14 شباط 2024 | 09:21

أخبار لبنان

19 عاماً.. وقلب لبنان ينبض بأحباب "الرفيق"!

19 عاماً.. وقلب لبنان ينبض بأحباب

لارا السيد





تحت مظلة العهد، يتكرّر المشهد في المكان الشاهد على اجماع الوطن على فداحة الخسارة برحيل من عمل وآمن بأنه "ما في حدا أكبر من بلدو"، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري كان عابراً لكل "متاريس" التفرقة، وهو ما ترجمه في تعاطيه السياسي كما التنموي والإجتماعي، وما الوفاء لمسيرته على مدى 19 عاماً سوى تأكيد على مدى افتقار لبنان وشعبه على مختلف انتماءاته له.

عند ضريحه وأضرحة رفاقه على درب الشهادة يكون الموعد السنوي، حيث يتوافد المحبون لتوجيه التحية الى أرواحهم، في لوحة وفاء لمن افتدوا لبنان بدمائهم، منذ لحظة زلزال 14 شباط 2005، وما تلاها من اغتيالات طالت رفاق مسيرة الدفاع عن لبنان السيّد الحرّ المستقل، تمتد من جوار مسجد محمد الأمين حيث يرقد الرفيق ورفاقه، الى ساحة الشهداء "الشاهدة" على صدى الآلاف المنادين بالحرية والاستقلال والعدالة للبنان، مروراً بشعلة الحرية في منطقة السان جورج حيث تفجّر الحقد والإرهاب والتي تتم اضاءتها في تمام الساعة الواحدة إلا عشر دقائق ظهر اليوم المشؤوم، وصولاً الى حديقة الرئيس الشهيد حيث يرتفع نصبه شامخاً ومتعالياً عن الصغار.

تتعطل عقارب الزمن سنوياً في اللحظة التي توقف بها قلب لبنان عن النبض، وتعود معالمها لتكشف عن حجم ما خلفته، ليس فقط من ندوب في قلوب العطشى الى قائد يعيدهم ولبنان الى الحياة، بل في قلب وطن لا يزال جرحه أيضاً ينزف منذ أن خُطف منه رجل الأمل وقائد سفينة البنيان ومعبّد طريق السلام.

يختصر أحباب "الرفيق" بعيونهم الدامعة ووجوههم الحزينة ما خلّفه الغياب، وهم يقفون أمام ضريحه مجددين له الوعد بدعم "حامل الأمانة" الرئيس سعد الحريري، الذي لم يوفر أي فرصة لاعادة الوطن الى عجلة الحياة، فهم من كل المناطق، يتوافدون صغاراً وكباراً، رايتهم الولاء وكلماتهم تجديد للعهد وحضورهم تأكيد على أنه لا استسلام مهما كان ثمن التضحيات، لينبض قلب بيروت مجدداً بأحبائه.

في حياته كما في مماته، نجح رفيق الحريري في أن يكون "جامعاً" للبنانيين الذين يبادلونه التأكيد في ذكرى استشهاده على أنه سيبقى ومشروعه حيّاً في ضمائر الوطنيين والشرفاء، وهم يتقاطرون سنوياً الى الساحات في وسط بيروت حيث يؤكدون أن لا تراجع في الدفاع عن لبنان بوجه مشاريع نقيضة لمشروع الحياة الذي أراد الشهيد لوطن لا يزال يبكيه على مدى سنوات الغياب.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 شباط 2024 09:21