لم يدخل تلفزيون لبنان الرسمي في لعبة "الرايتنغ" أو المنافسة مع التلفزيونات الخاصة، إلا أنه بقي في وجدان الأجيال“نوستالجيا” الحنين الى أيام "عازف الليل" و"ألو حياتي" و"عشرة عبيد زغار" و"ديالا"و"أبو سليم وفرقته" و"الدنيا هيك" و"المعلمة والأستاذ" ومسرحيات و أعمال فنية وعمالقة. شكل تلفزيون لبنان الذاكرة اللبنانية بأصالتها وعبقها ومر أيام الحروب والقصف والانقسامات، ليأتي إعلان وزير الاعلام جمال الجراح عن البث المتواصل لـ"تلفزيون لبنان 24/24" منذ الليلة الفائتة أشبه بجسر عبور يربط اللبنانين كما المغتربين ببلدهم من خلال استعادة برامج أيام زمان وبالتالي التعرف على التغيرات الآنية التي طرأت ، ولاسيما أن التوقيت الذي يقفل خلاله التلفزيون ما بين 12 مساء و7 صباحا يصنف بوقت ذروة المتابعة في العديد من بلدان الاغتراب، الأمر الذي يبشّر بانطلاقة واعدة للتلفزيون الوطني الذي هو "صوت المواطن البعيد عن الطائفية والمذهبية والخلفيات السياسية"، بحسب الوزير الجراح الذي أسف ل"تظهير الامور السلبية التي تضر بسمعة لبنان ومكانته على كل الصعد، في حين المطلوب عرض أمور جيدة وايجابية كثيرة لا احد يسلط الضوء عليها، فهناك شعب خلاق ومبادر ومميز، وهناك الجبال الجميلة والارز والديموقراطية والحريات".
يوضح مدير البرامج في تلفزيون لبنان حسن شقور بأن الخطوة جاءت "بهدف تثبيت حضور التلفزيون الرسمي ودوره في نقل الفن الراقي في زمن كان فيه السباق الى الانتاجات الجيدة من برامج ومسرحيات لها علاقة بالثقافة والقيمة الفنية ، مستعيدة وجوها لبنانية أصيلة في الشعر والرسم والموسيقى والمسرح والحفلات الفنية .
ولأن تلفزيون لبنان يغطي مختلف المناطق في العالم باستثناء أميركا الشمالية، يأتي البث الدائم بمثابة ربط المغتربين بوطنهم ، هم الذين أخذوا معهم الحنين وتشبعوا بأصوات صباح وفيروز ونصري شمس الدين ووديع الصافي وملحم بركات".
وتابع شقور:"ضمن خطتنا تفعيل البرامج السياحية والاضاءة على البيئة والآثار والمواقع الدينية والأعمال الأدبية والشعرية القيمة وكل ما يمت الى عراقة اللبناني بصلة"، لافتاً:"لأن الحكم استمرارية، وضع الوزير ملحم رياشي المشروع عندما كان وزيرا للاعلام وبدأنا شراء التجهيزات، ولدى تسلم الوزير الجراح الوزارة أبدى استعداده بتفعيل المشروع واستكماله ليرى النور أمس معلنا دخول تلفزيون لبنان في حقبة مضيئة واعدة تشبه إرثه من الفن الراقي الذي ميزه".
وكان صنع تلفزيون لبنان منذ تأسسه على ثلاث مراحل: نهاية الخمسينيات عبر شركتين خاصتين ، واعتباره شركة مختلطة مساهمة في العام 1978، واستحواذ الدولة على أسهم القطاع الخاص فيه في العام 1996، مجد نجوم كبار أصبحوا رواداً في عالم المرئي مثل"فيروز" و"الأخوين رحباني" و"سميرة توفيق" و"نجيب حنكش" و"منير معاصري"و"نضال الأشقر" و"انطوان كرباج" و"رضا كبريت" و "سمير شمص "و "عبد المجيد مجذوب"وغيرهم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.