رأفت نعيم

29 آذار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

صيدا ودعت طبيب الفقراء!

صيدا ودعت طبيب الفقراء!
المصدر: خاص - "مستقبل ويب"

ودعت عاصمة الجنوب صيدا ابنها وطبيبها الكبير الدكتور عدنان النوام الذي وافته المنية امس عن عمر جاوز التسعين عاما بعد مسيرة انسانية ومهنية ووطنية حافلة بالإنجازات والمحطات التي كانت له فيها مواقف ومبادرات مشرفة.



توقف نبض الطبيب الذي لطالما نبضت سماعته بالدعاء له من المرضى الذين كان يعالجهم ومعظمهم من فقراء صيدا حين كان يبلسم جراحهم ويخفف آلامهم، وبقي وفيا لقسم الطبيب الذي مارسه فعل ايمان برسالته الانسانية  في سبيل مجتمع معافى.



ولد الدكتور عدنان النوام ونشأ وعاش في صيدا وتعلم في مقاصدها التي كانت تمثل في ذلك الحين ضمير صيدا ووجهها الوطني والعروبي . تفتح وعيه على الثورات بداية بوجه الانتداب الفرنسي في ظل ما كانت تشهده صيدا عامة والمقاصد خاصة  حينها من انتفاضات وتحركات مناهضة للإنتداب، وكان من ضمن مجموعة من طلاب المقاصد الذين تطوعوا انذاك لمواجهة الجنود الفرنسيين ورشقهم بالحجارة، ثم لاحقا ابان ثورة العام 1958 التي كان جزءً منها حتى سمي حينها بطبيب الثورة، وكذلك المحطات التي شهدتها صيدا ابان صعود الثورة الفلسطينية وما رافق تلك الفترة من احداث ومن تحركات.



التحق النوام بكلية المقاصد لمتابعة دراسته الثانوية ، وتخرج بعدها وانتقل الى مصر لمتابعة الدراسة الجامعية في كلية الطب في القصر العيني - فؤاد الأول حينها- وبعدما انهى اختصاصه عاد الى لبنان ليفتتح له اول عيادة في شارع الأوقاف في وسط المدينة (بقيت حتى وفاته)، وكلف لاحقا بمهام رسمية في مجال اختصاصه كطبيب البلدية وطبيب الدرك وطبيب الأمن العام وطبيب المستوصف المركزي وطبيب المستشفى الحكومي ، وبعدها كطبيب شرعي.



انُتخب  النوام رئيساً لمجلس الإدارة في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا من العام 1979 إلى العام 1985، ثم انُتخب رئيساً للجمعية من العام 1985 إلى العام 1992.وفي عهده شهدت المقاصد نهوضا وتطورا في عملها ورسالتها ، فتألف مجلس أمناء للجمعية في العام 1986 ، وعمل  النوام على مشروع دعم التعليم المجاني عبر إنشاء صندوق دعم الطالب المقاصدي. وتم في عهده بناء الجناح الغربي في ثانوية المقاصد وبناء روضة المقاصد. وانشاء كلية المقاصد للتعليم العالي بالتعاون مع كلية بيروت الجامعية. وافتتاح مكاتب الجمعية في عمارة المقاصد.



عايش العديد من المحطات التي برز فيها كطبيب وانسان فشارك في التخفيف من الام الكثيرين من الجرحى والمرضى ابان زلزال العام 56 . وواكب عمل مستشفى صيدا الحكومي في بداياته حين كان مقره في خان الافرنج وقبل انشاء مبنى المستشفى لاحقا في منطقة التعمير لاحقا . كان دائما الى جانب الناس والمرضى والجرحى منهم مبلسما لجراحهم ومداويا لآلامهم  في اصعب المراحل لاسيما مع بداية الحرب الأهلية وبعدها ابان الاجتياح الاسرائيلي الأول للبنان عام 1978 والثاني عام 1982، وابان صمود واستبسال ابناء المدينة بوجه الاحتلال وما اتسمت به تلك المرحلة من زخم كبير في عمله كطبيب نظرا لكثرة وضخامة الأحداث التي شهدها لبنان وصيدا والجنوب.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رأفت نعيم

29 آذار 2019 00:00