12 شباط 2024 | 09:56

أخبار لبنان

"غيابه".. على حقّ

لارا السيد


كان غيابه مليئاً بالحضور، بل وترسّخ بشكل أوضح وأكبر، هو الذي حاول حتى الرمق الأخير إنقاذ لبنان، على حساب شخصه حتى، إلا أنه حورب وجوبه بكل وسائل التعطيل، على الرغم من أنه تغاضى عن الكثير من الاتهامات والتحريض، فقرر ترك الساحة لمن عاثوا بالوطن خراباً ودماراً، فأردوه وشعبه ضحايا لمآربهم وممارساتهم الجهنمية.

سنتان كانت كفيلة بأن تكشف المستور، فمنذ أن علّق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي تاركاً للمتملقين المجال في ترجمة أقوالهم الى أفعال، تبيّن خيط الحقيقة، فكشف عن زيفهم وانقلب السحر على الساحر، ليفضح مخططتهم الذي أهلك اللبنانيين وأودى بهم الى الحضيض.

"تعوا ننزل ليرجع" لأن "هالمرة ممنوع يفلّ"، من هذا المنطلق اعترف المناصرون، ومعه المؤيدون كما الخصوم بأن الحريري، بمصداقيته وصدقه، وحده القادر على أن يكون "طوق نجاة" للبنان وشعبه الذي أجمع بأنه آن الأون لعودته الى الحياة السياسية لتستقيم، بفعل ارادته وعزمه لتغليب مصلحة الوطن على الحسابات الأخرى التي أغرقت لبنان بالأزمات.

اختار الجميع ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيلة للضغط "تحت معيار المحبة"، على الرئيس الحريري عبر مطالبته العدول عن قراره والبقاء بين ناسه واحبابه الذين يمنون أنفسهم بأن يستجيب لاستغاثتهم، ويكون معهم في رحلة "الانتفاضة" على من يريدون قتل الحلم، بعد أن سطعت الحقيقة التي كشفت أن الحريري كان على "حق"، وهو ما كشفه غيابه الذي عرّى الذين كانوا يدعون بأنهم أهل الاصلاح، وأولئك الذين تسلحوا بالتغيير دون تفعيل، والذين جاهروا بأنهم سيفعلون وقادرين، لكنهم أجمعين تحولوا الى عاجزين ما إن عادوا الى كراسيهم بعد الانتخابات سالمين.

سقط هؤلاء جميعاً في امتحان بناء الوطن، واستطاع الرئيس سعد الحريري بغيابه في أن يكون "الأكثر حضوراً" والأنقى والأصدق، ليتربّع على عرش قلوب اللبنانيين، فيما كل الذين راهنوا على أفول نجمه السياسي باتوا يستنجدون به ليعود وينقذهم من ما اقترفته أيديهم، بعد أن وقعوا في شرك أعمالهم، وغرقوا بها وأغرقوا معهم البلاد والعباد.

توالت الدعوات ورُفعت الرهانات وسط الحاح يتعاظم لعودة، جوابها يكمن حصراً عند الرئيس الحريري الذي يمتلك الرد بالطريقة التي يراها مناسبة، وفي الوقت الذي يختاره لرجوع لن يكون كما يشتهي أصحاب المصالح الآنية، وهو الذي لُدغ مراراً من تعهدات لم تكن سوى لذرّ الرماد في العيون، وهم اليوم يعيشون على الأمنيات التي ستجري رياح سفنها كما يقتضي الحساب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 شباط 2024 09:56