في رسالة وجهها بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج اكد مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان أن قضية المسلمين الأولى هي قضية فلسطين والقدس الشريف وقضية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يعاني من المخطاطات الصهيونية النازية المتواصلة لإسكات الآذان وتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا في اطار تهويد المدينة المقدسة وتغيير الطابع العام للقدس الشريف وصبغها بمعالم يهودية تلمودية غريبة عن عروبتها الإسلامية والمسيحية من خلال بناء الكُنس والحدائق التلمودية والبؤر والتجمعات الإستيطانية لتصبح القدس الشريف يهودية لليهود دون غيرهم إن القدس وفلسطين أرضا و شعبا و مؤسسات هي عربية لا يحق لأي قوة أن تُغير هذا الواقع وإن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الإسلامية والمسيحية هي المؤتمنة على القضية الفلسطينية.
وقال المفتي سوسان: امام هذه الهجمة الصهيونية الشرسة لابتلاع القدس، وتهويدها، وسلخها من جلدها العربي والإسلامي، وتدمير المسجد الأقصى المبارك مدعوما بالقرار الأمريكي الظالم باعتبار القدس الشريف عاصمةً للكِيان الصهيوني مما يؤجّج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، والمسيحيين ويهدد السلام العالمي، ويُعزّز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.
وتوجه سوسان الى الفلسطينيين، سواء كانوا على ارض فلسطين المحتلة او الضفة او غزة هاشم او في مخيمات الشتات، بضرورة العمل على وحدة الكلمة ورص الصفوف ولم الشمل، وان نتعالى جميعا على الجراح· وقال لنستعد الوحدة الوطنية ولنضع جميعا استراتيجية اقتصادية اجتماعية مقاومة ينضوي الجميع تحت لوائها صفا واحدا كالبنيان المرصوص في وجه العدو الصهيوني النازي من أجل ان نعمل بجد واخلاص على تحرير الارض من دنس العدو الصهيوني الذي يهود المقدسات ويبتلع الأرض ويدمر البيوت ويزيد المغتصبات على أرض الآباء والأجداد وضع استراتيجية جهادية ينضوي تحت لوائها الجميع لتحرير مقدساتنا ومسجدنا الاقصى و كنيسة القيامة وكل فلسطين من براثن الاحتلال النازي المجرم وما ذلك على الله بعزيز .
وشدد سوسان على أن هضبة الجولان هي أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الشرعية الدولية و إن كل الإجراآت الصهيونية بحقها باطلة ومُدانة و غير شرعية و لو دعمها و غرد لها ترمب ووقع صك هبة أرض لا يملكها لمن لا يستحقها .
في الشأن الداخلي اللبناني تمنى المفتي سوسان على كافة السياسيين اللبنانيين الشرفاء أن يكونوا على مستوى المسئولية الوطنية التي تلزمهم بلجم الخلاف والاختلاف و معالجة الفساد الإداري ووقف الهدر المالي وغيره، بدون كيدية أو انتقائية معتبرا ان محاربة الفساد ليست شعارا يُطلق لاستقطاب الجمهور واكتساب التأييد، وليست أداة للتهويل أو للتهجم و الإتهام ، كما أنها لا يمكن أن تكون استنسابية أو مزاجية أو فئوية ، وان مواجهة الفساد تعني حماية الوطن من الانهيار، والإقتصاد من التراجع، و حماية الثروة الوطنية و المال العام من وضع اليد واستغلال مرافق الدولة البرية و البحرية و الجوية بدون وجه حق، مواجهة الفساد لا يمكن أن يكون بإطلاق الإتهامات بل بتقديم الوثائق والمستندات الرسمية، وأن تكون محاربة الفساد شاملة لجميع الحقبات بعد اتفاق الطائف .
وقال: ان الشعب بكل اطيافه يناشد الحكم و الحكومة تسريع حل المشاكل الإقتصادية و المالية و الإجتماعية و الكهربائية ومعالجة تفشي البطالة فالشعب بكل أطيافه يحتاج الأمن الإجتماعي والاستقرار الإقتصادي ويناشد الحكومة تنفيذ اتفاق الطائف بكل مندرجاته لانه يشكل المرجعية الأولى لاستقرار الوطن وبناء الدولة الحديثة وتثبيت وحدة المواطنين بكل أطيافهم فهو الاطار السياسي والقانوني لضمان سيادة لبنان الكاملة واستقلاله وسلامة اراضيه ووحدة شعبه ومؤسساته وتعزيز القيم الروحية الرفيعة والمثل الاخلاقية العالية.
وطالب المفتي سوسان الدولة اللبنانية تسريع ما التزمت به من انجاز قانون العفو العام و الشامل لرفع الظلم و طي صفحة المرحلة الماضية و النظر بعين العدالة و الإنصاف للموقوفين الإسلاميين. وأكد ان صيدا مدينة الوفاء والقيم الانسانية والوطنية ستبقى متمسكة بالقيم الإنسانية والعيش المشترك ومشروع الدولة القادرة العادلة، وستبقى وفية لشهدائها البررة ولثوابتها في نبذ كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية واي صراع داخلي لانه لا يخدم الا العدو الصهيوني. وستبقى صيدا وفية لقضيتنا المركزية لفلسطين والفلسطينيين و للقدس وللمسجد الأقصى و أكناف المسجد الأقصى و لكنيسة القيامة مهد سيدنا عيسى المسيح و لكل المقدسات .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.