لطالما كان الجلوس ساعات طويلة بسبب ظروف العمل يُعتبر حكماً مسبباً لأمراض ومشكلات صحية وغيرها من الآثار السلبية التي تزيد من خطر التعرّض لها، لكنّ دراسة جديدة أشارت إلى أنّ معدلاً معيناً من الرياضة يساعد في مواجهة الآثار السلبية للجلوس طويلاً، خصوصاً بعدما تبيّن أنّ الجلوس لساعات طويلة خلال النهار يزيد من خطر الإصابة بالخرف والسمنة وأمراض القلب، وصولاً إلى الوفاة لاحقاً، وفق ما ورد في nypost.
ما معدّل ممارسة الرياضة الذي قد يلغي الآثار السلبية للجلوس طويلاً؟
بممارسة الرياضة المعتدلة بمعدل 22 دقيقة في اليوم، يمكن إزالة الآثار السلبية لاتباع نمط حياة يغلب عليه الركود والجلوس لساعات طويلة، سواء بسبب ظروف العمل أو لأي سبب آخر. بهذه الطريقة يمكن عكس هذه الآثار وفق دراسة نُشرت في الصحيفة البريطانية لطب الرياضة. والمقصود بالأنشطة التي تدعو الدراسة إلى ممارستها، تلك التي تؤدي إلى التنفّس سريعاً بسبب الجهد الناتج من القيام بها، ومنها العناية بالحديقة أو المشي السريع أو المشي في مرتفعات. والمدة المطلوبة هنا لا تتخطّى الـ 20 دقيقة في اليوم، وهذا ما ليس من الصعب تحقيقه. حتى أنّه من الممكن التوجّه سيراً على الأقدام إلى مكان العمل إذا كان ذلك ممكناً.
في الدراسة كان الباحثون قد تناولوا بيانات بين عامي 2003 و 2019 لمشاركين قارب عددهم الـ 12000، لتحديد ما إذا كانت ممارسة الرياضة المعتدلة أو القوية قد تساعد في إلغاء خطر حصول وفاة بسبب المشكلات الصحية العديدة الناتجة من الجلوس لساعات طويلة، سواء لمشاهدة التلفزيون أو العمل أو لأي سبب آخر.
وكان المشاركون من السويد والنروج والولايات المتحدة بسن 50 سنة وما فوق، ونصفهم يجلس بمعدل 10 ساعات أو أقل، فيما يجلس النصف الباقي بمعدل 10 ساعات وما فوق. خلال فترة 5 سنوات توفي 805 أشخاص، وكان أكثر من نصفهم يجلس لمدة 10 ساعات أو أكثر. وقد تبيّن أنّ الجلوس بمعدل 12 ساعة في اليوم أو أكثر يؤدي إلى ارتفاع بنسبة 38 % في الوفيات، هذا في ما يتعلق بمن لم يمارسوا معدل 22 دقيقة من الرياضة في اليوم، وبالمقارنة مع من كانوا يجلسون مدة 8 ساعات في اليوم. إذ أنّ ممارسة الرياضة المعتدلة أو القوية لمدة 22 دقيقة في اليوم ساهمت في خفض خطر حصول وفاة، وبالتالي يمكن القول إنّ زيادة هذا المعدل يساعد في الاستفادة أكثر بعد من ميزات ممارسة الرياضة.
وتفيد النتائج بأن ممارسة الرياضة بهذا المعدل أو أكثر تزيل الآثار السلبية الناتجة من اتباع نمط حياة يغلب عليه الركود، وتقضي على الخطر الزائد الذي يكون موجوداً في غير حالة. وبقدر ما يزيد هذا المعدل يمكن الاستفادة بشكل أفضل. كما ينصح الخبراء بممارسة تمارين تقوية العضلات ليومين في الأسبوع حفاظاً على صحة القلب والأوعية الدموية.
النهار العربي
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.