لارا السيد
في صفحات كتاب الوطن رجالات كتبوا التاريخ، إلا أن "بريقه" كان ساطعاً، فسطّر انجازات جعلت منه رجلاً "استثنائياً"، في رحلة ذهبية جعلت من الرئيس الشهيد رفيق الحريري نموذجاً لم ولن يتكرّر، إذ غدا "أيقونة" راسخة في قلب وطن، لا يزال بعد 19 عاماً على اغتياله، يبكيه من أقصاه الى أقصاه.
لم يكن "رفيق الوطن" سياسياً عادياً، وهو لم يسعى لأن يكون ما أضحى عليه، فهمّه الأول كان أن ينتشل البلاد وناسها من براثن حرب أصحاب المصالح، ويرتفع معهم الى مكانة، تمكّن بعزيمة وإرادة و"نيّة بيضاء" من الوصول اليها بحكمة وحنكة، فحلّق مع لبنان عالياً، ونجح في اعادته الى سكة الحياة.
كان سلاحه الإعمار وجيشه الطلاب ونبراسه الوطنية وإيمانه الإعتدال، فعبر بهذه "الثلاثية" نحو الحلم الذي أزهر واقعاً جعل من بيروت تنبض بالأمل الذي امتد ليشمل كل البلاد التي دخلت معه مرحلة البحبوحة والأمان، وكانت تطير به ومعه الى برّ السلام، فباتت قبلة الخارج، في السياسة والرياضة والإقتصاد والسياحة كما الإستشفاء، في سنوات "عزّ" يستذكرها اللبنانيون بـ"حسرة"، كما بـ"غصّة" حين يتحدثون عن "رفيق" الوطن وحلمه، يوم كانت الأزمات في قاموسهم عابرة وينامون ملئ جفونهم على اعتبار أن "الحريري بحلّها"، بفعل علاقاته إذ أن أبواب زعماء الدول كانت مفتوحة له على الدوام وكان وجه لبنان السياسي المشرق.
"الله يرحم أيامه"، لسان حال اللبنانيين الذين ذاقوا الويلات، منذ أن امتدت يد الغدر لتخطف صاحب الحلم ومعه لبنان، إلا أنها، وبعد 19 عاماً على ارهابها المتفجر، فشلت في أن تقتل روحه التي تنبض كل يوم في جسد كل لبناني حرّ يقاوم المحاولات المستمرة لتجويعه وافقاره واخضاعه لمشيئة من يريدون نحر الوطن وقتل ارادة أبنائه بالنهوض وابقاء شعلة الحياة موقدة في بلاد، أبت أن تخضع للغة الظلم والظلام، واختارت المواجهة بالتمسك بـ"نهج الرفيق"، وما المطالبة بعودة الرئيس سعد الحريري عن قراره بتعليق العمل السياسي، سوى خير برهان عن ذلك.
بقي الرئيس الشهيد بمشروعه الذي لم تُفتته أطنان الحقد والغدر، وانتصر على المجرمين بـ"حب" اللبنانيين ووفائهم، وها هو اليوم "يتزعّم" المشهد، فتوق اللبنانيين الى كتف "الرفيق" وتمسكهم برؤيته أشبه بصفعة على وجوه "الخونة" الذين حاولوا خطف لبنان "اليتيم" الذي سيبقى عصيّاً على مشروعهم، وهو اليوم يتسلّح أكثر مما مضى بمبادئ "رفيق" الوطن.. والحلم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.