25 تموز 2023 | 08:35

أخبار لبنان

دولة الفقراء

اوكسيجين النهار – مازن عبّود




IAN_GOLDIN&BENJAMIN_NABARRO(201‎‎8PS‎‏.) اعتبرا بان الاستجابات غيرالاقتصادية لازمةالهجرة ‏تهدد النمو الاقتصادي، وتأزم الوضع السياسي. ولفتا الى انّ ‏‏"الهجرة الاقتصادية كانت ومازالت سلعة لاقتصادات الدول". ‏

لبنانيا، المطلوب اعداد دراسة حول ابعاد النزوح الاقتصادية ‏والاجتماعية لحماية المواطنين والنازحين. اسهمت العمالة ‏السورية في نمو الإنتاجية في البناء والزراعة والصناعة ‏قبلالازمة. لكن انعدام النمو اليوم، جعل البلد مدفنا للمعدمين. ‏وتمييز تعاطي المجتمع الدولي بين فقراء النازحين والمضيفين ‏اجج المشاعر. فتكوّنت أرضية خصبة للكره. لا يمكن ‏للمجتمع الدولي القيام بهذا. عليه ان يدرك انّ الامور ليست ‏بالقوانين والعقوبات بل بالحلول. لبنان تحوّل برمته الى ‏مخيّمات ومحميات. النازحون يتنافسون مع المضيفين على ‏فرص العيش الضيقة وحتى على الموت بحرا، هربا. التنافس ‏على فرص العيش يؤدي الى خفض اكلاف الانتاج لكن ‏تضاعف خسائر المعدمين، وعدم المساواة وسوء توزيع ‏الثروات. للمضيفين والنازحين كامل الحقوق في حياة كريمة. ‏لكنّ اين تجد الكرامة، هل تحيا في الفقر والفلتان وانهيار ‏الدولة؟

‏"النازحون يكسبون أكثر من فقراء المقيمين بفعل المساعدات ‏الدولية. وهم لا يدفعون الضرائب، مما يعزز قدراتهم ‏التنافسية في سوق العمل" وفي هذا ازمة. أفرجوا عنهم، فقد ‏تحتاجهم المجتمعات المسنة للمساهمة في الاقتصاد ودفع ‏الضرائب. قد يكونون ربحا لكم ولأنفسهم ولنا. وكلفة تعلم ‏كوادرهم سددها بلدهم. ام اقول لكم أسهموا في حل أزمتهم ‏وأزمتنا المنبثقة عنها، فيعودون الى بلادهم بكرامة ولا ‏يمكثون في بلد الاتون.‏

أزمتهم ازمة في خضم الانهيار وارتفاع معدلات بطالة فقراء ‏النازحين والمضيفين. المطلوب التضامن مع أزمتهم في بلد ‏أزمته غياب التضامن بين مكوّناته. كفا استخدامات سياسية ‏لقضية اخلاقية وانسانية. كفا اعباء على بلد نظامه عاجز ‏اصلا وغارق في خلل بنيوي. فهل المطلوب جرنا وجرهم ‏الى مجاهل اقتصادية وامنية، هل حكم علينا وعليهم بالموت؟ ‏

IAN GOLDIN&BENJAMIN ‎NABARRO(2018‎‏) عن ارتباط وثيق بين الضغط على ‏الموارد والمواقف من الهجرة. سرّعت ازمة النزوح في ‏انهيار البلد. الضغط على الموارد والبنى التحتية والخدمات ‏وازدياد الهدر في الكهرباء والماء وتلوث مياه والتربة امور لا ‏يمكن تجاهلها. وتتجاهلونها وتتهمون شعبنا بالعنصرية. ‏

الأثر الاقتصادي للهجرة تفاقم نتيجة سوء السياسات الحكومية ‏في التعاطي مع الملف وتوظيفه داخليا. فصار تهديدا ‏اقتصاديا ووجوديا. حذار من فشل البلد!‏

العداء للنزوح في لبنان اليوم احتجاج على تزايد الفقر وشح ‏الوظائف وارتفاع معدلات البطالة وعدم المساواة. مشكلتنا ‏بانّه ينظر الى الحدود "كعقبات غير عقلانية" والى الاسواق ‏ككيانات متحررة من العوامل الثقافية والاجتماعية (‏Robert ‎Skidelsky,2017‎‏) وفي هذا كفر نيوليبراليّ. ‏

تجبرون دولة منهارة ان تستضيف ما يقارب ثلث عدد سكانها ‏نازحين، يعيش 91 بالمائة منهم تحت خط الفقر. ‏

تحمّلون دولة منهوبة وساقطة تداعيات ازمة نتجت عن اخفاق ‏وفشل وتسابق وحروب على الموارد، بكلفة 25.54 مليار ‏دولار حتى العام 2022 بحسب "ورقة العمل الحكومية ‏لتنظيم إدارة ملف النازحين السوريين (2023). ‏

لا أستطيع تكهّن مستقبل بلد يعيش فيه 1.4_ مليون طفل ‏بدون رعاية تربوية، من بينهم 622 طفل ألف لبناني و715 ‏ألف طفل سوري و56000 لاجئ فلسطيني و13.300 ألف ‏من أطفال المهاجرين الاخرين؟ أبلغوني بالله عليكم كيف ‏يمكن في هكذا حالة لجم العنصرية، وطمأنة الناس؟ ‏

المطلوبان نتغيّرصحيح. لكن ان تتغيروا ايضا، فتجدون حلولا ‏للازمة السورية، فلا ينزحون، ونعود نحن فننزح، ويغرق ‏جنوب المتوسط في الموت.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 تموز 2023 08:35