كاتيا توا

21 آذار 2019 | 00:00

خاص

على وقع هدير الطائرات.. هكذا كان يتم تهريب الهواتف والمخدرات

على وقع هدير الطائرات.. هكذا كان يتم تهريب الهواتف والمخدرات
المصدر: "خاص - "مستقبل ويب"

لم يمنع هدير الطائرات التي كانت تغط في مدرج مطار رفيق الحريري الدولي ليلا ونهارا وحتى الفجر عسكريان احدهما في قوى الامن الداخلي والآخر في الجيش من "السهر" على استتباب الامن في"واجهة لبنان"، والقيام بالعمل المناط بهما المتعلق بالكشف الميداني عبر الكلاب البوليسية على الحقائب المشبوهة والسيارات واي شيء مشبوه. لكن "دزينة" من الحقائب مليئة بالهواتف المهربة والكوكايين واحيانا بآلاف الدولارات استطاعت"خرق" هذا الحظر، وبالتالي تمريرها بمساعدة العسكريين المذكورين اللذين كانا يعمدان الى تسلّم الحقائب وإفراغها من"حمولتها" . اما الطريقة فكانت تتم على الشكل التالي: ارسال صاحب البضاعة صورة الحقيبة عبر الواتساب مع تحديد رقم الرحلة وموعدها، وبوصولها يعمد العسكريان الى إستلامها من دون مرورها عند نقطة الجمارك ويتوجهان بها الى"الساحة" حيث يضعانها في ألية عسكرية ويفرغانها في حقيبة موجودة داخلها ويتركان الحقيبة الاساسية في الساحة بعد نزع اسم صاحبها عنها.



وكان العسكريان يتقاضيان مبالغ مالية متفاوتة مقابل ذلك، فلكل بضاعة سعرها وكان الاغلى فيها سعر حقيبة المخدرات ، 25 ألف دولار يتقاسمانها مناصفة.



تمكن العسكري في الجيش مارون ب.ع.من "جني" 80 الف دولار من هذا"العمل" الاضافي، اشترى فيهما سيارة ووضع المبلغ المتبقي في حسابه في المصرف، وفق ما جاء في اعترافاته الاولية التي نفاها امام المحكمة العسكرية كما فعل زميله الآخر في قوى الامن علي أ. الذي زعم بانه لم ينقل بتلك الطريقة بالاشتراك مع مارون سوى حقيبتين من الهواتف المهربة لمحله في الضاحية مبرّئا بذلك احد اشهر تجار الهواتف الخلوية في لبنان كامل أ. من تهريب الهواتف لصالحه متراجعا بذلك عن اعترافاته الاولية الامر الذي نفاه الاخير مؤكدا بانه توقف عن العمل في هذا المجال منذ العام 2015 تاريخ العقوبات الاميركية بحقه وسلّم"المصلحة" لشقيقه، فضلا عن عدم تواصله مع علي ب. منذ العام 2002 .



تكشفت هذه القضية في صيف العام 2016 عندما شعر الرائد في الجيش ن.ز. ب"حركة مشبوهة" تحصل، وهو كان آمر وحدة تفكيك العبوات في المطار ومن فريق عمله المتهمين مارون وعلي والملازم في الجيش و.ح.، خصوصا بعد العثور في حرم المطار على حقائب فارغة تحتوي بعضها آثار مخدرات، الى ان علم من احد الاشخاص ان المتهمين مارون وعلي يقومان بأمر ما ليستدعيا الى التحقيق وبالتالي توقيفهما بعد اعترافهما. وقد ضبط مع الثاني 31 مليون ليرة و10 هواتف خلوية وبندقية وذخيرتها.

يقول الرائد في افادته بعد الادعاء عليه والملازم بجرم صرف نفوذ ومخالفتهما التعليمات العسكرية ان العسكريين هدداه فاستخدما واقعة مجيء قريب له رمزي غ. ضده اثناء مجيئه من دبي، وقالا انه طلب منهما مساعدته في تهريب حقيبة للاخير فيما الحقيقة انه طلب منهما تسيير مروره لدى الامن العام تفاديا للزحمة ليس اكثر وقال ان العسكريان افتريا عليه ما ادى الى أذيته في عمله وحياته.



اما الملازم فأفاد بانه نقل الى الرائد خبرا عن قيام مارون وعلي بالتوجه الى الساحة الثالثة فجرا وتهريب حقائب عبر الالية العسكرية الموضوعة بتصرف الرائد في حرم المطار، موضحا بانه تلقى هدية من رمزي غ. قريب الرائد وهي عبارة عن "تابلت صيني" لا يتجاوز سعره ال10 دولار، ونقلها اليه الرائد وقال ان الاخير سبق ان طلب منه تسهيل مرور قريبه رمزي في المطار وجاءت الهدية بمثابة عربون شكر له.



وباستجواب مارون نفى ان يكون نقل مخدرات او اموال تهريبا وانما حقيبتين لم يعلم انهما لصالح كامل أ. الا اثناء التحقيق معه وذلك مقابل 100 و200 دولار في المرتين ليس اكثر متهما المحققين بفبركة الملف.

كما نفى علي أ. اعترافاته الاولية متهما احد القضاة في النيابة العامة العسكرية بتهديده لذكر اسم المدعى عليه كامل أ. وقال انه "إخترع" قصة تهريب اموال بحدود 900 الف دولار داخل ثلاث حقائب للتخلص من تهمة المخدرات، اما الحقائب التي هرّبها فهي "شي 5 او 7" تحتوي على هواتف تعود له كونه يملك محلا على طريق المطار وما المبلغ الذي ضبط معه سوى لزوم مصارف المحل ومحلين آخرين لتصفيف الشعر . وسئل عن اعترافاته الاولية التي اكد فيها ان الاموال في 3 حقائب مهربة هي لصالح المتهم الفار حسان ش. والمخدرات هي للاخير وللمتهم الاخر الفار مدين ج.فأنكرها وقال ان الاول قريبه ولا يعلم انه يتاجر بالمخدرات ولم يطلب منهالثاني نقل حقائب بداخلها كوكايين مقابل 25 الف دولار عن كل حقيبة يتقاسمها مع مارون "وفي المخابرات ركّبو يلي بدّون ياه".وانتهى الى القول"ما في مصاري ولا مخدرات".



اما كامل أ. فإستغرب زج علي لإسمه في هذه القضية كون المبلغ الذي يدفعه للجمارك لإدخال بضاعته من الهواتف في السابق لا يتعدى المبلغ الذي قال علي انه قبضه منه لتمرير تلك الحقائق.

كما استجوبت المحكمة رمزي غ. قريب الرائد الذي اكد على اقوال الاخير بانه طلب منه تسهيل مروره على الامن العام في المطار من اجل تفادي الازدحام وذلك لمرتين حيث ارسل له في المرة الاولى مارون والثانية الملازم الذي ارسل له هدية متواضعة عربون شكر على مساعدته ليس اكثر.

وقرر رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله رفع الجلسة الى 2 ايار المقبل لسماع افادات عدد من الشهود وتكليف وكيل كامل أ. احضار حقيبة تكون شبيهة بالحقائب التي تم خلالها تهريب الهواتف وملئها بالهواتف من نوع سامسونغ وابراز لائحة باسعار هذه الهواتف خلال العام 2016 مع لائحة الجمارك، وكذلك تسطير كتاب لادارة المطار لايداع المحكمة نسخة عن محضر التحقيق حول حقيبة عليها آثار مخدرات وتحديد عدد الحقائب الفارغة التي تم ضبطها في حرم المطار،وتوجيه كتاب الى الامن العام لايداع المحكمة بحركة دخول وخروج رمزي غ.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

كاتيا توا

21 آذار 2019 00:00