وليد الحسيني - حديث الإثنين
زيارة "لودريان" الثانية، كسابقتها، جعجعة فرنسية بلا طحين.
وكسابقتها أيضاً، بدأت بالأمل وانتهت بالملل.
ورغم ذلك حظيت باهتمام إعلامي بالغ... ومبالغ فيه.
صحيح أن "لودريان" دبلوماسي عتيق ومعتق، إلا أنه ارتكب خطيئة، لا ندري لماذا لم تثر غضب من أصابتهم شظاياها.
بسلوك، لم نفهم سره، صنّف مبعوث الرئيس الفرنسي، السياسيين اللبنانيين إلى مقامات ودرجات.
شخصيات تستدعيه إلى مقراتها، فيذهب إليها... وشخصيات يستدعيها إلى مقره، فتأتي إليه.
لا يمكن أن يأخذنا "العبط السياسي" إلى اعتبارها صدفة... وإذا كانت كذلك، فهي صدفة متعمّدة.
وحفاظاً على كرامات من نحب، نستبعد تعمّد الدبلوماسي الفرنسي العريق إهانة قيادات كتيمور جنبلاط وسامي الجميل وفيصل كرامي. لكنه بالتأكيد تعمّد تمييز جبران باسيل وسمير جعجع وطوني فرنجية ومحمد رعد عن الآخرين... في المكان والمكانة.
فهؤلاء "الأربعة الكبار"، بنظر "لودريان" يشكلون الطبق الرئيسي على مائدة "المبادرة الفرنسية".
إنما،
هل نجح هذا الدبلوماسي العجوز، بإعادة الشباب لمبادرة شاخت وهرمت، منذ أن بدأها رئيسه قبل أربع سنوات؟.
ألم يلحظ أن جولته تحوّلت من حدث إلى حديث يملأه القال والقيل؟.
ألا يفترض بنا أن نحسد السلحفاة على سرعتها، وهو يمشي الهوينة نحو شهر أيلول، كفرصة أخيرة لانتخاب الرئيس؟.
ألم يدرك أنه بتلاعبه اللغوي، واستبدال الحوار بالتشاور، كان كمن يفسر، بعد جهد، الماء بالماء؟.
ألم يكن الأجدر بـ "لودريان"، بصفته ساعي بريد اللجنة الخماسية، أن يرفع عصا العقوبات، بوجه القيادات اللبنانية، والتي نصت عليها اجتماعات الدوحة؟.
ترى هل أصابه الطرش والعمى، فلم يسمع ولم يرَ المزايدات الشعبوية، التي تخوضها القيادات اللبنانية... والتي قادت البلاد إلى جهنم وبئس المصير.
يا أصدقاء لبنان،
لبنان لا يعاني من الفراغ الرئاسي، إنما يعاني من الفراغ الوطني.
وإذا كانت ثمة مبادرات حقيقية، فهي لا تحتاج إلى دبلوماسية بلا أنياب... لكنها تحتاج إلى قوات ردع دولية تعاقب الأحقاد المتبادلة بين اللبنانيين... وترفع الكمائن المنصوبة بين الطوائف... وتجرّم الفدرلة، التي تستعجل الموت بالانتحار.
يا أصدقاء لبنان كفوا عن مبادرات المجاملة... وخذونا إلى مجلس الأمن وبنده السابع... فمن سابع المستحيلات أن نتفق ونتوافق... فلبنان الذي يعادي بعضه بعضاً، لم يعد جنة الله... بل أصبح غابة الشيطان... فاحذروا شياطين لبنان، فقد يشعلون في المنطقة حرائق يصعب إطفاءها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.