رولا عبدالله

27 آذار 2019 | 00:00

خاص

مركب "قانا".. صديق "الأبيض المتوسط"

مركب

يبحر المركب العلمي "قانا" عكس الرياح اللبنانية التي تجاري مقولة "عمول منيح وكب بالبحر"، منطلقا من ثابتة أن البحر يشكل ميزة لبنان التفاضلية، وإحدى الأسس التي يقوم عليها اقتصاده.

قبل عشر سنوات ، أهدته الحكومة الايطالية الى لبنان، متداركة أضرار وتبعات حرب تموز والتسرب النفطي على الشاطئ اللبناني، ليستمد اسمه من رمزية بلدة "قانا" التي تجمع بين القداسة والشهادة، فإذا به المركب الصديق للبيئة البحرية والوفي لجار لبنان "الأبيض المتوسط"، مسجلا من خلال المجلس الوطني للبحوث العلمية سلسلة أبحاث ودراسات وإنجازت يحتفل بها اليوم في السراي الحكومي ، بحضور وزراء وسفراء وخبراء من مختلف دول العالم ، بحيث يعقد المؤتمر الدولي لمشاريع البحوث العلمية وللتباحث في خصائص المياه في لبنان وأحوال الثروة السمكية و نسبة التلوث وإجراء مسح لقعر البحر. 

يوضح مدير المركز الوطني لعلوم البحار في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور ميلاد فخري بأن المركب مجهز بأدوات علمية خولته للمرة الأولى وصف المناظر الطبيعية المغمورة مقابل صيدا وصور،ما سمح بوضع بعض الفرضيات الجديدة حول تغيرات شكل الشريط الساحلي وحول الكوارث الطبيعية التي غيّرت المناظر الطبيعية منذ العصور القديمة. وأظهرت نتائج الدراسات العلمية،في منطقة شكا، ان المياه المتدفقة من الينابيع البحرية مالحة، ولكن مختلفة عن ملوحة مياه البحر .



 


سفينة



ويلفت فخري الى أن المركب أسهم في وضع أساليب صيد جديدة في عهدة الصيادين بما يوفر عليهم عناء الصيد العشوائي وبالتالي يحفظ توازن الثروة السمكية، مؤكداً بأن شاطئ بيروت هو المكان المحبب للدلافين إذ تجوبه في مجموعات وعائلات، ولهذا يعمل المركز الوطني لعلوم البحار، حاليّا، على انشاء شبكة مراقبة نفوق الدلافين على طول الشاطئ اللبناني .أما أسماك القرش الموجودة في المياه اللبنانية، فتبين أنها من النوع غير المؤذي.

وكان أسهم مركب قانا بحسب المجلس الوطني للبحوث العلمية بتقييم مصايد الأسماك ليظهر المسح الأخير، في تشرين الثاني 2018، ان المخزون السمكي لثلاثة أنواع رئيسية (جربيدي، مرمور، سردين مبروم) يتم صيده بشكل مفرط ما يوجب ادارة مستدامة لهذا المخزون. 

وسمح المركب باجراء دراسات على نوعين من الاسماك الغازية السامة "المنفخ" و "سمكة الاسد" بهدف مواجهتها، ولاسيما أنها تهدّد الأنواع المحليّة وتؤثر على التوزان الايكولوجي البحري.كما يسعى باستخدام الأقمار الصناعية لجمع البيانات ونقلها حول أنماط حركة مياه البحر لفهم بعض العوامل ومنها: العناصر الغذائية، التلوث، وتواجد الكائنات الحية. 



 


سفينة



وساعدت الأجهزة الموجودة على المركب العلمي "قانا" الباحثين في أخذ عينات من الترسّبات على مصبّات الأنهار وعلى نقاط الصرف الصحّي والصناعي ( نهر القاسمية، نهر الدامور، نهر بيروت، نهر الكلب، نهر الجوز) وعلى أعماق مختلفة، لتحليل مكوّناتها. وتسمح جميع هذه المعطيات بدراسة البيئة البحرية والعوامل الفيزيائية، والكيميائية والبيولوجية.

 


سفينة

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

27 آذار 2019 00:00