أكد النائب طوني فرنجيه أن "التعامل مع الواقع الاقتصادي اللبناني أولوية"، واشار الى أن على "الدولة زيادة الدخل عبر إصلاح ملف الكهرباء الذي يكبدنا خسائر بأكثر من ملياري دولار وتحصيل الضرائب من كبار المكلفين والأثرياء والشركات والمصارف التي حصدت أرباحا لا يستهان بها. وإذا قمنا بهذه الإصلاحات فلن نحتاج أبدا إلى المس بسلسلة الرتب والرواتب".
وحذر فرنجيه في حديث الى تلفزيون "المنار" من أن "آخر ما يجب أن يتم المس به هو جيوب الناس وخاصة الأساتذة والمعلمات والجيش الذي يقاتل ويحارب عنا"، مشددا على أنه "من المعيب أننا ما زلنا في طور دراسة خطة للكهرباء فالشعب اللبناني لم يعد يأبه لكل الإشكالات بين التيارات والأحزاب السياسية وما يهم اللبنانيين هو تأمين الكهرباء. ونحن نريد أن تتم المناقصات عبر هيئة إدارة المناقصات".
وإذ شدد فرنجيه على ضرورة "دعم الصناعة والزراعة لأنهما قطاعان منتجان ويؤمنان فرص عمل للبنانيين، بالإضافة إلى تعزيز اقتصاد المعرفة" أشار إلى "ضرورة حماية الطبقة الوسطى وتعزيز وجودها بعد أن تقلصت في السنوات الأخيرة إذ إنها تشكل مدماكا وأساسا في كل المجتمعات في العالم".
وفي ملف محاربة الفساد، شدد فرنجيه على ضرورة "ألا يكون هناك استنسابية في هذا الملف"، معتبرا أن "استقلالية القضاء شرط أساسي في محاربة الفساد وهو يحتاج أيضا لتطوير القوانين".
وأضاف: "محاربة الفساد ضرورة وتبدأ باستهداف الفاسدين بشكل مباشر وخلق آلية للحد من الفساد. وما يهمني أن تعود هيبة الدولة في ظل تفاقم الهدر والفساد وأنا صارم جدا في ملف محاربة الفساد وحتى لو كانت شخصية أعرفها وحين تكون فاسدة لا يكون مكانها بيننا".
وأردف : "التدخل بالتعيينات والتوظيفات هو شكل من أشكال الفساد الذي لا يقتصر على الصفقات بملايين الدولارات، وواحد من أسباب فشل الدولة هو التدخل السياسي في الإدارات والمؤسسات الرسمية".
ودعا فرنجيه اللبنانيين إلى الاطلاع على تاريخ كل الأحزاب اللبنانية ومحاسبتها، مؤكدا أن "لدينا مصلحة كلبنانيين أن ينجح عهد الرئيس ميشال عون لأن هذا النجاح هو نجاح لكل لبنان".
من جهة أخرى، شدد فرنجيه على أن "هموم الشباب أولوية بالنسبة لنا وهم يعانون من نسب مرتفعة من البطالة في صفوفهم. وعمل النائب ليس البحث عن وظائف ولكن في غياب الدولة نقوم بذلك بالرغم من الإقصاء الذي نتعرض له في التعيينات وغيرها من المواقع"، مذكرا بأن "لدى لبنان فرصا ومقومات لتأمين عيش كريم ومزدهر للمواطنين. وعلينا البدء بالاستفادة من المرافق الحيوية والطاقات الموجودة وتعيين الكفاءات في مؤسسات الدولة بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص"، ومشددا على أن "واجبات الحكومة والعهد أن يضخوا الأمل في صفوف اللبنانيين".
وحول التطورات الإقليمية، رأى فرنجيه أننا "للمرة الاولى منذ العام 2005، نشهد تماسكا حقيقيا ووحدة شبيهة كما في فترة استقالة الرئيس سعد الحريري من السعودية. وهو ما ظهر جليا في المواقف الموحّدة خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى لبنان مايك بومبيو".
وأضاف: "الدفاع عن الأرض حق مقدس. وقناعتنا في تيار "المرده" راسخة في العداء لإسرائيل وهو عداء إيديولوجي لأن إسرائيل دولة عنصرية. وخسارة أي شبر من أرض عربية نخسر جزءا منا. أنا لبناني عربي مسيحي وهذه المعادلة تصب في مصلحة جميع المذاهب.. ولا مصلحة للمسيحيين بمعزل عن مصلحة لبنان ومحيطه".
وتابع: "قناعاتنا راسخة في تيار المرده بتأمين العيش الكريم والانفتاح واليد الممدودة والعروبة والعداء لإسرائيل عداء إيديولوجي لأنها دولة عنصرية".
وردا على سؤال حول شخصية الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، أكد فرنجيه أنه "شخصية تاريخية استثنائية أعطت أغلى ما لديها دفاعا عن لبنان"، معتبرا أن "حزب الله بمرونته مع الواقع اللبناني قادر على تخطي هذه المرحلة، وكما خرج في السابق منتصرا سيخرج من هذه المرحلة منتصرا".
وحول إمكانية فرض عقوبات على "المرده" إثر مواقفه السياسية، قال: "أنا أعمل مصلحة بلدي وإذا فُرضت عقوبات علينا نتيجة مواقفنا مع المقاومة فنحن لا بد أننا سنرفع الظلم عنا يوما ما".
ورأى أن "تطبيع العرب مع الإسرائيليين مؤلم ومؤسف أن المواقف الأوروبية أكثر تشددا وخاصة لدى اعتراف الأميركيين بسيادة إسرائيل على الجولان"، مشددا على أنه بالرغم من كل المواقف "إلا أن أصحاب الأرض لن يتخلوا عنها".
أما في ملف النازحين والعلاقة مع سوريا، فأكد فرنجيه أن "علينا مقاربة ملف النزوح السوري بواقعية وتأمين هذه العودة الآمنة والكريمة والتي تتطلب وقتا. والأهم هو تحييد هذا الملف عن التجاذبات السياسية. ويجب التعاطي من دولة إلى دولة مع سوريا لمصلحة لبنان اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا ولمستقبل وطننا"، فالنأي بالنفس أتى في مرحلة محددة وهو نأي عن الأزمة في سوريا وليس عن التعاطي مع الدولة السورية. وسوريا ليست بحاجة للعلاقات مع لبنان لاستعادة شرعيتها".
وحول العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، أشار فرنجيه إلى أن العلاقة تأثرت بالانتخابات الرئاسية، مشددا على ضرورة أن يغير "التيار آداءه وخاصة في الهجمة على التعيينات وإقصاء كل الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى التيار ولم يقدموا أوراق اعتمادهم لديه".
وأضاف: "الكفاءة هي المعيار الوحيد في التعيينات".
وردا على سؤال حول المصالحة مع حزب "القوات" اللبنانية، أشار فرنجيه إلى أننا "طوينا صفحة العداء مع القوات إلا أن الخصومة ما زالت قائمة وخاصة في الملفات الاستراتيجية أما في الملفات الداخلية فنحن ننسق مع كافة الأفرقاء".
وفي ملف آخر، أشار فرنجيه إلى أن "هناك غبنا يلحق بالعامل اللبناني نتيجة عدم تطبيق قانون العمل"، مشيرا إلى أنه في الشق التشريعي يعمل على اقتراح قوانين متعلقة بالاقتصاد، تشجيع الاستثمارات وخاصة لدى الشباب وحماية العمال اللبنانيين من العمالة الأجنبية.
من جهة أخرى، أشاد فرنجيه بقرار وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس "تعليق العمل بقراره بخصوص وصول سيارات التاكسي إلى حرم مطار رفيق الحريري الدولي، حتى إشعار آخر".
وردا على سؤال حول استعداده للتخلي عن راتبه الشهري كنائب، رد فرنجيه بالإيجاب.
وقال: "هدفنا أن نقدم حياة كريمة للناس. وأنا أحمل مشروع تيار "المرده" ولكن أضيف إليه لمساتي وأسلوبي في التعاطي".
وفي الملف الداخلي لـ "المرده"، أكد فرنجيه العمل على "مؤتمر حزبي لإعادة تنشيط تيار المرده ليعود بخطى ثابتة إلى التمدد والانتشار في المناطق اللبنانية كافة وخاصة أنه يزخر بالطاقات الشابة".
وختم: "ما نريده أن يكون تيار المرده على مساحة لبنان ويمثل أكبر عدد منهم في كافة المناطق وبالتالي، يمكن أن يصبح رئيسه من أي منطقة في لبنان".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.