14 شباط 2023 | 11:40

أخبار لبنان

في ذكرى الحريري: أحد لم يملأ موقعه الاقتصادي والسياسي

لورا يمين  - المركزية





حلّت ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، على لبنان، فيما البلاد في ظروف سياسية شديدة القساوة والطائفة السنية في حالة ضياع وتخبط. حامل المشعل، الرئيس سعد الحريري، قرر تعليق العمل السياسي وغادر بيروت وعاد اليها مساء الاحد، في زيارة هدفها فقط احياء ذكرى استشهاد والده، من دون ان تكون له اية مواقف سياسية واضحة، في وقت طائفته لم تتمكن بعد الانتخابات النيابية الاخيرة التي حصلت في ايار الماضي، من فرز اية قيادة جديدة، بل تقاسم الزعامةَ الحريرية اكثرُ من فريق لا يلتقي على تصوّر واضح للازمات الداخلية، وما اكثرها، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية".

هذا سنيا. اما "وطنيا" فالوضع ليس افضل حالا، بل ان الانهيار سمة كل شيء، بما فيه "الطائف" الذي رعاه رفيق الحريري. الاخير ارتبط اسمع ايضا بإنعاش الاقتصاد اللبناني وقد ازدهر بعد ان تسلّم رئاسةَ الحكومة اثر الحرب الاهلية، وعرف أفضل ايامه. لكن منذ اغتياله والبلاد في حال تقهقر آخذ في الاشتداد منذ العام 2019 .

غير ان الازمة الاقتصادية المزرية هذه، لم تكن نتيجة قرارات اقتصادية خاطئة فقط، ومنها التخلّف الرسمي عن سداد الديون المستحقة بالعملات الاجنبية، بل ايضا نتاج أداء سياسي معتلّ. فقد عمل حزب الله بهدوء منذ اغتيال الحريري، وفي شكل مكثّف اكثر منذ عام 2019، على جر لبنان الى المحور الايراني في المنطقة. وعليه، ابتعد اشقاؤه العرب عنه بعد ان تحوّل الى منطلق لمواقف عدائية تخوينية تجاههم، ولمسلحين واسلحة ولممنوعات ومخدرات تم تصديرها من اراضيه الى الميادين العربية.

نقطة قوة الحريري - الاب كانت في انه أدخل لبنان في قلب الاسرة العربية والدولية بفضل علاقاته الممتازة مع العواصم الكبرى. لكن بعد رحليه، لم يملأ احد دوره كسفير دائم للبنان في الخارج، وعبثا تم ويتم البحث عمَن هو قادر على ترميم الجسور بين لبنان والعرب والخليجيين.

اما المرفأ الذي انفجر عام 2020، فلا يزال ايضا ركاما، ولا رجالات بِقامة رفيق الحريري للنهوض به من جديد. لكن هذه المأساة ليست تداعياتها محصورة بالاقتصاد فقط، بل هي، تماما كما جريمة اغتيال الحريري، ذات تداعيات انسانية – سياسية ايضا. ففي 4 آب، سقط اكثر من مئتين وعشرين ضحية وسُجلت آلاف الاصابات. وكما لم يرغب لبنان الرسمي في كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، التحقيقات اليوم في قضية المرفأ، تتعرض لشتى انواع التعطيل السياسي. الحقيقة في جريمة الحريري تم كشفها واعلن عن مسؤولية حزب الله في اغتياله، الا ان الحكم لم ينفّذ، والضالعون المعروفون بالاسماء، وُضعوا في مصاف القديسين ولم يسلّمهم الحزب الى العدالة. ورب قائل ان لو تمت المحاسبة الفعلية في جريمة الحريري، لما فُجّر المرفأ ولما كان لبنان يتخبّط في جهنّم اليوم...

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 شباط 2023 11:40