افتتحت "جامعة القديس يوسف – حرم لبنان الجنوبي" العام الجامعي (2022-2023 ) برعاية ومشاركة رئيس الجامعة البرفسور الأب سليم دكاش في لقاء مع الطلاب الملتحقين بكلياتها في الجنوب أقيم في قاعة المسرح في الحرم الجامعي في البرامية – صيدا ، بحضور عمداء كليات " الهندسة" البرفسور وسيم رفاييل ، "العلوم " البرفسور ريشار مارون و"إدارة الأعمال والعلم الإداري" البرفسور فؤاد زمكحل، ومديرة فرع الجامعة في الجنوب الدكتورة دينا صيداني وجمع من الأساتذة والاداريين والموظفين.
استهل اللقاء بكلمة من مديرة فرع الجامعة في لبنان الجنوبي الدكتورة صيداني رحبت فيها بالطلاب وخاصة الجدد ، مؤكدة على الرسالة التربوية والأكاديمية للجامعة والتي تركز على 3 أهداف أساسية :السعي لتخريج طالب عالمي بمستوى علمي عال ومتمكن من اللغات الثلاث (العربية، الإنكليزية والفرنسية) ، والسعي الدائم للتميز وتقديم الأفضل لطلابها، وسعي الجامعة الدائم لتنشئة وبناء مواطن مسؤول ".وقالت: "نعي تماماً الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الأهل والطلاب ولذلك يسعى رئيس الجامعة الأب البرفسور سليم دكاش كثيراً من أجل تأمين منح ومساعدات للطلاب غير القادرين وللوقوف الى جانب عائلاتهم في ظل هذه الظروف الصعبة".
وختمت صيداني بالقول " أتمنى لكم عاماً جامعياً متوجاً بالنجاح والتفوق وأقول لكم ان أسرة الجامعة ادارة واساتذة وموظفين حاضرون دائماً لمساعدتكم والاستماع اليكم وتوفير كل ما يمكنّكم من ان تعطوا افضل ما لديكم من مثابرة واكتساب للمعارف والعلوم وتحقيق النجاح والتفوق لكم ومتابعة مسيرة التميز لجامعتكم ".
العمداء
بعد ذلك توالى على الكلام العمداء "ريشار مارون ووسيم رفاييل وفؤاد زمكحل الذي توجه برسالة من القلب الى الطلاب فقال" تبدأون سنة جديدة مميزة لأنكم حين تتخرجون بعد 3 سنوات تكون الجامعة تحتفل بعيدها الـ 150 ، ولأنكم اول جيل يدخل الجامعة بعد التغيير العالمي الكبير وبعد جائحة كورونا وفي وقت تغير العالم ويتغير وسيتغير ، وفي ظل مخاطر اقتصادية واجتماعية في لبنان والمنطقة وتطورات عالمية منها ما نراه بين روسيا وأوكرانيا وتغير بأسعار النفط وتغير اقتصادي اجتماعي في كل العالم . في ظل هذه المخاطر، اعتقد أنه افضل وقت لديكم لتثبتوا تميزكم ".
واعتبر زمكحل أن التحدي اليوم ليس فقط في نيل الشهادة وانما في الريادة والابتكار سواء في مجال الأعمال او في أي مجال او اختصاص ، وأنه مهما كانت ازمتنا ومشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية في لبنان ، فان المحرك الأساسي للنمو القادم سيكون الابتكار والريادة . وقال" نريدكم أن تتعلموا عكس الطريقة التي أديرت بها البلاد لأننا وصلنا لما نحن فيه لأنه لم يكن لدينا إدارة رشيدة ولا شفافية ولا حوكمة وهذا ما نركز عليه في كليتنا . مما يدعوكم الى المزيد من المثابرة والعمل ولأن تعطوا أكثر من وقتكم وجهدكم وخاصة هنا في الجنوب".
وأشار زمكحل الى أن الأفق الجديد في لبنان سيكون من النفط ، ليس فقط بالتنقيب ولكن بإدارة النفط وبادارة التسويق وإدارة الاستثمار الآتي من النفط . وقال مخاطباً الطلاب" انتم ستكونون الجيل النفطي وجيل الإدارة، وان شاء الله نعود لنشهد نهوض لبنان على أسس واضحة ومتينة، وأملنا الوحيد الباقي هو أنتم شباب لبنان ".
البرفسور دكاش
وتحدث رئيس الجامعة البرفسور الأب سليم دكاش فقال" فرح كبير ان استقبلكم اليوم وهذا بيتكم قبل ان يكون بيتي . الجامعة اليسوعية مفتوحة للكل ونعمل بكل الوسائل لتبقى كل فروعها الجامعية بخدمة المناطق وخاصة هنا في جنوب لبنان وعاصمة الجنوب صيدا. هذه مهمتنا ومسؤوليتنا ان نكمل المشوار معكم ".
وركز الاب دكاش في كلمته على 4 رسائل أساسية للجامعة اليسوعية فقال :
- جامعة القديس يوسف هي جامعة تاريخية تأسست سنة 1875 وبعد 3 سنواتمن الآن سنحتفل بعيدها الـ150 .هذا التأسيس منذ 147 سنة له معناه، وهو أولاً ان الجامعة اليسوعية شاركت في تأسيس التعليم العالي في هذا البلد وخرجت اكثر من مائة الف خريج، شاركوا في نهضة لبنان والمنطقة كلها. وهذا فخر لنا اننا نشاهد مسيرة الجامعة عبر خريجيها وعبر الطلاب الذين بدأوا مسيرتهم اليوم هذه السنة ليقوموا هم ايضاً بواجبهم في نهضة المنطقة وخاصة في هذه الأزمة التي نعيشها في لبنان بأن يساهموا في إعادة الثقة ببلدنا . وكل انسان منا ومنكم يتعلم ويأخذ شهادة عالية المستوى ، هو علامة ثقة على ان لبنان مكمل عبر هذه النخبة من افضل الشباب والشابات الذين سيبنون لبنان المستقبل. جامعتنا جامعة تاريخية وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة ، من هنا اشد على ايديكم واوصيكم بأن لا تنسوا انه خلال مسيرة الـ3 سنوات القادمة ان تشتغلوا على اللغة الفرنسية او الانكليزية او العربية لأننا في أوقات كثيرة للأسف نحكي بالدارج ولكن لغتنا الفصحى ضعيفة قليلا . لذا علينا ان تهتموا بالفصحى لتتمكنوا من اللغات وتكونوا قادرين على مخاطبة بعضكم وعلى ان تتحاوروا وتكونوا منفتحين منفتح وتكتسبوا ايضاً كل المهارات والكفاءات التي انتم بحاجة لها ".
- جامعة التميز والجودة : بمعنى ان تتحلوا بالمسؤولية المضافة بأن تشتغلوا على ان يكون عيد الجامعة اليسوعية الـ150 والشهادة التي ستحصلون عليها بعد 3 سنوات بمستوى راق لأنها ستكون جواز مروركم الى افضل المناصب والمهن والالتزامات المهنية . مهم جدا ان نشتغل على ذواتنا وان نعمل مع بعضنا وضمن الفريق ومع الأساتذة حتى نكتسب كل الكفاءات المطلوبة منا لنثبت اقدامنا وليكون لدينا هذه الشهادة ولا تكون فقط شهادة على ورق ولكن شهادة تدل على كل الإمكانيات وكل التمكين الذي اكتسبتموه خلال مسيرتكم الجامعية .الجامعة اليسوعية جامعة التميز والجودة لا تهتم فقط بالعقل ، بل تهتم أيضا بالقلب وبالروح وهذه مهمتها ان تعطي معنى لحياتكم ولإلتزامكم الجامعي ولدروسكم . لذا عليكم العمل على ذواتكم والانفتاح والتمكن واكتساب المهارات والكفاءات هذه طريقكم الى النجاح لكن أيضا طريقكم لأن يعطي كل منكم معنى لمسيرته ولحياته ..".
- جامعة التضامن الاجتماعي : من الناحية الإنسانية تشتغل الجامعة اليسوعية على تمكين كل القوى فيكم حتى العاطفية ، لذا فهي أيضا جامعة التضامن الاجتماعي، ليس فقط عبر المنح التي تعطيها لطلابها وهذا واجب عليها ان الطالب الذي يأتي وقادر ان ينجز دروسه في الجامعة اليسوعية ، على الجامعة ان تفعل المستحيل لتساعده على تحقيق ذاته. وجامعتنا أيضا تهتم بالناس الذين هم خارج الجامعة عبر مشاريع وجمعيات ومبادرات لمساعدة الناس ، فهي مثلاً تساهم بتأمين حصص غذائية ومساعدات وادوية بإسمكم لكثير من العائلات لأننا جامعة على مدى الوطن وعلى مدى الانسان تهتم بالإنسان، واكيد لا نستطيع ان نحل محل الدولة ، لكن هناك جمعيات كثيرة تشتغل نتعامل معها ، وانتم مدعوون لأن تساهموا وتساعدوا وتعطوا من ذاتكم للناس الذين هم بحاجة وخاصة عبر مبادرات الجامعة المختلفة ومنها "اليوم السابع" الذي انطلق سنة 2006 في عز الحرب الصهيونية على لبنان ليكون الأداة التي تساعد الناس الذين هجّروا واصيبوا واكملنا بها لاحقا لتكون أداة للتطوير ولتنمية المناطق وتمكين الأشخاص. فمن هذه الناحية هناك أيضاً الكثير من النشاطات التي تتيح لنا ان نعطي هذه الناحية من حياتنا الجامعية حقها وتكون هذه الجامعة بالفعل وليس قولاً هي جامعة التضامن الاجتماعي".
- جامعة المواطنة والحوار الوطني : هي جامعة الناس الذين يحبون العمل مع بعضهم البعض على تعزيز العيش المشترك في لبنان ، ولدينا معهد الدراسات الإسلامية المسيحية في هذا المجال الذي يدرب كوادر على اسس الحوار ، ولكن أبعد من ذلك نقول اننا نربي ونريد ان ننشىء مجموعات قوية من الناس الذين يتمتعون بالحس الوطني اللبناني المشترك والذين يؤمنون بالدستور اللبناني ويؤمنون بلبنان وبالمواطنية اللبنانية فمعكم ومع كل منكم يجب أن نشتغل على هذا الأمر حتى تحقق الجامعة رسالتها ".
كما كانت مداخلات لممثلة مكتب التوظيف والتدريب السيدة كارول ديب ممثلة رئيسة المكتب السيدة أورسولا الحاج ، ولكل من " جاد شبلي ، جو حاتم ، ناجي معوض ومارون خوري " المشرفين على عدد من المكاتب والأنشطة الجامعية .
تسليم الجوائز
وفي الختام قام الأب دكاش بمشاركة العمداء والمديرة صيداني بتسليم "جائزة الأب أندريه ماس" المخصصة للطلاب الذين يحرزون أعلى معدل خلال السنوات الجامعية الثلاث ، نالها لهذا العام كل من الطالبة باسكال خوري (كلية العلوم ) والطالب طوني غسطين ( كلية الهندسة ).
تجدر الإشارة الى أن "جائزة سجعان بطرس غفري" المخصصة لمن ينال أعلى معدل في كلية إدارة الأعمال والعلم الاداري كانت منحت للطالب شكيب صعب .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.