احتفلت المخرجة اللبنانية نادين لبكي، خلال زيارتها القصيرة للقاهرة، بعرض أحدث أفلامها «كفرناحوم»، في 12 دار عرض سينمائي في مصر، وحضرت العرض الخاص للفيلم في سينما «زاوية»، برفقة زوجها خالد مزنر، والمؤلف الموسيقي للفيلم ومنتجه، وكان في استقبالها عدد من النجوم والسينمائيين، أبرزهم هند صبري، ولبلبة والسيناريست تامر حبيب، والمنتجة ماريان خوري، والمخرجة مريم أبو عوف، والإعلامية مها الصغير.
وكشفت لبكي عن استعدادها لتصوير فيلم وثائقي عن «كفرناحوم» يرصد حياة أبطاله الحقيقيين، مشيرةً إلى أن فيلمها الروائي كان 12 ساعة واضطرت إلى اختصاره في ساعتين فقط حتى يكون مناسباً للعرض في السينما، وكانت تتمنى أن يُعرض كاملاً.
«كفرناحوم» الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان» السينمائي، وحصد 23 جائزة تقريباً، ووصل للقائمة القصيرة في ترشيحات الـ«أوسكار» الأخيرة، هو فيلم حقيقي 100%، حسب مخرجته نادين لبكي، التي أكدت أيضاً أن الفيلم ينقل الواقع، ولم يختلق الأحداث، وكانت مهمة فريق العمل نقل الصورة وصوت المعاناة بطريقة تصوير بسيطة واستخدام إضاءة طبيعية، لديكور حقيقي سواء في المنازل أو السجون، لم يضَف إليه شيء بما في ذلك الرسومات التي ظهرت على الحوائط، والأماكن التي ينام بها الأطفال على الأرض أيضاً كانت حقيقية.
وأوضحت لبكي أنه تم اختيار ممثلين غير محترفين، حتى يشعر كل فرد من طاقم التمثيل بأنه صوت للناس الذين يمثلهم، ومسؤول عن وصول قضيتهم للمشاهد طوال التصوير، وأن يكشف كل ما رآه من ضرب أو اغتصاب أو إهمال، فهم جميعاً من نفس البيئة التي ينقلها الفيلم وكانوا بحاجة إلى روايتها.
وأكدت نادين لبكي أنها استطاعت من خلال «كفرناحوم»، أن تكسر حالة الصمت عن المأساة والأزمات التي تواجه اللاجئين غير المسجلين، فرغم صدمة المشاهد من الصورة التي نقلها الفيلم، فإنها تشدد على أن الواقع أكثر قسوة.
الفيلم الذي حقق أصداءً واسعة عربياً وعالمياً، هو تجسيد لعالم الأطفال المهمشين المحرومين من حقوقهم الأساسية في الإعالة والرعاية، ويكافحون في حياتهم اليومية نتيجة التشرد والاستغلال والاتجار وإهمال الأهل لهم.
تكشف نادين لبكي أن إحساسها بالمسؤولية هو الذي دفعها إلى تقديم هذا الفيلم التي عملت عليه 4 سنوات تقريباً، فهي لم تستطع غض الطرف عن منظر الأولاد في الشوارع يعملون ويتعرضون للعنف، فلا بد من فهم حجم هذه الكارثة، لأن هناك أطفالاً يصابون بحالة من الصدمة تكبر معهم وتهدد مستقبلهم وتمهد لكارثة إنسانية كبيرة، بسبب تعرضهم للإهمال والاغتصاب والضرب والتحرش.
وختمت نادين لبكي حديثها بالإشارة إلى أن أكثر مشهد تأثرت به خلال التصوير لدرجة البكاء، كان مشهد إجبار فتاة صغيرة على الزواج، حيث تم جرّها من قبل والديها رغم رفضها الزواج، فبدا الأمر كأنهما قررا بيعها، ولشدة صعوبة هذا المشهد تم تصويره على مدار يومين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.