عادت سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة ( رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ) السيدة بهية الحريري من العاصمة الفرنسية اثر مشاركتها في اجتماع لسفراء اليونسكو للنوايا الحسنة انعقد في مقرها في باريس برئاسة المديرة العامة السيدة أودري أزولاي .
وألقت الحريري كلمة خلال الاجتماع اعتبرت فيها "أنّ العالم بأسره يحتاج إلى تفعيل دور المنظمات التي لا تزال تتمتع بالمصداقية والثقة لدى الشعوب والافراد وفي مقدمتها منظمة اليونسكو" .
وجاء في كلمة الحريري:" الإرادة الطيبة هي إلتزام بقيم الخير والعطاء والعمل الدؤوب من أجل سلامة الارض والإنسان في كلّ مكان، الإرادة الطيبة هي إنتظام في مسارات التّجديد والتّحديث وحماية الأجيال من الجهل والتعصب والعنف والتطرف، باعتماد العلم والمعرفة والثقافة والفنون سبيلاً لرفع الظلم والقهر والإستبداد، وبتحقيق العدالة واحترام حقوق الانسان، وتعزيز قيم التسامح والشراكة.. الإرادة الطيبة هي إنخراط وجودي تكاملي.. من أجل تكوين مجتمعات وطنية وإنسانية عالمية.. تتكافل فيها الإرادات الطيبة بين الشعوب والافراد والإختصاصات والأعمال.. والحرف والإدارات والمهارات.. الإرادة الطيبة هي روح النّجاحات البشرية.. في صناعة التّقدم والاستقرار".
وقالت " علمتنا الحياة من خلال تجاربها القاسية والموجعة في مجتمعات النزاع، أنّ الإرادة الطيبة يجب أن تكون إحدى أبسط ضرورات الحياة. وان الإرادة الطيبة لا تختصر في مساعدة اللاجئين والنازحين من جراء الحروب والنزاعات، بل يجب أن تكون الارادة الطيبة هي المانع لوقوع تلك المآسي والويلات ، وعلى مدى عشرات السنوات ونحن نعالج آثار المظالم وإنعدام العدالة ونتائج عمليات العنف والدمار وآثارها المفجعة على الأطفال والشّابات والشباب الذين عانوا من إنحراف المجتمعات عن أبسط قواعد الإنتظام، الإرادات الطّيبة تحتاج إلى التكافل والتضامن من أجل مواكبة التّطورات السريعة للثّورات التكنولوجية.. والتحولات الرقمية السريعة، والتي تحتاج إلى الكثير من البرامج والمناهج والإبتكارات ، من أجل مواكبة الأطفال الذين إنخرطوا في ذلك العالم التكنولوجي الإفتراضي، والذين قد يصبحون ضحايا قيم العنف والنزاع، مما يجعلنا نتطلّع معكم إلى إعادة تفعيل إرادة الخير لدى العقول البشرية الخلاقة التي ساهمت في صياغة المواثيق والشرائع والتي تحتاج الى جهود استثنائية من أجل استعادة الثقة بتأثيرها وبمضامينها.. التي لم تتمكن من حماية مستقبل الإنسان في اكثر من مكان.. في هذا العالم الشديد القلق في هذه الأيام، وتلك العقود والشرائع والرسالات التي وضعت لتمنع الحروب والنزاعات، والتي أكّدت أنّ "الحروب تقع أولاً في عقول البشر وفي عقول البشر تبنى حصون السّلام".. مما يجعلنا نتطلع إلى إعادة التأكيد على تعريف الإرادات الطّيبة بما هي فعل متواصل ومتراكم من أجل تعزيز مناعة المجتمعات والأفراد وتحقيق اهداف التنمية المستدامة من اجل سلامة الارض والانسان في كل مكان".
وأضافت " الارادة الطيبة لا تكون بارتداء القناع المانع للوباء فقط.. بل أنّ الإرادة الطيبة هي في العمل على ابتكار وتعميم تأمين اللقاح، لأنّ الارادة الطيبة لا تكون بالإنعزال والإختباء بل بمواجهة كل ما يهدد سلامة الانسان، كثيرة هي الدروس والعبر التي عاشتها البشرية مجتمعة خلال سنوات الوباء، حيث تعطّل كلّ شيء، وتوقفت كلّ مظاهر التنافس والتنافر والتمايز وعاد الإنسان إلى الإنسان يبحث عن السّكينة والخلاص والأمان.. واليوم ما نشاهده من حروب ونزاعات ونزوح وتشريد واقتتال وغيرها من مظاهر القلق في الصّحة والتعليم وأبسط ضرورات الإنسان، تجعلنا مطالبين بإعادة الاعتبار إلى المعاني والقيم التي تجسدها الإرادة الطيبة في بناء حصون السّلام..".
وختمت الحريري بتوجيه الشكر للمديرة العامة أودرية أزولاي وفريقها الإداري والتخصصي في اليونسكو على "رفعة وتنوع الموضوعات البالغة الأهمية والتقنية وحُسن الإعداد والإستقبال رغم الظروف البالغة الدقة والصعوبة" متوجهة الى زميلاتها وزملائها سفراء الارادة الطيبة في اليونسكو بخالص الشكر والتقدير والاحترام ..
مشاركة في الفعاليات المرافقة
وتناول اجتماع سفراء النوايا الحسنة محاور ثلاثة : " نظرة عامة على أعمال ورؤى سفراء النوايا الحسنة لليونسكو، ومناقشة حول مساهمة التعليم والثقافة والعلوم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، والاتصال والمعلومات حول التحديات الرقمية المعاصرة" ، وتخلله عرض فيلم بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي .وتوزع السفراء على خمس موائد مستديرة موازية حول أولويات كل قطاع" التعليم والثقافة والعلوم".
كما حضرت الحريري حفل تكريم السيدة ماريانا ف. فاردينويانيس ، سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة، بمناسبة حصولها على جائزة الأمم المتحدة لنيلسون مانديلا وحفلاً موسيقياً للأوركسترا الفيلهارمونية الدولية وشاركت بحفل استقبال وعشاء اقامته السفيرة فاردينويانيس بمناسبة تكريمها .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.