2 أيار 2023 | 07:57

تكنولوجيا

ما أبرز تأثيرات الذكاء الاصطناعي على التعليم؟

بعد القدرة التي أظهرتها روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعيّ، تزايدت المخاوف من استيلاء الروبوتات على الوظائف البشريّة، لكن الخبراء يشيرون إلى أنّ الذكاء الاصطناعي قد يفيد في زيادة الابتكار، لا سيّما في مجال #التعليم

، رغم العواقب التي قد تصل إلى تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب.

ونشرت مجلّة "فوربس" وجهات نظر خبراء في مجال التعليم لإظهار الجوانب الإيجابية والسلبية لـ"شات جي بي تي"، روبوت الدردشة الذي طوّرته "أوبن إي آي"، على التعليم وتصميم المناهج الدراسية وتقديمها، بالإضافة إلى المخاطر التي قد يتعرّض لها تعلّم الطلاب وتطورهم المعرفي.

إلى ذلك، يعتبر 51 في المئة من الطلاب أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لحلّ الواجبات والامتحانات شكلاً من أشكال الغش، وفقاً لاستطلاع حديث. وكانت بعض المدارس العامّة في أوستراليا قد حظرت "شات جي بي تي"، كذلك فعلت المدارس في بعض الولايات الأميركية وبعض الدول الأوروبية.

إذن، ما أبرز تأثيرات "شات جي بي تي" على التعليم؟

يُقدّم "شات جي بي تي" المعلومات التي ينتجها على شكل رسالة مفصّلة تتضمّن كل المعلومات التي يطلبها المستخدم، ما قد يؤدي إلى ظهور "متلازمة الطالب الكسول" (Lazy Student Syndrome)، حيث لا يتعيّن على الطلاب التفكير في توليد أفكارهم الفريدة أو إجراء بحث دقيق، في وقت قد تنتج روبوتات الدردشة معلومات دون إعطاء مصدر المعلومات ليتم التأكّد منها.

وتشير "فوربس" إلى أنّ عرض الإجابات بسهولة على شاشة الكمبيوتر سيقلّل بلا شك من الفضول وتنمية المهارات المستقلّة، لأن البشر غالباً ما يتخذون المسار الأقل صعوبة للوصول إلى المعلومات، وإن الاعتماد بشكل كلّي على النماذج قد يعطّل تدريب عضلات الذاكرة، مما قد يزيد من كسل الطالب عن القراءة والتعلّم والفهم بعمق والقدرة على تذكر المواد والتفكير النقدي لحل المشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك مخاطر تتعلق بحقوق الطبع والنشر في استخدام نماذج اللغات الكبيرة فيما يتعلق بما يلي: الانتحال الأكاديمي، حيث لا يتم ذكر المصادر، بالإضافة إلى المخاوف الأخلاقية والمخاطر القانونية التي قد تتعرّض لها المؤسسات التعليمية.



ومن المشكلات الأخرى هي الفجوة التي ستظهر يبن الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وأولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول، وهي مشكلة أخلاقية بسبب التمييز الذي ستخلقه بين الطلاب.

ورغم ذلك، يعتقد العديد من المعلّمين أنه بدلاً من حظر هذه التقنيات، يجب على المرء تبنّيها واستغلال قدرتها لتحديث مناهج التعليم. وذكرت "فوربس" أن الخبراء يبحثون في كيفية دمج هذه الأدوات في مناهجهم الحالية لضمان إعطاء الطلاب مهام أكثر تعقيداً.

وعلى المعلّمين بدورهم ضمان عدم استخدام الطلاب روبوتات الدردشة الذكية لإكمال مهامهم ومقالاتهم وواجباتهم المنزلية، بل تثقيفهم بأن الروبوتات ليست بديلاً، بل هي مجموعة أدوات بحثية جديدة للمساعدة في تعزيز مهاراتهم ومعرفتهم وتفكيرهم النقدي.

وكان وزير التعليم بجنوب أوستراليا بلير بوير قد أعطى الموافقة على استخدام "شات جي بي تي" عبر مؤسساتهم التعليمية، ما اعتبره الخبراء أمراً لا مفرّ منه، وسنرى المزيد من القرارات المشابهة في دول أخرى.

لكن قبل ذلك، يتعيّن على الحكومات مناقشة الاستراتيجيات والمخاطر المترتّبة على البيانات وعلى استخدام هذه التقنيات، وهو ما يحدث في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يبحث منظمو البيانات الأميركيين في كيفية قيام نظام "أوبن إي آي" بجمع البيانات واستخدامها. وأنشأ مجلس حماية البيانات الأوروبي، وهو هيئة لحماية البيانات، مؤخرًا فريق عمل على مستوى الاتحاد الأوروبي للتحقيق في "شات جي بي تي"، وما إذا كان قد طلب من الأشخاص الموافقة على الاحتفاظ ببياناتهم.

سيتعين على "أوبن إي آي" أيضاً أن تشرح للناس كيفية استخدام "شات جي بي تي" لبياناتهم ومنحهم القدرة على تصحيح أي أخطاء تتعلق بها، ومسح بياناتهم متى أرادوا. ومع زيادة التشريعات في مجال الذكاء الاصطناعي، لا شك أن تقدّم ال#تكنولوجيا سيصبح أبطأ، أو على الأقل ستضطر الشركات إلى الانتظار قبل إطلاق إصداراتها الجديدة.

لن يتم التخلص من أدوات الذكاء الاصطناعي في أي وقت قريب، ما يؤكّد على الحاجة لإنشاء قوانين حماية أخلاقية للطلاب لاستخدام هذه التقنيات بفاعلية وكفاءة. في الوقت نفسه، يحتاج المعلمون إلى تطوير أساليب التدريس والمناهج الخاصة بهم لضمان قيام الطلاب ببناء مهارات التفكير النقدي، وهناك حاجة إلى توازن مدروس حتى لا يتم تهميش مهارات التفكير، لأن دور التعليم أساساً هو إعداد الطلاب بالمهارات المطلوبة لتأمين العمل ومواجهة تحدّيات والمشاكل التي يواجهونها في حياتهم الشخصية والمهنية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 أيار 2023 07:57