المركزية- أكّد رئيس المجلس التنفيذيّ لـ"مشروع وطن الإنسان" النائب نعمة افرام أن "الهمّ الوحيد الذي يواجهنا اليوم هو في كيفيّة الخروج من الانهيار مع التحدّي الأكبر في عدم العودة إليه ثانية وتبديد أسبابه". واعتبر أن أسس خطّة إحياء لبنان تتطلّب "أخذ القرارات المفيدة والموجعة أحياناً وليس القرارت الشعبويّة، مع حماية اجتماعيّة قويّة لتمكين اللبنانيين من تحمّل الأوجاع الظرفيّة لعملية الإصلاح الشاملة". وشدّد على "الأولويات الاقتصاديّة وتحدّيات الساعة التي يستحيل من دونها النهوض، وتشمل قانون السرّية المصرفيّة، الكابيتال كونترول، الانتظام المالي وتوزيع الخسائر، صندوق تثمير أصول الدولة، تحقيق التوازن الماليّ في الموازنات وقوانين وإجراءات أساسيّة".
جاء ذلك خلال لقاء نظّمه "مشروع وطن" – طرابلس، شارك فيه حشد من الفاعليّات والمقامات الروحيّة والزمنيّة، بحضور النوّاب أحمد الخير، طه ناجي، ايهاب مطر، ايلي خوري، حيدر ناصر، عضو كتلة مشروع وطن الإنسان جميل عبود، وممثلين عن النوّاب فيصل كرامي وكريم جبارة واشرف ريفي، والنائب السابق علي درويش، وممثلين عن مفتي المدينة ومطارنتها، والوزير السابق طلال حواط، ورئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي ونقيب أطباء الأسنان ناظم حفار .
وكشف افرام أن "الأرقام توضح إنّ حجم الاستيراد في لبنان للعام ٢٠٢٣ هو ١٩ مليار دولار، أي عدنا إلى وضعيّة ما قبل الأزمة وكأننا لم نتعلّم شيئاً مما أصابنا". ولفت إلى انّنا أمضينا ١٥ سنة في لبنان نتحدّى قونين الطبيعة وننفق أكثر ممّا ننتج، ولم يعد أحد يجرؤ على المصارحة بحقيقة الأرقام".
وطالب بموازنة حقيقية مبنيّة على التوازن الماليّ، والدولة لا تستطيع أن تؤمن أبسط الخدمات الأساسيّة بأقل من 4 مليار دولار، وكثر من المسؤولين يتصرفون بشعبويّة ولا يتناولون عمق الأزمة بعلم واحتراف، وبسبب غياب الثقة والشفافية لا يصارحون الشعب بضرورة التضحية الآنية ليحصد الخير في المستقبل. وأكّد إنّ الهمّ الوحيد الذي يواجهنا اليوم هو في كيفيّة الخروج من الانهيار مع التحدّي الأكبر بعدم العودة إليه ثانية وتبديد أسبابه".
في غرفة التجارة والصناعة والزراعة
النائب افرام كان شارك في جولة طرابلسيّة، بدأت في غرفة التجارة والصناعة والزراعة. هناك التقى رئيسها توفيق دبوسي بحضور النائب جميل عبود، ورئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، ورجلي الاعمال عامر صافي وعزام نشار.
دبوسي رحّب بالنائب أفرام" لما يمتلكه من روح الشراكة والإنفتاح"، واشار انهما بحثا معاً، في "كيفية إستثمار كل المناطق اللبنانيّة للإرتقاء بعلاقاتنا العربيّة والدوليّة بروح بناء وطن الإنسان الذي يبني لبنان الجديد من خلال الإستثمارات الكبرى، والقيام بدور خدماتي يواكب إحتياجات إقتصادات العالم من خلال مرفأ ومنصة للنفط والغاز ومطار يشكلّون بشكل متكامل مقصدا جاذبا لتلك الإقتصادات".
وأشار دبوسي "أن إعادة الإعتبار لهذا المرفق الإقتصادي العام أو ذاك لا سيما مطار الرئيس رينه معوض في القليعات لا يمكن أن يكون المنطلق الا من زاوية وطنيّة".
من جهته، أكّد أفرام على "أهمية تنمية كل الفرص الوطنيّة الإستثماريّة بشكل تطال مساحة الوطن بكامله، وإننا نرى في طرابلس الكبرى مولّد إنمائي لكل القطاعات والمرافق الاقتصاديّة. ويجب أن يكون هناك تكامل إقتصاديّ إستثماريّ بين مختلف المناطق اللبنانيّة على تعدّديتها وتنوّعها على أن يؤخذ بعين الإعتبار تعزيز مكانة السياحة الدينية وكذلك السياحة الموسميّة لتمتع مناخ لبنان بفصوله الأربعة، والإلتفات الى تنمية الصناعة والزراعة الوطنيتين". أضاف: "لا يعقل أن يكون لبنان بلد الإهراءات في التاريخ البعيد، وتقل نسبة إستيراد القمح بما يقارب 5 %. كما يجب أن يكون لدينا إدارة جيدة لشؤوننا العامة، والأهم العمل على تحسين مهام القضاء اللبناني لأنه جهاز المناعة لمختلف مؤسسات الدولة".
وشدد على "أهمية التواصل لا سيما في مضمار اللامركزية الإدارية بحيث يتم الإعتماد محورياً على السلطة المحليّة الممثلة بالبلديات واتحاداتها، وإدخال التطوير على منظومة البلديات بشكل يحاكي العمل البلدي في أكثر البلدان المتقدمة في العالم".
مفتي طرابلس ومطارنة الشمال
الضائقة الاقتصادية والهم المعيشي مع أزمة النزوح، شكّلت محور اللقاء الذي جمع النائب افرام والوفد المرافق بمفتي طرابلس والشمال محمد أمام، الذي أكّد اننا نحتاج اليوم إلى خطاب سياسي موزون وصادق.
وعن شجون المنطقة وأحوال الرعيّة والعيش الواحد المنتج، كان الحديث بين افرام وراعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس.
وكان من المفترض اللقاء مع كل من راعي أبرشية طرابلس للموارنة المطران يوسف يوسف ومطران طائفة الملكيين الكاثوليك المطران أدوار ضاهر، الذين تمثلا بمندوبين عنهما لتواجدهما خارج لبنان.
في المرفأ
المحطة الأخيرة كانت في مرفأ طرابلس مع جولة على منطقة الحاويات، حيث اطلع افرام من مدير المرفأ الدكتور أحمد تامر على المخطط التوجيهيّ للمرفأ .
وأكد تامر أن المرفأ كيان متكامل في ظل التعاون مع كافة الأجهزة الأمنية والإدارية والنقابية، فرغم كل الصعاب بقي المرفأ يعمل بعقلية القطاع الخاص اي اعتماد مبدأ الاحتراف وهكذا استطعنا تأمين كرامة الموظفين .
وكشف أن مرفأ طرابلس يستوعب ٢٥% من حجم الحاويات في لبنان والهدف الوصول إلى نسبة ٣٠% ، مشدداً على ضرورة التعاون مع الدول الاربع سوريا والأردن والعراق وتركيا لاستعادة المركز الأول في الترانزيت .
بدوره أكد افرام أن روح الفريق في مرفأ طرابلس قدوة نتعلم منها لجهة السرعة والجدية والاحتراف، مثنياً على كل الجهود المبذولة ان لجهة إنشاء اهراءات القمح التي توفر الأمن الغذائي أو لاعتماد المرفأ كعنبر مركزي مبرّد لتخزين الفاكهة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.