تتوالى المواقف الدولية والتصريحات الداعمة للجيش اللبناني، والداعية إلى تثبيت موقعه كمؤسسة عسكرية وحيدة مخوّلة للدفاع عن لبنان، بدءاً من الداخل وصولاً إلى حدوده الممتدة من الشمال إلى الجنوب. كل ذلك وسط إنجازات كبيرة تُحقّقها المؤسة العسكرية أبرزها القبض على شبكات وأوكار لكبار تجّار المخدرات، وعلى أفراد وجماعات إرهابية تسعى إلى تهريب السلاح والعبور إلى داخل الأراضي اللبنانية بهدف إعادة إحياء وجودها من جديد.
من هذا المنطلق تكشف مصادر عسكرية ل"مستقبل ويب" أن "هناك دعم أميركي وبريطاني متعلق بتثبيت الجيش عامل الأمن والإستقرار على الحدود، وثمة إجتماعات دورية تُعقد في هذا المجال، بهدف الوقوف عند اخر التطورات الحدودية وتقييم الجهود المبذولة".
المؤكد أن للجيش اليوم أولوية تقوم على حماية الحدود البريّة ومنعها من الإنفلات وسط محاولات متكررة للجماعات الإرهابية، العودة إلى الداخل اللبناني وإستعادة نشاطها الإجرامي السابق والذي مارسته على فترة سنوات طويلة قبل أن يتم دحرها خارج الحدود. تفوق هذه الأولوية كل الإعتبارات السياسية والمشاحنات التي لا تخدم سوى إضعاف هذه المؤسسة على الرغم من الدور البارز الذي تلعبه في سبيل النأي بنفسها عن كل ما يحصل من حولها.
إنطلاقاً من هذه الأولوية، جمع لقاء اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون مع كل من السفير البريطاني كريس رامبلنغ والسفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد لمناقشة مشروع حماية الحدود البرية، في إطار لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية. في هذا السياق تؤكد مصادر عسكرية ل"مستقبل ويب" أن اللقاء عُقد اليوم في اليرزة وذلك ضمن اجتماعات تُعقد بشكل دوري بين قيادة الجيش والسفيرين الأميركي والبريطاني الهدف منها، مراجعة المساعدات المُقدمة للجيش والتي تتعلق بالحدود البرية".
وعلى خط الدعم ذاته وضمن تصريح يحمل دعماً نوعياً للقيادة العسكرية وللدور الذي يقوم به الجيش عند الحدود، أوضح رامبلنغ أنه "تمت مناقشة مشروع حماية الحدود البرية الذي أصبح الآن في سنته الثامنة، وللجيش اللبناني كل الحق ان يفتخر بإنجازاته في ضبط وتأمين الحدود السورية- اللبنانية. وبسبب هذا التقدم تمكنا من تعديل نصائح السفارة البريطانية للبنان في كانون الأول الماضي لتشمل مناطق جديدة".
وليس بعيداً عن سياق المشاريع التي أعلن عنها رامبلنغ، شدد على نقطة حملت العديد من الرسائل وذلك من خلال تأكيده تقديم بلاده المزيد من الدعم للجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية، وبقاء الجيش اللبناني المدافع الشرعي والوحيد عن لبنان". في هذا السياق تؤكد المصادر العسكرية أن "هذا الكلام يُحمل قيادة الجيش مسؤولية كُبرى إن لجهة الإستمرار في عملية تثبيت الأمن والإستقرار، أو لجهة العمليات النوعية التي تُحققها في المناطق الحدودية وتحديداً ضمن نطاق الكشف عن الجماعات الإرهابية وصد محاولات العبور وتهريب السلاح".
أما بالنسبة إلى كلام رامبلنغ وما إذا كان موجهاً ضد أي جهة، تُشدد المصادر على أن "ما يعنينا في هذا الأمر، هو الدعم الدائم للمؤسسة العسكرية وتزويدها بكافة الإحتياجات اللازمة وبالتالي فإن الجيش مُلتزم القيام بدوره على أكمل وجه إنطلاقاً من الشرعية التي يستمدها من الدستور والشرعية، وأيضاً من الشرعية التي يمنحه إياها الشعب اللبناني والتي تجلّت بأجمل مظاهرها يوم جرى دحر الجماعات الإرهابية في "فجر الجرود".
وكشفت أن "الدعم اللوجستي المُستمر سواء من الولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا، بعزّز إلى حد كبير تثبيت عملية الأمن عند الحدود، وقد أكدت العمليات النوعية التي تقوم بها مخابرات الجيش، مدى فعالية هذا الدعم والأسماء التي يُعلن عن سقوطها بيد الجيش، ولن يكون أخرها االمجموعة الإرهابية التي تم القبض عليها القادمة من منطقة "دير الزور" والتي تبيّن أن من بينها أمير بارز في تنظيم "داعش".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.