تحوّل الأول من نيسان في العرف اللبناني من عيد لكذبة بيضاء إلى نشرة مفصلة بالأماني الصعبة المنال من "ربحت اليانصيب" إلى "رايح vacation" إلى "اشتريت بيت" أو "طلعت سيارة جديدة" ..وما هنالك من أخبار باتت مواقع التواصل الاجتماعي مرصدها العريق، ليغدو اليوم اللصيق بأنف "بينوكيو" أشبه بكرسي اعتراف في رحلة البحث عن أولئك الذين أنوفهم طويلة في الميادين الحياتية والمجتمع والسياسة والعمل والاقتصاد، منطلقا من السؤال:"شو طابخين اليوم؟"، والجواب :خلطة هي مزيج من كل شيء في حياة اللبناني الذي ينادي بالصدق إلا أنه يلجأ للكذب اليومي من أجل أن لا يخسر صفقة أو وظيفة أو شريكة ..
في البدء استهدفت كذبة نيسان المتلقي الساذج و البسيط الذي صدق في العام 1957 خبرا بثته هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" بخصوص نية الحكومة السويسرية مساعدة المواطنين من خلال زراعة معكرونة "السباغيتي" وفق التوجيهات الآتية:"إزرع قطعة من السباغيتي في علبة من صلصة البندورة وتمنى حدوث الأفضل"، وتدرجت الكذبة في الزمن الرقمي لتنقل الإذاعة نفسها خبرا مفاده بأن ساعة "بيغ بن" تحولت الى رقمية وسيتم إعطاء عقارب الساعة إلى المستمعين الأربعة الأوائل الذين يتصلون بالشركة . وفي العام 1996 أعلنت شركة كولا بأنها اخترعت تقنية جديدة من أجل سلامة المستهلك بتحول المشروبات الغازية المنتهية الصلاحية الى اللون الأزرق اللامع، وبالتزامن أعلنت شركة "برغر كينغ"عن انتاج برغر جديد مصمم للعملاء العسر ، كما أعلنت شركة "فنادق.كوم" عن غرف على المريخ ابتداء من سعر 99 دولارا.
أما في طقوس الاحتفال اللبنانية بالعيد، بدأت الاستعدادات لاستقبال عيد الكذب بالتأكيد على :"إذا خبروك أمك أو بيك أو ابنك ماتوا بحادث سيارة ما تطب ساكت فوقهن لأن كل القصة إنو أول نيسان"، وفي المقابل ثمة تحذير "فايسبوكي": في فساد بالبلد مش كذبة نيسان والخبرية طالعة ريحتها من زمان"، ومصارحة لابد منها:" متحمسين كتير ع كذبة نيسان ع اساس الصدق دابحكن طول السنة". أما في حالات التعبير عن المشاعر و"الحب الصافي" فللأول من نيسان حصة:" وان رفضتك اخبرها أنها كذبة نيسان وحافظ ع كرامتك"، وبخصوص أخبار زواج وطلاق وخيانات الفنانين والمشاهير التي تزدحم بها صفحات المواقع الافتراضية فأيضاً "طلعت كذبة نيسان"، وكذلك الحال بالنسبة الى مواقع عامة باتت تحمل اسم الكذبة نفسها .
وعلى الموال "المتشائل" بات اللبناني يحيي المناسبة مستحضرا "بابا نويل" الكذبة و "قرقشة حكي"، وهنا الكلام على نار :"بحكيكي يا جارة ..تا تسمعي يا كنة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.