اوكسيجين النهار – مازن عبّود
IAN_GOLDIN&BENJAMIN_NABARRO(2018PS.) اعتبرا بان الاستجابات غيرالاقتصادية لازمةالهجرة تهدد النمو الاقتصادي، وتأزم الوضع السياسي. ولفتا الى انّ "الهجرة الاقتصادية كانت ومازالت سلعة لاقتصادات الدول".
لبنانيا، المطلوب اعداد دراسة حول ابعاد النزوح الاقتصادية والاجتماعية لحماية المواطنين والنازحين. اسهمت العمالة السورية في نمو الإنتاجية في البناء والزراعة والصناعة قبلالازمة. لكن انعدام النمو اليوم، جعل البلد مدفنا للمعدمين. وتمييز تعاطي المجتمع الدولي بين فقراء النازحين والمضيفين اجج المشاعر. فتكوّنت أرضية خصبة للكره. لا يمكن للمجتمع الدولي القيام بهذا. عليه ان يدرك انّ الامور ليست بالقوانين والعقوبات بل بالحلول. لبنان تحوّل برمته الى مخيّمات ومحميات. النازحون يتنافسون مع المضيفين على فرص العيش الضيقة وحتى على الموت بحرا، هربا. التنافس على فرص العيش يؤدي الى خفض اكلاف الانتاج لكن تضاعف خسائر المعدمين، وعدم المساواة وسوء توزيع الثروات. للمضيفين والنازحين كامل الحقوق في حياة كريمة. لكنّ اين تجد الكرامة، هل تحيا في الفقر والفلتان وانهيار الدولة؟
"النازحون يكسبون أكثر من فقراء المقيمين بفعل المساعدات الدولية. وهم لا يدفعون الضرائب، مما يعزز قدراتهم التنافسية في سوق العمل" وفي هذا ازمة. أفرجوا عنهم، فقد تحتاجهم المجتمعات المسنة للمساهمة في الاقتصاد ودفع الضرائب. قد يكونون ربحا لكم ولأنفسهم ولنا. وكلفة تعلم كوادرهم سددها بلدهم. ام اقول لكم أسهموا في حل أزمتهم وأزمتنا المنبثقة عنها، فيعودون الى بلادهم بكرامة ولا يمكثون في بلد الاتون.
أزمتهم ازمة في خضم الانهيار وارتفاع معدلات بطالة فقراء النازحين والمضيفين. المطلوب التضامن مع أزمتهم في بلد أزمته غياب التضامن بين مكوّناته. كفا استخدامات سياسية لقضية اخلاقية وانسانية. كفا اعباء على بلد نظامه عاجز اصلا وغارق في خلل بنيوي. فهل المطلوب جرنا وجرهم الى مجاهل اقتصادية وامنية، هل حكم علينا وعليهم بالموت؟
IAN GOLDIN&BENJAMIN NABARRO(2018) عن ارتباط وثيق بين الضغط على الموارد والمواقف من الهجرة. سرّعت ازمة النزوح في انهيار البلد. الضغط على الموارد والبنى التحتية والخدمات وازدياد الهدر في الكهرباء والماء وتلوث مياه والتربة امور لا يمكن تجاهلها. وتتجاهلونها وتتهمون شعبنا بالعنصرية.
الأثر الاقتصادي للهجرة تفاقم نتيجة سوء السياسات الحكومية في التعاطي مع الملف وتوظيفه داخليا. فصار تهديدا اقتصاديا ووجوديا. حذار من فشل البلد!
العداء للنزوح في لبنان اليوم احتجاج على تزايد الفقر وشح الوظائف وارتفاع معدلات البطالة وعدم المساواة. مشكلتنا بانّه ينظر الى الحدود "كعقبات غير عقلانية" والى الاسواق ككيانات متحررة من العوامل الثقافية والاجتماعية (Robert Skidelsky,2017) وفي هذا كفر نيوليبراليّ.
تجبرون دولة منهارة ان تستضيف ما يقارب ثلث عدد سكانها نازحين، يعيش 91 بالمائة منهم تحت خط الفقر.
تحمّلون دولة منهوبة وساقطة تداعيات ازمة نتجت عن اخفاق وفشل وتسابق وحروب على الموارد، بكلفة 25.54 مليار دولار حتى العام 2022 بحسب "ورقة العمل الحكومية لتنظيم إدارة ملف النازحين السوريين (2023).
لا أستطيع تكهّن مستقبل بلد يعيش فيه 1.4_ مليون طفل بدون رعاية تربوية، من بينهم 622 طفل ألف لبناني و715 ألف طفل سوري و56000 لاجئ فلسطيني و13.300 ألف من أطفال المهاجرين الاخرين؟ أبلغوني بالله عليكم كيف يمكن في هكذا حالة لجم العنصرية، وطمأنة الناس؟
المطلوبان نتغيّرصحيح. لكن ان تتغيروا ايضا، فتجدون حلولا للازمة السورية، فلا ينزحون، ونعود نحن فننزح، ويغرق جنوب المتوسط في الموت.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.