رأى وزير الخارجيّة السّابق فارس بويز، أنّ "ما يحصل على مستوى الاستحقاق الرئاسي، عجز كامل أكثر ممّا هو مسرحيّة دراميّة مبكية، وذلك مردّه إلى أنّ الوضع الدّاخلي ممسوك من قِبل الوضع الخارجي، نتيجة ارتباط عدد كبير من القوى السّياسيّة بدول إمّا إقليميّة وإمّا دوليّة".
وركّز، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "ما يحصل في لبنان يجسّد الأزمة القاتمة والقاسمة في المنطقة، فطالما أنّه لا يوجد حدّ أدنى من التّفاهم على مستوى العلاقات بين اللّاعبين الإقليميّين والدّوليّين، فإنّ الوضع اللّبناني لاسيّما المشهد الرّئاسي منه، سيبقى على حاله؛ إلى حين وصول الإشارات الخارجيّة لإخراجه من القمقم".
ولفت بويز، إلى أنّه "حتّى الوصول إلى رئيس توافقي، يحتاج إلى مظلّة خارجيّة غير متوافرة حتّى السّاعة، وما نسمعه بالتّالي عن تقدّم هذا المرشّح الرّئاسي على ذاك، مجرّد مناورات انتخابيّة وسياسيّة في الوقت الضّائع، ما يعني أنّ مهمّة كلّ من الفريقين، ستبقى إلى حين وضوح الرّؤية في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، غير قادرة على اجتياز عتبة رصّ الصّفوف وتنقيتها من الخلافات، في محاولة لتعزيز كلّ لموقعه في المعادلة النّيابيّة".
وأشار إلى أنّ "الصّناعة الأكثر شيوعًا وإنتاجًا في لبنان، هي صناعة الشّعارات الوطنيّة والبرّاقة، وأكثرها تملّقًا وتزلّفًا "رئيس صنع في لبنان"، مبيّنًا أنّ "البعض على سبيل المثال، يحاضر بضرورة لَبننة الاستحقاق الرئاسي، ويتفاوض تحت الطّاولة مع الخارج، إمّا لفرض اسمه على فريقه السّياسي كمرشّح مدعوم من الخارج، وإمّا للحصول على ضمانات حول موقعه السّياسي في حكومة العهد المقبل".
كما أعرب عن اعتقاده أنّ "الاستحقاق الرّئاسي سيبقى أسير لعبة المزايدات الدّاخليّة، إلى حين ورود إشارة إقليميّة دوليّة، للاتّفاق على مرشّح لا يشكّل تحدّيًا لأيّ من الفريقين"، مشدّدًا على أنّ "شخصيّة قائد الجيش جوزاف عون وسلوكه وإنجازاته لا عيوب فيها على الإطلاق، إلّا أنّ البعض ينظر إليه على أنّه مرشّح مقرّب من الولايات المتّحدة، ومدعوم من قبل عدد لا يستهان به من الدّول الأوروبيّة المقرّرة في الشّأن الإقليمي، الأمر الّذي لا يكسبه من وجهة نظر بعض الفرقاء المحليّين، أقلّه حتّى السّاعة، صفة المرشّح التّوافقي".
وذكر بويز أنّه "إذا تبدّلت المعطيات الإقليميّة والدّوليّة بشكل إيجابي، فقد يسجّل ساعتها العماد عون أمتاره الأولى باتجاه قصر بعبدا"، مؤكّدًا أنّ "الشّروط لنجاح أيّ حوار بين الكتل النيابية حول الاستحقاق الرّئاسي، غير متوافرة في الوقت الرّاهن، وهو بالتّالي لزوم ما لا يلزم". وأبدى اعتقاده بأنّ "انتخاب الرّئيس ما زال بعيد المنال، ولبنان على موعد في ظلّ الفراغ الرئاسي، مع المزيد من الأزمات الاقتصاديّة والنّقديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.