يأسف المكتب التربوي في تيار المستقبل لما آلت اليه الأمور في قطاع التربية والتعليم على مستوى الوطن و يستهجن هذا الاستهتار الذي تنتهجه الدولة تجاه الاساتذة والمعلمين الذين أصبحوا بغالبيتهم تحت خط الفقر، ويؤكد المكتب وقوفه الدائم الى جانبهم ودعمه الثابت لمطالبهم.
إن المكتب يحذر من وقوع كارثة انسانية وتربوية تهدد كل الجسم التربوي بدءا بالأساتذة و عائلاتهم و لا تنتهي بالتلامذة وذويهم، فالكل يدرك و يتلمس الانهيار الذي يعيشه الوطن والتربية والمواطن على حد سواء ولا بصيص أمل في الأفق للخلاص من اشد الازمات التي تعصف بالوطن.
في ظل هذا الواقع الرديء، ونحن على بعد اسبوعين من ذكرى الاستشهاد في ١٤ شباط... ذكرى الاستقلال الثاني ، تعود بنا الذاكرة لرفيق الانسان.. الرفيق الذي آمن بالانسان ووهب ما لديه من اجل بناء مستقبل لشباب الوطن
... تعود بنا الذاكرة لجيش الطلاب الذي آمن به الرئيس رفيق الحريري وسلحه بالعلم والمعرفة من ارقى جامعات العالم
دون ان يسأل عن دينهم او طائفتهم لان قناعته كانت راسخة باننا اذا اردنا تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد ، علينا ان نبني جيلا مثقفا واعيا لا يكون انتماؤه سوى للبنان فقط...
تعود بنا الذاكرة للعام ١٩٩٦ وذكرى عناقيد الغضب حيث استقل طائرته وجال دول العالم سعيا لاستعادة أمن البلد كما وكلف شباب المستقبل للقيام بدفع رسوم التسجيل لكل المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية ولسان حاله دائما : "ما بدي يضل ولد برا المدرسة" ... أين نحن اليوم من هذه القامة الوطنية الجليلة، و هل من لديه الضمير والقدرة والجرأة ليحذو حذوها؟!!!
أمام واقعنا الكارثي، يقف المكتب التربوي في تيار المستقبل إلى جانب روابط التعليم داعما لمواقفهم في سبيل انصاف الأساتذة والمعلمين فوراً، ويدعو الى انتفاضة جميع مكونات المجتمع التربوي قاطبة واعلان حالة طوارئ تربوية نقابية انقاذية، ويطالب بجلسة حكومية عاجلة جدا لا بل فورية لمعالجة قضاياهم وان يتم بالسرعة القصوى إقرار جميع الحقوق بدءا من رفع قيمة بدلات النقل و تأمين بدلات انتاجية للمعلمين و اعتماد سعر صرف خاص بالمعلمين على منصة صيرفة بالإضافة الى تنفيذ تأمين جماعي مركزي لهم لتغطية نفقات الطبابة والاستشفاء وصولا الى السعي الحثيث الى تحضير سلسلة جديدة لتصحيح الرواتب والأجور و رفع موازنة تعاونية الموظفين .
في الختام
كل ما سبق من مطالب واجراءات لا يمثل سوى اجراءات خجولة لتأمين صمود الاساتذة، فالمطلوب اليوم ،وقبل فوات الأوان، هو ان يضطلع اهل السلطة بالحد الأدنى من مسؤولياتهم عبر المسارعة لإتمام عملية انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على البدء بعملية نهوض تنقذ هذا الشعب وتخلصه من الجوع والعوز وتحمي البلاد من الانهيار والدمار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.