13 شباط 2024 | 11:11

أخبار لبنان

14 شباط.. الحلم باق من الرفيق الى السعد!

أحمد الشيخ*




رفيق الحريري.. ها هي الذكرى الـ ١٩ تهلُّ علينا، وأنت بعيد بجسدكَ ، ولكنك قريبٌ بِنَهجِكَ الراسِخِ في عُقولِنا وبِلمَساتِك المُتَجذرة في أرجاءِ الوطنِ الجَريحِ بِغيابِكَ، والمُشَتَتِ بِبُعدِك والمحروم من نهجِك ... نهج الدولة والمؤسسات ... نهج الحداثة والتطور.

حُلّم الرفيق ببناءِ بَلَدٍ تحكُمه المؤسسات ويَنعَم أبنائُه بالرفاهية والحرية والكرامة، ولكن بانقلابِ محور الإنتصارات الوهمية على مقاليد الحُكم، حُكِمَ غيابياً وتعسُفياً علي الجمهورية بالانحدارِ نحو الجحيم.. لا بل قاع الجحيم!

مُنذُ اليوم الأول لإغتيالك يا حبيب، ولبنان دخلَ في دوامِة الإنهيار والتشرزم والإنقسام، كل عام تثبت الأحداث أنه لا وطن بدون هندستك، ولا مُدافع عن الجمهورية غيرُك، يا عرّاب التسامُح والحوار، يا من تمسك بالسِلم الأهلي والعيش المشترك، باعتبارهما المنفذ الوحيد نحو الانطلاق للأمام.

ما أشبه اليوم بالبارحة... بعد مرور عامين علي تعليق الرئيس الحريري للعمل السياسي، ثبت بالضربة القاضية، أنه لا مجال للتقدم بغياب نهجك ولا فرصة لإنتشال البلد من الجحيم، إلا بعودة نجلك السعد، ليس من منطلق العاطفة فحسب، بل بالدليل القاطع الدامغ وبشهادة الخصوم قبل الحلفاء، "الذين يترحمون من على منّبر البرلمان على أيامه وحِكمته"، بغيابه إختفى بريق الأمل وتفاقم الإنهيار، وغابت أي مبادرة وطنية أو دولية، تهدف إلى إيجاد خطة للنهوض بلبنان، وضاعت جميع الفرص لإعادتنا إلى السكة الطبيعية.

فكيف يكون البلد بخير ويحكمه البعض من صغار النفوس، الباحثين عن المناصب والمراكز للمنافع الشخصية لا التنموية.

كيف يكون الوطن بخير ولا يزال يهوي في الجحيم اللعين الذي رسمه المتحكمون بقوة البطش والسلاح.

كيف للبنان أن يكون بخير، وصانع الخير والباحث الوحيد عن جمهورية الحداثة والتطور وصاحب النهج.. بعيد!

كيف لهكذا بلد أن يكون بخير، وفارس الإعتدال والساهر على إبعاد المشاكل والأزمات، قد غادر وأعطى الفرصة لكل الذين كان يصوبون الإتهامات، ويزعمون أنه يقدم التنازلات للخصوم، وبعد وصولهم لسُدة الحكم تبين أنهم فقط أصحاب فلسفة وشعارات فارغة.. وتأكد للجميع ان الشريف كان يتحمل المسؤولية الوطنية، ويقدمها على مصلحته الشخصة والشعبية.

لقد قلتها أيها الشهيد، يستطيعون دفع الحريري للخروج من السلطة ولكن لن يستطيعو دفع البلد خطوة واحدة للأمام، وهذا ما أكدته الأيام والتجارب وهذا ما تجسّد منذ تعليق الرئيس سعد الحريري لعمله السياسي.

هذا هو حال البلد الجريح، تهُب عليه رياح المشاكل والأزمات من جميع الاتجاهات.

هذا هو حال وطنك، كالقلب بدون نبض، هذه هي حال بيروت الحبيبة مظلمة غائبة عنها الحياة، بعد أن كانت لؤلؤة المدائن عروسة الشرق... هذا هو حال لبنان بغياب الرجل الرشيد، الذي يتمتع بأعلى درجات النباهة والحِس الوطني الرفيع، ويمتلك مخزون غزير من العلاقات العربية والدولية، يستثمرها ويستغلها في خدمة شعبه و وطنه.

كم يفتقدك الوطن حارسًا أمينًا على دستوره وميثاقه وتنوعه... كم يفتقد الوطن العهد القوي "يوم كان البلد ماشي والشغل ماشي " أيام عهدك يا رفيق.. كم لبنان بحاجة الى عودة رجل الوطنية الى الحياة السياسية لإعادة النّبض الى مشروعك مشروع الدولة والمؤسسات لإعادة الأمل بالحياة الكريمة، الى كل مواطن لبناني يحلم بلبنان أولاً... لبنان أولاً...

١٤ شباط "هيدي السنة حتكون غير حننزل كلنا لنقول ايه انت كنت صمام أمان هالبلد، حننزل كلنا لنقول للرئيس الحريري رجاع طولت الغيبة.. رجاع تيرجع لبنان البحبوحة والامل.. رجاع يا باني الوطن...

وعد علينا وعهدً أن نستمر على نهجك، وأن نحارب من أجل إستمرار مشروعك يا رفيق الآمال، ويا شهيدا بحجم الوطن، "لا ما خلصت الحكاية" ولن تكون النهاية، الا كما حلمت بها ورسمتها سيدي الشهيد.



*قطاع شباب الضنية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 شباط 2024 11:11