شهد الرئيس الاماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إعلان إنشاء «ممرّ» اقتصادي يربط بين جمهورية الهند، ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، في إطار زيارة سموّه لحضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند في مركز المؤتمرات بنيودلهي وتشارك فيها دولة الإمارات ضيف شرف.
وأكد الشيخ محمد عبر منصة «إكس»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة داعم رئيسي للعمل الجماعي الدولي من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية. وقال رئيس الدولة، حفظه الله، «شاركت في قمة مجموعة العشرين في الهند، وعقدت لقاءات مثمرة مع عدد من القادة والمسؤولين المشاركين، بحثنا خلالها التعاون لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار للجميع. الإمارات داعم رئيسي للعمل الجماعي الدولي من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية».
وتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن، بالشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك أثناء الإعلان عن مشروعات الممر الاقتصادي. وقال جو بايدن للشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «شكراً.. شكراً.. شكراً.. لولاك لا أعتقد أننا سنكون هنا».
وأكدت دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية الهند، والولايات المتحدة، ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بموجب مذكرة تفاهم، تطلعها إلى العمل معاً على إنشاء «ممر» يربط الهند بالشرق الأوسط، ومن ثم أوروبا وسيحفز التنمية الاقتصادية بتعزيز الربط والتكامل الاقتصادي بين هذه المناطق. ويتألف المشروع من ممرين منفصلين: «الشرقي» الذي يربط الهند مع الخليج العربي و«الشمالي» الذي يربط الخليج بأوروبا.
شبكة عابرة للحدود
ويشمل الممران سكة حديدية ستشكل بعد إنشائها، شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية، لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.
وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف، لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية، كونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة.
ويعكس تعاون دولة الإمارات في هذه المبادرة، جهودها لتعزيز شراكاتها الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، لاسيما قبيل استضافتها مؤتمر «كوب 28» خلال نوفمبر المقبل.
ودعماً لهذه المبادرة تتطلع الدول المعنية بكل ممرّ، إلى العمل الجماعي لتنفيذ المبادرة وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن معلقاً على هذا التوقيع «إنه أمر مهم حقاً»، متحدثاً عن اتفاق تاريخي خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين. وجاء في وثيقة نشرتها إدارة بايدن «نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديدية، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا». وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، في تصريح نقلته صحيفة «إنديا إكسبرس» إن المشروع سيشمل الولايات المتحدة والهند والإمارات والسعودية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في مجموعة العشرين. وقدم فاينر ثلاثة مبررات كبيرة للمشروع. أولها أن الممر سيزيد الرخاء بين الدول المعنية من خلال زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقمية. وثانياً، سيساعد المشروع في معالجة نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وثالثاً، يمكن أن يساعد على خفض التوترات في الشرق الأوسط».
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين، أن المشروع أكبر بكثير من مجرّد سكك حديدية أو كابلات، مشيرة إلى جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات. وقالت «المشروع تاريخي.. وباعتباره ممراً اقتصادياً بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من شأنه أن يجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%». ويهدف المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية. ويسعى إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.
تصدير الطاقة النظيفة
ويسعى المشروع إلى إنشاء «عقد تجاري»، مع «تشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة»، وفق الوثيقة. وسيشمل المشروع أيضاً مد كابلات بحرية.
وشهد إطلاق المشروع توقيع مذكرات تفاهم، حول أطر التعاون بين البلدان لوضع بروتوكول يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات وفق ما نقلته صحف هندية.
ومن شأن ممر السكك الحديدية والشحن أن يمكّن من زيادة التجارة بين البلدان، بما في ذلك منتجات الطاقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.