24 أيلول 2023 | 12:06

أخبار لبنان

خلاف السخافات:‏‎ ‎نازح أم لاجئ؟

خلاف السخافات:‏‎ ‎نازح أم لاجئ؟

‏ حديث الإثنين




من نحن؟.‏

هل نحن وسوريا، كما قال الراحل حافظ الأسد، "شعب واحد ‏في دولتين"، أم نحن وسوريا، "شعبان في دولة واحدة"؟.‏

الجواب يتوقف على تمسكنا بـ"جهلنا" في اللغة والقانون، ‏وكأننا لسنا من اكتشف الأبجدية في جبيل، وكأن بيروت ليست ‏أم الشرائع.‏

إذا كنّا "شعباً واحداً في دولتين"، يكون السوري الهارب إلينا ‏لاجئاً... أما إذا كنّا "شعبين في دولة واحدة"، يكون هذا ‏السوري نازحاً.‏

‏"النازح"، في اللغة والقانون، هو من يهاجر من مكان إلى ‏آخر. ولكن داخل دولته. في حين أن "اللاجئ"، وأيضاً في ‏اللغة والقانون، هو الذي يهاجر من دولته، عابراً حدودها، إلى ‏دول الآخرين.‏

فماذا يختار المتمسكون بالمصطلحات البلهاء؟.‏

‏"النزوح"؟... وكأنه يكفل العودة، ويحفظ للبنان "البقاء ‏والنقاء"... وكأن مصطلح "اللجوء" يعني تحوّل السوريين إلى ‏شعب بديل للشعب اللبناني.‏

يا نواب وأحزاب وقيادات لبنان، عليكم أن تقرروا، ما إذا كان ‏لبنانكم "محافظة سورية"... وحينها يحق لكم تسمية المليوني ‏سوري بالنازحين... أو أن لبنانكم دولة قائمة بذاتها وسيادتها ‏وحدودها، وحينها يحق للمجتمع الدولي تسمية الطوفان ‏البشري السوري باللاجئين.‏

وفي الحالتين، ماذا سيتغير باعتماد هذه التمسية أو تلك؟.‏

إنه "خلاف السخافات".‏

إذاً، كيف الوصول إلى حل ينقذ مضخمو المشاكل من هلع ‏التواجد السوري؟.‏

قبل التنقيب عن الحل المستحيل، لا بد من الاعتراف، بأن هذا ‏الوجود، يشكل فعلاً أثقالاً، لا يقوى الاقتصاد اللبناني على ‏حملها، ولا يقوى اللبنانيون على تحملها.‏

ثمة من بحث ونقب، وقادته تطلعاته الشعبوية إلى أساليب، ‏يندى لها جبين الإنسانية.‏

وثمة من قرر تشكيل لجنة وزارية لبنانية، تذهب إلى دمشق، ‏متأبطة أوهام وزير المهجرين عصام شرف الدين، المتوهم أن ‏الدولة السورية متلهفة إلى عودة الفارين من أبنائها إلى ‏‏"حضن الوطن"!... وكأن المجاعة المنتشرة في البلاد تتحمل ‏المزيد من الجائعين.‏

والأهم في أوهام "وزير التهيؤات"، أنه لم يسمع بقرار الرئيس ‏بشار الأسد، بأن لا عودة قبل إعادة إعمار سوريا المدمرة، ‏ببراميله المتفجرة، وبغارات منقذه الروسي، وبميليشيات ‏تخضع لتعليمات طهران.‏

وثمة من يدعو، إلى تحويل مؤسساتنا الأمنية والعسكرية إلى ‏تجارة البشر، وشحن السوريين بـ"مراكب الموت" إلى ‏أوروبا.‏

كل ما نعد أنفسنا به، وكل ما نعدّ من لجان للتفاوض مع النظام ‏السوري يبقى بلا جدوى... وكل هذا لن يزيل هلعاً لبنانياً، يبقى ‏مشروعاً، إلا إذا أصيب بعيبي التهويل والتضخيم.‏

العلاج ليس في مباحثات عبثية مع دمشق... إنه في الضغط ‏العربي على سوريا المحتاجة إلى علاقاتها الخليجية... وهو ‏في الضغط على إيران المتحولة سعودياً إلى عاشق مسرحي ‏للاستقرار في المنطقة... وهو في الضغط على روسيا، القاعدة ‏على صدور السوريين، في قواعد "حميميم" الجوية ‏و"طرطوس" البحرية.‏

أما وسائلكم في التحريض على المستضعف السوري، يضاف ‏إليها ممارساتكم العنصرية والعدائية، فهي الخطر الوجودي ‏الحقيقي الذي يهدد لبنان... وبالذات إذا بالغتم في الكراهية... ‏وبالغ السوري في ردات الفعل.‏

اِحذروا فلتات اللسان، وبالتالي، فلتان الأمن والأمان... وقبل ‏فوات الأوان.‏

‏ ‏



وليد الحسيني 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيلول 2023 12:06