حاورت الإعلاميّة اللبنانية مايا إبراهيم، بيار داغر الممثّل الذي يأسرك في إطلالته، في هدوئه، في عنفوانه، في تألقه، في عطائه، في حسن اختياره، في أدائه، وضف على ما قلناه ما شئت، فهو يليق به الجمال لأنّه صانعه.
وجاء نص الحوار:
1. لو العصا السحريّ ، طاقية الإخفاء، أو crème الإخفاء، الفانوس بيدك.. ماذا كنت ستفعل بهم؟
ج 1: لو الأمر كان لي كنت أعود بالزمان إلى الوراء لأصحّح أمرين غفِلتُ عنهما الأمر الأوّل :
أقبّل يدين ورجلين والديّ ليلًا نهارًا وأعمل بكلّ ما أُتيتُ من قوةٍ كي أفرّحهما فالأهل لا يعوّضو ، الإنسان بعمر الشباب يكون غافلًا عن أهلِه وعندما ينضج يكونوا الأهل قد رحلوا .
الأمر الآخر : لو عدتُ شابًا كنتُ فور تخرّجي من معهد التمثيل سافرت إلى الخارج ترافقني الإرادة والموهبة وأنا كلّي ثقة أنّني كنت حقّقت ما سافرت لأجله بعون الله .
2. عندما تزرع شتلة وتتعب عليها ولا تنبت هل تحزن ؟ وهل عندما تزرع مع البشر ولا تلقى منهم إلّا الجحود والنكران فهل تشعر بذات الشعور ؟
ج 2 : يا لروعةِ هذا السؤال ! فقيمته توازي أكثر من عشرات المقابلات التي أُجريت معي ، لن أكون متطرّفًا سأكون دبلوماسيًا ، الأرض هي متنفّسٌ لي والزراعة هي إحدى مواهبي التي أمارسها بانتظامٍ فإذا فشلتُ من ناحيةٍ ما يكون هذا دافعًا لي وأعتبره تحدّيًا لأعيد الكرّة من جديد وأنجح فالفشل ممنوع ،...
أمّا عن البشر ( هههههه ، يضحك بخفّة دمّه المعهودة ) فعليك أن تعطي من قلبك ولا تنتظر أن يُثمر هذا العطاء فالبشر من أصعب خلق الرب .
3. بيار داغر لو تلتقي بنفسك الطفل بيار كيف سيكون هذا اللقاء ماذا تقول له وتحاوره ؟ وهل هو راضٍ عمّا حقّقته له وهل التقت خارطة أحلامك بالواقع ؟
ج 3 : أقول له قدّر وأعطِ قيمةً لكلِّ لحظةٍ تعيشها وإبقَ إلى جانب من تحبّ وعِشّ الفرح والنعمة التي أعطانا إيّاها الربّ قبل أن تسرقَهم منك المسؤوليات وصعوبات الحياة وتشعّباتها ، أنا مقتنعٌ بالذي أنجزته على مدار تلك السنوات لكنّي لست راضٍ عن نفسي فطموحي لا يُحدّ ، أعلم جيّدًا ما هي طاقتي وقدراتي لكنّي واقعي أعلم في أيّ عالمٍ نعيش في وسطٍ يسوده الكذب والوصوليّة ، مع كلّ هذا أشكر الله على نِعمِه فقد أنعم عليّ بعائلةٍ تخاف ربّها
وتحترم خَلْقِه ، هي ثروتي في هذه الحياة .
4. النجاح لا يتعلّق بالكمّية بقدر ما يتعلّق بالإستمراريّة ما
رأيك وتعليقك على هذا الكلام ؟
ج 4 : صحيح يمكن أن تنجحَ في عدّةِ أعمال لكن عمرك الفنّي يكون قصيرًا ، ما هي مقوّمات الإستمراريّة لنحدّد بعدها ؟ حُبّك للمهنة ، إحترامك للمواعيد ، إلتزامك بالأدب وعلاقتك مع زملائك ، سيرتك الحسنة ،.. إن اجتمعت تلك الصفات إضافةً للموهبة يكون عندها الممثّل على الطريق الصحيح .
5. لو كنت إعلاميًا ماذا سيكون شعار مهنتك ؟ وما هو الأسلوب الذي كنت ستتبعه ؟
ج 5 : الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة لو كنت إعلاميًا لوضعت نُصب عينيّ هدفًا بأن لا أكون رقمًا عاديًا ، كنت ثقّفت نفسي وأغنيتها لألتزم بقضايا إنسانيّة كم نحن بحاجةٍ لمن يضيء عليها ويدافع عنها للأسفّ كَثُر الجراد في حاضرنا .
كلمة أخيرة :
شكرًا لمجلّتكم الكريمة وشكرًا لكِ على هذا الحوار الشيّق والأسئلة الإستثنائيّة المميّزة مع أطيب التمنيّات لكم بدوام النجاح وشكرًا للقرّاء الكِرام .
هو ذاك.. لا يمكنك أن تملّ من محاورته، ولو كانت المساحات تسمح لزدنا في الأسئلة كي يزيدنا في الإجابات، لا لمجرد تعبئة فارغ هنا أو هناك بل كي نطرّز عباءة الإبداع في حوار يليق بنجم تميّز بالعطاء اللامحدود .
ملاحظة : يصوّر حاليًا مسلسل نظرة حبّ يلعب دور البطولة مع كارمن بصيبص وباسل خيّاط دوره والد كارمن ، كما أنّه بصدد تصوير مسلسل تاريخي سعودي كبير.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.