هشام حمدان

1 نيسان 2019 | 00:00

صحافة بيروت

"رسالة" أميركية إلى العهد.. هذا مضمونها

المصدر: جريدة اللواء

كتبت جريدة اللواء: مرّة أخرى تبدو الدبلوماسية اللبنانية قاصرة وقاصرة جدا، عن فهم واقع العلاقات الدوليّة ومصلحة لبنان، وتحاول تدوير الزوايا بما يخدم المصلحة السياسية لأركان العهد وحلفائه. بومبيو يصل إلى لبنان وتسبقه عناوين واضحة وجلية ورئيس لبنان يرد بعناوين يحملها إلى الاتحاد الروسي.



لم تدرك الدبلوماسية اللبنانية بعد، أن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة تشكل رسالة ليس فقط للعهد بل أيضا لأصدقاء العهد على الساحة الدوليّة وخاصة فرنسا. الوزير بومبيو يريد أن يُسمِع الجميع وربما للمرّة الأخيرة أنه لا يمكن الاستمرار باللعب على وترين، فإما لبنان جزء من السفينة المبحرة في عالم الدولار، أو أنه سيلاقي مصير تلك الدول التي «تقاوم» مفهوم العولمة، تحت حجج لا تغش إلا الضحية، وهي دائما أبناء شعبنا في لبنان وعدد من الدول العربية.



لبنان جزء من منظومة الدولار. ولن تكون هناك أي منظومة نقدية أخرى، مهما سعت دول بريكس وتحديدا الاتحاد الروسي، وحتى الصين لم تعد تريد مثل هذه المنظومة، بعد أن ربحت اعتراف المؤسسات المالية الدولية باليوان جزءا من العملات الصعبة، وعليه فلا توجد أي دولة يمكن أن تنقذ لبنان من المصير الاقتصادي الأسود إذا لم ننخرط بواقع العولمة. 



لقد حاولنا مرارا أن نقنع رئيس الدبلوماسية اللبنانية بضرورة قراءة التحولات التي جرت في العالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وألا يغشه اندفاعة الاتحاد الروسي نحو المنطقة، فالاتحاد الروسي مثل كل الدول لا تتعاطى مع القضايا الدولية بعواطفه بل بمصالحه. والاتحاد الروسي لا «يقاتل» بشعارات إيديولوجية بل برؤى اقتصادية غير خافية، فيما نحن ما زلنا «نقاتل» بشعارات قال عنها ضمير لبنان الحالي الرئيس ميشال سليمان إنّها «خشبية».



لقد خسرنا العديد من الفرص بما في ذلك في دول أكثر من صديقة لنا مثل المكسيك، ولم نقرأ الخيارات التي تقوم من حولنا يوما بعد يوم. العالم يبعدنا يوما بعد يوم من حساباته وتحالفاته، فحتى المكسيك اختارت دولة عربية أخرى مدخلا لها إلى الشرق الأوسط، رغم أنه لم يكن لديها سفارة مقيمة فيها بينما لبنان كان يحتفل بالذكرى السبعين لعلاقاته الدبلوماسية معها ولديه جالية من أقوى الجاليات في البلاد.



لا تريد الدبلوماسية اللبنانية أن تفهم بعد أن لبنان مدرج على لائحة أميركية تضم أكثر من ثلاثين دولة معتبرة راعية للإرهاب أو تأوي مجموعات موصوفة بأنها «إرهابية». الدبلوماسية اللبنانية تستمر بسياسة النعامة فتضغ رأسها في رمال الشعارات وتنسى أن الصياد ينتظر الفرصة المؤاتية لإطلاق النار.



الدولة لن تقوم مع وجود الدويلة، وآن لنا أن نجلس لبحث سياسة خارجية للبنان لا تأسرها الشعارات. 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

هشام حمدان

1 نيسان 2019 00:00