجج التضخم بأوروبا وتدفع ألمانيا نحو الركود.

كارثة لأوروبا

ووفق تقارير غربية، فإن انخفاض منسوب المياه نتيجة للأحوال الجوية الحارة والجافة سيرفع أسعار الطاقة ويبطئ عمليات الشحن، ما يتطلب دفع أموال طائلة لتمرير البضائع، وذلك حسب خبراء الاقتصاد في "بنك دويتشه" الألماني.

أحدث تقرير لـ"اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين"، يقول إنه خلال عام 2020 عبر الراين نحو 28 مليون طن من منتجات الزيوت المعدنية، و19 طنا من المواد الكيماوية، و17 طنًّا من الفحم.

شركة "فورد" تقول إنها حدّت من حمولات السفن من مدينة كولونيا الألمانية التي تُرسل إلى موانئ في بلجيكا وهولندا بنحو 30 في المائة، بسبب انخفاض المياه لكنها زادت وتيرة الشحنات.

تقول "هيئة الممرات المائية والشحن في كولونيا" إن "المستويات المنخفضة للراين تعني أن المراكب اضطرت إلى تقليل حمولتها لتكون قادرة على الإبحار، ما زاد الأسعار وخفّض سرعة نقل البضائع".

شلل اقتصادي وكابوس لألمانيا

صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، اعتبرت أن انخفاض منسوب النهر عطّل حركة مرور السفن التجارية ما يهدد القارة بشلل اقتصادي.

السفن تحتاج إلى 1.5 متر على الأقل من المياه بعد انخفاضها بشكل عام إلى 67 سينتمترًا، وهو أمر يعتبره الألمان "كابوسًا" تعيشه أوروبا.

ووفق بيان اللجنة المركزية للملاحة على نهر الراين فإن التقلبات الضخمة في الأسعار واختلاف الأحجام يجعلان تحديد قيمة حالية لكل السلع أمر صعبا، بعد ارتفاع أسعار الطاقة ووصول الفحم لمستوى قياسي وسط خفض روسيا لإمداداتها من الغاز الطبيعي لأوروبا.

التغير المناخي والاحتباس الحراري

جفاف نهر الراين يُعد كارثة كبرى أثرت على أوروبا، خاصة أنّه واحد من أعظم أنهار أوروبا، فالعديد من السفن والقوارب الخاصة بنقل المواد الخام والمنتجات غير قادرة على العبور من وإلى محطات الطاقة والمصانع، بسبب انخفاض منسوب المياه، وفقًا لتعليق سارة الصاوي، الخبيرة في الشؤون البيئية وتغير المناخ.

تلك الكارثة، حسب حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، تأتي بينما تستعد ألمانيا ودول أوروبا لفصل شتاء صعب جراء تقنين الطاقة، بسبب انخفاض بنسبة 80 في المائة في تدفقات الغاز من روسيا.

جفاف الراين بسبب التغيرات المناخية غير التقليدية التي تحدث في العالم بعد زيادة الانبعاثات الكربونية نتيجة التقدم الصناعي الذي حدث في الـ20 عامًا الماضية والثورة الصناعية، وفقًا للصاوي.

أوروبا بدأت تعاني من التغير المناخي بسبب الاحتباس الحراري الذي نتج في الأساس عن زيادة الانبعاثات الكربونية بالغلاف الجوي، وهو ما أدى إلى لحدوق ظاهرة تغير المناخ.




سكاي نيوز

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

1 أيلول 2022 22:43