لن تشهد مدينة بيت لحم هذا العام نصب شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد إذ ستكون الاحتفالات مختصرة "بدون ضجة ودون الكثير من الأضواء" في ظل الحرب الدائرة في غزة.
على مدى السنوات الماضية، وقعت اشتباكات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في بيت لحم المجاورة للقدس في الضفة الغربية المحتلة، لكن الصراع الحالي في قطاع غزة الواقع على بعد 50 كيلومترا ألقى بظلال الحزن على العديد من السكان.
فقد اندلعت حرب بعد هجوم مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل الشهر الماضي، ما أدى لمقتل المئات وخطف ما يزيد على 200. وأدى رد إسرائيل المتواصل على هذا الهجوم إلى تدمير معظم أنحاء القطاع الفقير.
وفي الأيام الأولى من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، يجتمع قادة الكنيسة في بيت لحم لافتتاح موسم ما قبل عطلات عيد الميلاد في حدث عادة ما يكون مقصدا لكثير من الزوار. لكن هذا العام خلت شوارع وساحات المدينة الجبلية إلى حد كبير وصارت كئيبة تحت شمس الشتاء الجاف.
وقال الأب إبراهيم فلتس، الذي سماه البابا فرنسيس نائب حارس الأرض المقدسة، من أمام كنيسة المهد: "لا أعتقد أننا رأينا سابقاً بيت لحم بهذا المظهر حتى في أيام كورونا. هي خالية وحزينة بدل أن تعيش فرحة كبيرة جداً".
وأضاف أن الفلسطينيين يتألمون بسبب "الأطفال الشهداء، والنساء والمسنين الذين استشهدوا في هذه الحرب المجنونة".
وتقدر السلطات في غزة عدد الضحايا الفلسطينيين بأكثر من 15 ألفاً حتى الآن في حين تقول إسرائيل إنها فقدت 1200 في هجوم حماس ثم أكثر من 70 جنديا في القتال.
وعبّر رؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة، في بيان صدر في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، عن تعاطفهم مع من يتألمون من المصير الغامض لذويهم، في إشارة على ما يبدو إلى أسر وأصدقاء نحو 240 أسيراً لدى "حماس".
ولأول مرة في ذاكرة العديد من السكان، لم يتم نصب شجرة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد، حيث استعدت الكنيسة لإقامة خدمات دينية بدون مظاهر احتفالية.
وقال حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون: "سنحتفل برصانة... وهذا يعني بدون ضجة ودون الكثير من الأضواء، وبطريقة روحانية أكثر، بين الأسر أكثر من الساحة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.