بسام النونو

28 آذار 2019 | 00:00

خاص

إعادة الإعمار والظروف الملائمة.. جسر عبور "العودة"

إعادة الإعمار والظروف الملائمة.. جسر عبور
المصدر: "خاص - "مستقبل ويب"

"لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية (...) وحل مشكلة النازحين يعتمد على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا وإعادة الإعمار".. هي ليست مجرد عبارات عابرة في البيان الرسمي المشترك الصادر عن محادثات الكرملين بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين واللبناني ميشال عون، إنما خلاصة سياسية محورية في الموقف الروسي تشي، حسبما لاحظت مصادر ديبلوماسية لـ"مستقبل ويب"، بأنّ موسكو أقرب إلى واشنطن والمجتمع الدولي منها إلى طهران وحلفاء النظام السوري في مقاربة الحلول المتاحة للأزمة السورية عموماً، ولملف النازحين السوريين بشكل أخصّ.



 



فمجرد إيلاء "الحل السياسي" الأولوية في بيان محادثات الكرملين، اعتبرته المصادر الديبلوماسية "مؤشراً جوهرياً إلى كل من يعنيه الأمر بأنّ الإدارة الروسية لا تقف على طرف نقيض من التوجّه الأميركي والأوروبي والأممي نحو ضرورة اعتبار عودة النازحين جزءاً من كل الأزمة السورية التي لا خلاص لها إلا بصياغة "حل سياسي" مقبول من طرفي النزاع السوري وليس من طرف النظام السوري وحده"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما اختزنه البيان من مضمون لا لُبس فيه يؤكد أنّ موسكو تضع قطار عودة النازحين على جسر عبور من سكتين متوازيتين: إعادة إعمار سوريا وتهيئة الظروف المؤاتية اجتماعياً واقتصادياً للسوريين العائدين.



 



وإذا كان بيان محادثات الكرملين لا يكفي لفرملة اندفاعة المنادين بالتغاضي اللبناني عن تلازم عملية الحل السياسي وتأمين ظروف العودة الآمنة للنازحين، فتحيل المصادر الديبلوماسية هؤلاء إلى ما قاله الرئيس الروسي شخصياً خلال اجتماعه مع الرئيس اللبناني: "نحن نعلم عمق المعاناة اللبنانية في مسألة النازحين السوريين وما يتحمله في هذا المجال ونأمل أن تصبح الظروف أكثر ملاءمة لعودتهم". وهذه "الأكثر ملائمة"، وفق ما لفتت المصادر، فيها تعبير واضح وصريح على لسان بوتين يؤكد من خلاله بشكل غير مباشر على وجود تفاهم روسي – أميركي – دولي يقوم على معادلة ونظرة مشتركة إزاء ملف عودة النازحين السوريين، وحتى المبادرة الروسية لإعادتهم لا يمكن فصلها عما جاء في البيان المشترك من دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "تأمين المساعدة" في إعادة إعمار سوريا.



 



أما مسؤولية النظام السوري عن تأمين ظروف عودة النازحين، فأقله أن يمتثل إلى مطالبته من قبل موسكو بإصدار "عفو عام" وحل مسألة "التجنيد الإجباري" من أجل تعبيد طريق "سالكة وآمنة" أمام تفعيل المبادرة الروسية.. وهذا ما سمعه عون في موسكو ولم يقم به النظام بعد.

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

بسام النونو

28 آذار 2019 00:00