24 حزيران 2023 | 08:35

مجتمع

طباخ بوتين "الأحبّ" وبائع النقانق الذي انقلب على "بابا الكرملين"!

طباخ بوتين



من كان ليظن أن يفغيني بريغوجين، بائع النقانق، الذي سطع بوقة اسمه خلال المعارك الروسية في أوكرانيا قبل أشهر، سيعلن ما يشبه الانقلاب العسكري على قادة الجيش الروسي.

فقد فاجأ قائد مجموعة فاغنر الروسية، البالغ من العمر 62 عاماً ليل أمس الجمعة الجيش الروسي بدعوة عناصره للقتال ضد القادة، ما اعتبر في موسكو تمرداً غير مقبول

فمن هو هذا الرجل المثير للجدل؟

أول مرة برز اسمه، كانت في ذروة الغزو الروسي السري الأول لشرق أوكرانيا، في صيف 2014 ، حين اجتمعت مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، وهو مبنى مهيب من عهد ستالين على ضفاف نهر موسكفا.

حضروا إلى هذا المكان في حينه لمقابلة يفغيني بريغوجين ، رجل في منتصف العمر برأس حليق وصوت خشن، باعتباره الشخص المسؤول عن عقود تموين الجيش.

وقد تقدم حينها بطلب غريب من وزارة الدفاع، ألا وهو إعطائه أرضا يستخدمها لتدريب "متطوعين" لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، وإنما يمكن استخدامهم لخوض حروب روسيا.

أوامر البابا

وقتها لم يستلطف العديد من القادة الموجودين هذا الطلب، لكن برغوجين كان حاسماً، مؤكدا أنها أوامر "البابا" في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذا ما أكده مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية كان على إطلاع مباشر بتلك المناقشات، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان.

ومنذ ذلك الاجتماع، بدأت قدرات مجموعة فاغنر تتوسع ويتسلل مقاتلوها إلى ساحات حرب خارجية، وصولاص مؤخراً إلى الجبهات في أوكرانيا.

كما اكتسب بريغوجين شهرة واسعة بين قادة الجيش وإن لم يكن محبوبا في معظم الأحيان.

فيما وصفه رجل أعمال روسي يعرفه منذ التسعينيات "بأنه حيوي ونشيط وموهوب، لكنه عنيد أيضا ولا يتراجع أبداً حتى يحصل على ما يريد".

أما من قاتل معه في أوكرانيا أو غيرها من البلدان، فيصفه بالوحشي وعديم الرحمة!

مراهقة عنيفة

فبريغوجين الذي ولد في لينينغراد، سانت بطرسبرغ الآن، عام 1961، بعد تسع سنوات من ولادة بوتين، توفي والده وهو صغير، فراح الولد "يشاغب" بعنف. إذ انضم إلى حشد من المجرمين الصغار.

فقد أكدت وثائق قضائية من عام 1981 ، بحسب الغارديان، أنه في آذار 1980 ، وحين كان بريغوزين يبلغ من العمر 18 سطا على امرأة وسرقها مع رفاقها في أحد شوارع بيطرسبورغ.

كما ارتكب لاحقا عمليات سطو أخرى على مدة عدة أشهر. ليحُكم عليه بالسجن 13 عامًا

ثم أطلق سراحه عام 1990 ، حيث كان الاتحاد السوفيتي ينهار. فعاد إلى سان بطرسبرج، حيث كانت المدينة على شفا تحول هائل، مع ثروات كبيرة تنتظر أولئك الأذكياء أو العنيفين بما يكفي للاستيلاء عليها.

فبدأ الرجل في بيع النقانق، في مطبخ بشقة متواضعة تعود لعائلته.لكن طموحاته كانت أكبر بكثير وقد عرف كيف يحققها.

ولم يمض وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى. ثم عام 1995 قرر أن يفتح مطعما مع شركائه في العمل.

استخدم الراقصات

في البداية، استخدم "راقصات ومتعريات" لاغراء الزبائن، لكن بعدما انتشر الخبر أن الطعام ممتاز، تم فصل المتعريات.

فراح نجوم البوب ورجال الأعمال يتقاطرون على هذا المطعم، وكذلك فعل رئيس بلدية سان بطرسبرج، أناتولي سوبتشاك، الذي كان يأتي أحيانًا مع نائبه حينها فلاديمير بوتين!

بوتين والطباخ الأحب

وخلال السنوات الأولى من حكمه، كان الرئيس الروسي يحب في كثير من الأحيان مقابلة الشخصيات الأجنبية المرموقة في مسقط رأسه. فكان يصطحبهم أحيانًا إلى مطعم بريغوجين أو إلى نيو آيلاند، حيث تحول قارب يفغيني إلى مطعم عائم.

ومنذ ذلك الحين، بدأ بريغجين يفوز بعقود لتقديم الطعام في مناسبات حكومية كبرى من خلال شركة كونكورد، وهي شركة قابضة أنشأها في التسعينيات.

وفي عام 2012 ، فاز بأكثر من 10.5 مليار روبل (200 مليون جنيه إسترليني) من العقود لتوفير الطعام لمدارس

موسكو، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية، نقلاً عن سجلات من السجل المالي الروسي.

بعد ذلك، ظهرت فرص أخرى لـ "طباخ بوتين" عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في آذار 2014 وتدخلت عسكريا في شرق أوكرانيا بعد فترة وجيزة.

ففيما نفى بوتين أن تكون القوات الروسية النظامية متورطة في أي من الحالتين، كانت قوات فاغنر في الميدان!

المصدر - العربية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 حزيران 2023 08:35