صعّد البطريرك الماروني بشارة الراعي من مواقفه حيال استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية المعطل منذ الفشل في انتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، رافضاً ما سماه «البدع والفذلكات للتحكم بمسار الاستحقاق»، ومشدداً على أن «الدستور واضح بنصه وروحه بشأن موعد الانتخاب والنصاب». ودعا البطريرك الأمم المتحدة للتحرك وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان «أمام الفشل الذريع بانتخاب الرئيس».
واستدعى موقف البطريرك الماروني الذي جاء في عظة الأحد (أمس)، رداً من مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، التي أكدت أن «المشكلة مسيحية - مسيحية»، ومن المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان الذي حذر من «أن المؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية وأن الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً».
من جهتها اعتبرت مصادر كتلة بري بحسب "الشرق الأوسط" أنه «إذا كان المطلوب من المؤتمر إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية، فالأولى بهذا الأمر أن يكون داخلياً بين الفرقاء اللبنانيين إلا إذا كان من يريد استدراج لبنان إلى ذلك هو الخارج، علماً بأن معظم هذا الخارج يؤكد أن الاستحقاق لبناني».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر الدولي يجب أن يكون آخر العلاجات»، مذكرة أن «المشكلة الأساسية في الانتخابات الرئاسية هي مسيحية – مسيحية»، ومتسائلة: «هل تستطيع بكركي أو أي جهات لبنانية أخرى لعب الدور التوافقي وتوحيد الرؤية والمعايير على الأقل، بدل الذهاب إلى الخارج، لا سيما أن الاستحقاق وإن كان وطنياً إنما هو يعني المسيحيين بالدرجة الأولى؟».
مصادر سياسية مطلعة أوضحت لـ"الأنباء" الالكترونية ان كلام الراعي أتى بعد اقتناعه بأن هناك من يعمل لتغيير وجه لبنان وهوية لبنان واستبدالها بهوية اخرى عنوانها الخضوع والخنوع لمشيئة السلاح والمتمسكين بالسلاح ومصادرة قرار الدولة في خدمة الدويلة.
وأضافت المصادر السياسية: "لو أن حزب الله يريد الدولة كما يدّعي ويريد انتخاب رئيس للجمهورية فعلاً وليس قولاً لما كان أمينه العام ادعى بأن المقاومة لا تريد شيئاً وهي ليست بحاجة لحماية أحد ومساعدة أحد، وهي تحتاج فقط لمن يحمي ظهرها. بل كان يجب ان يقول ان حزب الله يستعجل انتخاب رئيس الجمهورية أكثر من أي فرق اخر، وأنه على استعداد لفتح حوار جدي وبناء مع الرئيس المنتخب لوضع استراتيجية دفاعية يكون حزب الله جزءا منها".
المصادر رأت أن كلام نصرالله جاء لقطع الطريق أمام كل من يريد التحدث عن السلاح وعن مصادرة هذا السلاح. وسألت: "كيف ستأتي المساعدات الى لبنان وحزب الله وحلفاؤه يعطلون انتخاب رئيس الجمهورية".
بدورها، أكدت مصادر بكركي أن البطريرك الراعي على تواصل دائم مع قادة العالم ومع الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وهو يعرف جيداً الأسباب التي تمنع انتخاب الرئيس. ولهذا السبب جاءت مناشدته الدول العظمى لوضعها أمام مسؤولياتها للضغط من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت.
ولفتت المصادر الى ان بكركي التي أعطيت مجد لبنان لا يمكنها السكوت عما يحصل من جرائم بحق لبنان. وأنه كان حرياً بالمجلس النيابي أن يحدد رئيسه جلسة انتخاب مفتوحة الى حين الاتفاق على الرئيس. أما تحديد جلسة كل أسبوع ويعمل فريق 8 آذار على تعطيل النصاب فهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.