30 تموز 2023 | 12:55

أخبار لبنان

فراغ وطني... لا فراغ رئاسي ‏

فراغ وطني... لا فراغ رئاسي ‏

‏ وليد الحسيني - حديث الإثنين ‏





زيارة "لودريان" الثانية، كسابقتها، جعجعة فرنسية بلا طحين. ‏

وكسابقتها أيضاً، بدأت بالأمل وانتهت بالملل. ‏

ورغم ذلك حظيت باهتمام إعلامي بالغ... ومبالغ فيه. ‏

صحيح أن "لودريان" دبلوماسي عتيق ومعتق، إلا أنه ارتكب ‏خطيئة، لا ندري لماذا لم تثر غضب من أصابتهم شظاياها. ‏

بسلوك، لم نفهم سره، صنّف مبعوث الرئيس الفرنسي، ‏السياسيين اللبنانيين إلى مقامات ودرجات. ‏

شخصيات تستدعيه إلى مقراتها، فيذهب إليها... وشخصيات ‏يستدعيها إلى مقره، فتأتي إليه. ‏

لا يمكن أن يأخذنا "العبط السياسي" إلى اعتبارها صدفة... ‏وإذا كانت كذلك، فهي صدفة متعمّدة. ‏

وحفاظاً على كرامات من نحب، نستبعد تعمّد الدبلوماسي ‏الفرنسي العريق إهانة قيادات كتيمور جنبلاط وسامي الجميل ‏وفيصل كرامي. لكنه بالتأكيد تعمّد تمييز جبران باسيل وسمير ‏جعجع وطوني فرنجية ومحمد رعد عن الآخرين... في المكان ‏والمكانة. ‏

فهؤلاء "الأربعة الكبار"، بنظر "لودريان" يشكلون الطبق ‏الرئيسي على مائدة "المبادرة الفرنسية". ‏

إنما، ‏

هل نجح هذا الدبلوماسي العجوز، بإعادة الشباب لمبادرة ‏شاخت وهرمت، منذ أن بدأها رئيسه قبل أربع سنوات؟. ‏

ألم يلحظ أن جولته تحوّلت من حدث إلى حديث يملأه القال ‏والقيل؟. ‏

ألا يفترض بنا أن نحسد السلحفاة على سرعتها، وهو يمشي ‏الهوينة نحو شهر أيلول، كفرصة أخيرة لانتخاب الرئيس؟. ‏

ألم يدرك أنه بتلاعبه اللغوي، واستبدال الحوار بالتشاور، كان ‏كمن يفسر، بعد جهد، الماء بالماء؟. ‏

ألم يكن الأجدر بـ "لودريان"، بصفته ساعي بريد اللجنة ‏الخماسية، أن يرفع عصا العقوبات، بوجه القيادات اللبنانية، ‏والتي نصت عليها اجتماعات الدوحة؟. ‏

ترى هل أصابه الطرش والعمى، فلم يسمع ولم يرَ المزايدات ‏الشعبوية، التي تخوضها القيادات اللبنانية... والتي قادت البلاد ‏إلى جهنم وبئس المصير. ‏

يا أصدقاء لبنان، ‏

لبنان لا يعاني من الفراغ الرئاسي، إنما يعاني من الفراغ ‏الوطني. ‏

وإذا كانت ثمة مبادرات حقيقية، فهي لا تحتاج إلى دبلوماسية ‏بلا أنياب... لكنها تحتاج إلى قوات ردع دولية تعاقب الأحقاد ‏المتبادلة بين اللبنانيين... وترفع الكمائن المنصوبة بين ‏الطوائف... وتجرّم الفدرلة، التي تستعجل الموت بالانتحار. ‏

يا أصدقاء لبنان كفوا عن مبادرات المجاملة... وخذونا إلى ‏مجلس الأمن وبنده السابع... فمن سابع المستحيلات أن نتفق ‏ونتوافق... فلبنان الذي يعادي بعضه بعضاً، لم يعد جنة الله... ‏بل أصبح غابة الشيطان... فاحذروا شياطين لبنان، فقد ‏يشعلون في المنطقة حرائق يصعب إطفاءها. ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 تموز 2023 12:55