لارا السيد
التأمت الحشود عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث اللقاء السنوي لأوفياء، اختاروا أن يُعبّروا على طريقتهم، عن تمسكهم بنهج الولاء للوطن الجامع، الذي كان الشهيد يحمل مشعله، وبقي برسالته منتصراً على ارهاب واغتيال طال البلد وشعبه الطيب.
تقاطروا من كل المناطق واجتمعوا في المكان، بجوار مسجد محمد الأمين، حيث اللقاء المنتظر مع الرئيس سعد الحريري، الذي عاد ليتشارك مع عائلته الكبيرة لحظة تدمير لبنان، فاتحدوا معه "بالصمت" البليغ رداً على كل من حارب الاعتدال برصاص القتل والتجويع.
أجمع المشاركون، عبر كلمات رددوها "همساً" على فداحة خسارة رجل من طينة رفيق الحريري، "تيتُم" بعده الوطن "المكلوم"، وافتقد الى بصماته التي ارتقى بها مع شعبه الى برّ طمأنينة يفتقدونها منذ اليوم المشؤوم، كما أن غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد في لبنان لم يمحو "لهفة" الأحبة الذين احتضنوه بقلوبهم، فـ"ابن الرفيق" مسيّج بمحبة، عكستها عيون تشعّ شوقاً وقلوب تدقّ ترحيباً، بغائب حاضر "حفر" اسمه العصيّ على التبديل، في رسالة سياسية واضحة بأنه "القائد" الوحيد شاء من شاء وأبى من أبى.
كان سعد الحريري أشد توقاً الى رؤية المحبين، واختصر بتعابيره حجم الحزن الممزوج بشكر عميق لكل فرد تلاقى معه في اليوم الذي أكدوا فية أنه "ما خلصت الحكاية"، فالحلم مستمر مع الأمواج البشرية التي قالت كلمتها "هادرة"، ليسمعها القاصي والداني، بأنه" متلك لا قبل ولا بعد يا ريسنا يا شيخ سعد"، ليبادرهم بالتحية والتوجّه نحوهم و مصافحتهم وسط هتافات "بالروح بالدم نفديك يا سعد"، محاطاً بالعمّة بهية والعم شفيق، بملامح وفاء متبادلة اختصرها، بعد تلاوة الفاتحة على ضريح والده وأضرحة رفاقة الشهداء بالدعاء للبنان، مكتفياً بالقول:" الله يرحم رفيق الحريري ويعين لبنان".
شهد المكان "حجّاً" عكسه توافد الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والفكرية والروحية الى ضريح الشهيد، حيث رسموا، مع العاصفة الشعبية ملامح واضحة في السياسة لإحياء الذكرى وللترحيب بالرئيس الحريري الذي سيبقى "الرقم الصعب" على الساحة مهما تعالت أصوات النشاز.
غص الضريح ومحيطه، بالإضافة الى الباحة الخارجية لمسجد محمد الأمين وصولاً الى تمثال الشهداء بالحشود الذين ضاق بهم المكان حيث رُفعت صور الشهيد والرئيس الحريري ورايات التيار الازرق واللافتات المؤيدة لزعيمه على وقع الأناشيد، في لوحة جامعة تروي حكاية "الحب الحريري" الذي سيبقى حيّاً بوجود المتمسكين بنهج مدرسة الوطنية والإعتدال.
من بيت الوسط، أعلنها المحبون الذين ترافقوا مع ابن الشهيد، بأن المرجعية ستبقى دائماً من المكان حيث قال الحريري بالفم الملآن :"هيدا البيت رح يضل مفتوح ورح يكمل مشوار رفيق الحريري"، ولسان حالهم يقول :"الله يرحم الشهيد.. اللي خلف ما مات".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.