مرة جديدة، كما في كل استحقاق انتخابي، تحتل الشائعات والاكاذيب حيزا من الحملات الانتخابية، علّها تثير بلبلة لدى الناخبين الذين ينتابهم أصلا قلق مزمن لم يكد يفارقهم منذ ان ولدت الحكومة وولدت معها أمال عريضة على معالجة اولويات حياتية مهمة تبدأ بملفي الكهرباء والنفايات ولا تنتهي مع تطبيق مشاريع "سيدر". اولى هذه الشائعات ما اشيع في طرابلس خلال الايام القليلة الماضية عن "الغاء" المنطقة الاقتصادية الحاصلة في طرابلس لصالح انشاء منطقة اقتصادية في البترون او في صور، إثر اقرارها في اللجان النيابية المختصة. لا شك ان هذه الشائعة اثارت بلبلة في المدينة رغم ان لا صلة لها البتة بالحقيقة، ما استدعى بداية تعقب مصدرها ليتبيّن، ومن خلال وسائل عادية انه أحد مروجي شائعات فريق الثامن من آذار الذي سبق واطلق شائعات مماثلة في استحقاقات انتخابية سابقة. لكن هذا المصدر نفسه، او من يقف وراءه تجاهل سلسلة حقائق ابرزها: ان المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس أقرت بقانون ولا يمكن الغاؤها الا بقانون. ان انشاء مناطق اقتصادية في مناطق اخرى في لبنان سواء كانت في البترون او صور او كسروان او البقاع، لا يمكن ان تؤثر سلبا مباشرة أو غير مباشرة على المنطقة الاقتصادية في طرابلس، لا بل يمكن ان تتكامل معها مثل منطقة البترون التي تعنى حصرا بالمعلوماتية. ان المنطقة الاقتصادية في طرابلس غير المطروح الغاءها على الاطلاق استكمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومجلس ادارتها التحضيرات اللازمة لاطلاق مناقصة بناها التحتية الشهر المقبل. كما اكتمل الجزء الاكبر من الاستعدادات لتستقبل هذه المنطقة أول رخصة استثمارية مطلع العام 2020. في كليات الاعلام، الرسمية والخاصة، يُدرَّس فن الشائعة، لكنه يقوم على مبدأ ان يكون ثمة اساس بسيط او ملمح ولو بعيد يمكن بناء شائعة عليه في مواجهة خصم او عدو او اي كان. اما ان تُبنى شائعة على وهم او تمنيات فقط من أجل السعي لاسقاط المرشحة ديما جمالي في الانتخابات الفرعية بوصفها مرشحة الرئيس سعد الحريري الذي كان وراء انشاء المنطقة الاقتصادية في طرابلس، والذي يتابع بصورة يومية مراحل تقدمها لكي تنطلق بالعمل، فهو ذروة التضليل والتزوير والحقد على.. المدينة وأهل المدينة
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.