أكد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد " ان الصوم هو مناسبة ليعود المسؤولون لذواتهم ويدركوا أين اخطأوا بحق هذا الشعب" ..وقال حداد في حديث لـ" مستقبل ويب" لمناسبة بدء زمن الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية انه " للأسف الأمل مقطوع بأن نشهد مع هكذا مسؤولين قيامة للبنان، وربما تأتي قيامة لبنان من الخارج بإلزام الطبقة السياسية كلها بأن تغير مسلكها وتتغير .. وصرنا على قناعة موجودة لدى كل اللبنانيين بأنها طبقة لا تعرف ان تحكم البلد !".
وجاء في حديث المطران حداد :"ان زمن الصوم يعني لنا أولاً أن "الانسان هو من التراب والى التراب يعود " ، وأن علينا ان لا نحمل الروح خطايا الجسد لأن الجسد ضعيف اما الروح فهي قوية . وهذا يشمل علاقات الإنسان بأخيه الإنسان انسجاما مع المعطى الروحي فعليه أن يغلب الأمور الإنسانية والروحية والقيم الأخلاقية على حاجات وأطماع الجسد الكبيرة التي لا تنتهي ".
وأضاف" هناك 3 أنواع اساسية من الخطايا يجب ان يتجنبها الإنسان وهي الحسد والكبرياء والقتل ، وايضاً هناك خطايا أخرى مثل الكذب والسرقة .. خطايا العلاقة مع الله وخطايا العلاقة مع الإنسان يجب أن يتجنبها بأن لا يكون متكبراً لا مع ذاته ولا مع الله ولا مع الإنسان، بأن لا يحقد على غيره ولا يحسد غيره ويشكر الرب على كل عطاياه ".
وتابع" الأمر الثالث ، ان الصوم له بعد تنقية الضمير الباطني ... لدينا قناعة وهي موجودة في كل الأديان بأن الإنسان عندما يصوم عن الطعام ويجوع نفسه يصبح واعياً لأهمية الروح .. وفي هذه الأيام نقول ان الصوم هو وسيلة ومناسبة ليعود الإنسان اللبناني لذاته ويعرف أين أخطا بحق غيره وخاصة المسؤولين بأن يدركوا أين اخطأوا في حق الشعب .. فإذا لم يصم المسؤول ولم يتقشف بعض الشيء، يبقى لديه فوقية بأداء السلطة وهذا ما نراه اليوم .. ".
وعما هو مطلوب من المسؤولين في لبنان مع بدء زمن الصوم قال المطران حداد " ان بعض الروحانية عند المسؤول تعطي أداءً انسانياً اكثر ومحترماً اكثر من الناس . للأسف يعاني مجتمعنا اللبناني من خطايا كبيرة جداً، .. منها سرقات وتعديات على الحريات وعلى مستقبل الناس كلها أخطاء السلطة وهذا يعني انه لا يوجد أي تصور جوهري روحاني في هذه الحياة ، وانما كله معلق بهذا الجسد.. هؤلاء الذين جمعوا ثروات ، لا يشبعون ، والإنسان الذي لا يشبع هو الذي يبقى يأكل.. لهذا السبب الصوم هو توقف عن الأكل في كل الأماكن بكل المعاني وعلى كل الصعد ، أي توقف الجسم عن الطلب، واماتة الجسد، وأيضا المشاركة مع الفقراء بأن تشعر معهم ، ماذا يأكلون وكيف يعيشون ؟ .. وبأن ترأف بهم وتزداد الرحمة عندك ..هذا مفهوم الصوم عندنا".
ونسأل المطران حداد عما اذا كان يتوقع أن يحمل زمن الصوم قيامةً لبنان مما يعانيه ، فيقول مبدياً تشاؤمه من الأوضاع وقال " للأسف أرى أن الأمل مقطوع في أن نشهد مع هكذا مسؤولين قيامة للبنان ، لأنه " لو بدها تشتي كانت غيّمت "، فقيامة لبنان ربما تأتي من الخارج بإلزام الطبقة السياسية كلها بأن تغير مسلكها وتتغير، ولا أدري كم سيؤثر الخارج علينا ".
ويضيف " هذه الطغمة لا يمكن أن تفكر إيجاباً.. كل تفكيرها سلبي وطائفي وهناك خطايا وجرائم بحق الناس .. وصرنا على قناعة موجودة لدى كل اللبنانيين بأنها طبقة لا تعرف ان تحكم البلد .. ربما نواياهم طيبة لكن لا يعرفون كيف يحكموا .. والنوايا لا تكفي !".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.